الجيش الإسرائيلي: إنذار بإخلاء 35 بلدة غالبيتها شمالي الليطاني
يرى محللون سياسيون أن العملية البرية الإسرائيلية في لبنان قد تستمر حتى الانتخابات الأمريكية، مشيرين إلى أن الهدف الأساسي منها هو "استعراض للقوة" ودفع إيران لتقديم تنازلات لإسرائيل.
ويقول الخبير الفلسطيني في الشؤون الإسرائيلية عبد المهدي مطاوع إن "العملية البرية الإسرائيلية في لبنان التي بدأت منذ أسبوعين، قد تستمر حتى إعلان نتائج الانتخابات الأمريكية، ليكون الرئيس الجديد للولايات المتحدة شريكا في وضع التسوية التي تروق لإسرائيل".
ويرى مطاوع في حديث لـ"إرم نيوز" وجود "تقاطع بين إسرائيل وأمريكا، والدليل مشاركة مسؤولين وعناصر أمريكية في العمليات الإسرائيلية"، مشيرًا إلى أن "الأهداف المتحققة مفيدة للطرفين، وما تدعيه أمريكا بعدم علمها بمنزلة تهدئة لحلفائها".
وقال مطاوع إن "الضربات التي تعرض لها حزب الله مفصلية وليست سهلة، وعملية الإحلال تحتاج إلى وقت، وعودة التناغم لحزب الله تتطلب وقتًا هي الأخرى، بعد ضرب قيادات الصف الأول وجزء من الصف الثاني، وإسرائيل لا تريد منح حزب الله هذا الوقت".
وأكد أن هذه "العمليات مخطط لها منذ فترة طويلة، وليست مجرد رد فعل على أحداث السابع من أكتوبر، أو إسناد حزب الله لغزة، والمعلومات التي تجمعها إسرائيل عن الميلشيا اللبنانية، بدأت منذ 2006".
وتوقع مطاوع أن تواجه "إسرائيل مقاومة، ولكن ليس بالشكل الذي كان سابقًا"، مبينا أن "الهدف الأساسي للعملية تفكيك حزب الله، وليس بالضرورة أن تقوم بالمهمة كاملة، فمن الممكن أن تقوم بجزء كبير منها، وتترك المهمة لمعارضي الحزب في لبنان لاستخدام العملية داخليًّا".
من جهته، يرى وكيل وزارة الإعلام المصري السابق، ورئيس شبكة الإذاعات الموجهة ومنها العبرية، د. حسن علي أن "حزب الله سيصمد في المواجهات البرية مع الجيش الإسرائيلي، رغم الضربات المؤثرة التي تعرض لها خلال الأسبوعين الماضيين".
وأضاف حسن لـ"رم نيوز" بـ"النسبة لإسرائيل فهي لن تبقى طويلًا في لبنان؛ لأنها لا تنسى الهروب منها في حرب لبنان الثانية، وبالتالي لا تريد تكرار ما يحدث لها، خاصة أنها خارجة من غزة منهكة، إلى جانب الحالة الاقتصادية المعقدة مع طول فترة الحرب".
وأضاف، "الدعم الأمريكي القوي واضح جدًّا، اقتصاديًّا وسياسيًّا، والأهم الآن عسكريًّا، وهو متدفق بالأنواع كلها، ولن يتوقف بالتأكيد، وهو في إطار المصالح المشتركة فكلاهما لا تريدان أي قوة عسكرية في المنطقة غيرهما".
وتابع :" لا يمكن نسيان قوة اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة، الذي يؤثر بقوة على مسار الانتخابات الأمريكية هذه الفترة".
بدوره، قال مدرس الأدب العبري بجامعة القاهرة، د. هاني مصطفى، لـ"إرم نيوز" إن " إسرائيل هذه المرة لن تكرر الخطأ الذي قامت به سابقًا في لبنان، وتبقى فترة طويلة".
وذهب مصطفى إلى أن الهدف الرئيس من الاجتياح البري للبنان يمثل "استعراضًا للقوة، وتوجيه رسالة للمحيط الإقليمي أنها قادرة على ردع أي تهديد يأتي من جيرانها، حتى وإن كانوا مدعومين من إيران".
ويرى أن "مصالح إيران بوصفها دولة ونظامًا تدفعها لتقديم تنازلات لإسرائيل، على رأسها التضحية بمن يحاربون عنها بالوكالة، وهو أمر تؤيده الإدارة الأمريكية".