المرصد السوري: مقتل وإصابة 4 أشخاص باستهداف مسيرة لسيارة قرب جسر مصياف
أكد محللون سياسيون أن زيارة المبعوث الأمريكي آموس هوكشتاين، إلى بيروت، تحمل تهديدا بالردع موجها إلى "حزب الله"، مغلفا بجهود دبلوماسية عبر تقديم نصيحة بالقول إن أي توتر سينعكس بالسلب على لبنان.
وقالوا في تصريحات، لـ "إرم نيوز"، إن هوكشتاين قدم في زيارته رسالة واضحة إلى "حزب الله" عبر مسؤولين لبنانيين بأن أي خروج عن "قواعد الاشتباك" وتهديد أمن إسرائيل، سيقابل برد أمريكي قاس.
وأكدوا أن أي اتفاق تهدئة على جبهة لبنان لن يكون مع "حزب الله" ولكن مع من "يحركه"، في إشارة إلى إيران.
وكان هوكشتاين شدد من بيروت، اليوم الأربعاء، على أنه "لم يبقَ وقت لإضاعته" للتوصل لوقف إطلاق النار في غزة، مشيرا كذلك إلى فرصة للتوصل إلى حل دبلوماسي في لبنان، عشية جولة محادثات عبر الوسطاء.
وقال هوكشتاين بعد لقائه رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري الذي يتزعم حركة أمل، حليفة ميليشيا حزب الله: "تحدثت مع الرئيس بري حول اتفاق الإطار المطروح لوقف إطلاق النار في غزة، وقد اتفقنا على أنه لم يبق وقت لإضاعته ولا أعذار مقبولة من أي طرف لتأخير إضافي".
ويرى أستاذ العلوم السياسية بالجامعة اللبنانية، الدكتور خالد العزي، إن ما في جعبة هوكشتاين خلال زيارته إلى بيروت غير معروف، لكن هناك موقفا أمريكيا واضحا، يكمن في أن الأمن الإسرائيلي فوق كل اعتبار.
وأوضح العزي أن هوكشتاين جاء ليقدم نصيحة بالقول إن أي توتر سينعكس بالسلب على لبنان، وإنه يحاول منع الأزمة من الوصول لمراحل متأخرة، والوصول إلى تسويق ناجح لمبادرته السابقة التي حاول العمل عليها مع المبعوث الفرنسي.
وأضاف: كانت هناك ردود إيجابية من وزارة الخارجية التي نشرت على موقعها مؤخرا قبل الزيارة، أن الدولة اللبنانية موافقة على تطبيق القرار 1701، وهناك جملة من الشروط المتعلقة بتنفيذ هذا القرار ولكن جميعها لا تتنافى كليا مع المبادرة الأمريكية.
ولفت العزي إلى أن الموقف الأمريكي واضح في التأكيد على أن أي حلول في غزة ستنعكس إيجابيا على لبنان.
وقال المحلل السياسي جمال ترو إن زيارة المبعوث الأمريكي إلى لبنان أقرب إلى التهديد من الدبلوماسية، إذ جاء في يونيو حزيران الماضي، وقابل رئيس مجلس النواب نبيه بري، وقدم وعوداً "مراوغة".
وأضاف أن "المبعوث الأمريكي أكد حينذاك أن إسرائيل لن تخرج عن قواعد الاشتباك، وفي النهاية ضربت بكل ذلك عرض الحائط، وقامت بضرب الضاحية الجنوبية في قلب العاصمة بيروت، واغتالت القيادي في "حزب الله" فؤاد شكر".
وذكر ترو أن جبهة الجنوب اللبناني ليست مرتبطة بـ"حزب الله" بشكل مباشر بل مع طهران؛ لأن الحزب ذراع لإيران، وإذا كان هناك مفاوضات حقيقية، فستكون مع إيران التي تنتظر الوصول إلى تحقيق مصالح ذاتية من الأزمة حتى تقبل بالهدنة، وتقوم بتوجيه أذرعها بذلك.
تهديد مباشر
ويتفق مع هذا الطرح المتخصص في الشأن اللبناني جون عيتاني، الذي يقول إن زيارة هوكشتاين بمثابة رسالة تهديد مباشر لردع "حزب الله"، في ظل الوجود الأمريكي العسكري في المنطقة، وأن أي تفاوض لن يكون مع "حزب الله"، ولكن مع من يتحرك بأوامرها، في إشارة إلى إيران.
واستكمل عيتاني تصريحاته بالقول، إن ما يأتي في ظاهر الزيارة أن أمريكا تحاول نزع فتيل الأزمة، ولكن رسالة التهديد قائمة من واشنطن بأن ليس لـ"حزب الله" أو لمن يقوم بتشغيله، أي إيران، أي حق في الخروج عن قواعد الاشتباك مع إسرائيل حتى لا يكون الرد قاسيا.