شهادات صادمة لناجين من فيضانات درنة
"ليس بوسعنا وصف هول الكارثة وما عشناه يوم الطوفان وما تبعه من أيام عصيبة"، بهذه الكلمات وصف ناجون من الفيضانات التي ضربت مدينة درنة الليبية صدمتهم ومقدار ما واجهوه ويواجهونه من معاناة.
ناجون ما زال بعضهم يتشبث بأمل العثور على أقاربهم، لو حتى الجثث، والبحث تحت الأنقاض والطمي تارة، وتارة أخرى عيون ترصد البحر الذي ما زال يلفظ عشرات الجثث منذ وقوع الكارثة.
أحد الناجين من الفاجعة، أكد ما قاله شهود عيان في درنة كانوا هم أيضا من الناجين، حيث أفادوا بسماعهم صوتا يشبه الانفجار، وبعده بلحظات أتى الطوفان.
كان صوت الانفجار ذلك، ناجما عن انهيار السد.
ووصف ناج آخر بقاءه على قيد الحياة هو وباقي أفراد أسرته بـ"المعجزة" حيث استطاع هو وزوجته وأبناؤه الصعود على سطح البرج السكني الذي يقطنه.
أسعفه البرج ولكن أراه هول الفاجعة، حيث رأى أمام عينيه مدينته التي ولد وترعرع بها تدمر وتجرف أحياؤها بقاطنيها نحو البحر، دون أن يستطيع تقديم أي مساعدة لأولئك الذين كانوا يستغيثون بينما كانت السيول تجرفهم نحو مثواهم الأخير في عمق البحر.
الصحفي عيسى الزيدي كان أحد الناجين من الفيضانات الكارثية التي ضربت مدينة سوسة، حيث هو الآخر لجأ إلى سطح البرج السكني الذي يقطنه.
وقال الزيدي في تصريح أدلى به لـ"فرانس برس"، إنه عاش لحظات مرعبة هو وجميع القاطنين في البرج لا سيما في الطابق الأول الذي غمرته المياه الموحلة وبقوا لساعات في انتظار المساعدة والإنقاذ.
وأكد الزيدي أن الأرصاد الجوية أصدرت تحذيرات لمواجهة تداعيات الحالة الجوية، ودعت المواطنين للبقاء في منازلهم بسبب توقع سقوط كميات كبيرة من الأمطار.
شهادة أخرى من ناج آخر وصفت حال طفل في درنة يدعى أيوب، فقد جميع أفراد عائلته، والده ووالدته واخته الصغيرة، مشيرا إلى أن حالته مستقرة بعد أن تلقى الرعاية الطبية إثر إصابته برأسه ورقبته.
صوت يرتجف وهو يصف هول ما عاشه صاحبه لحظة الفاجعة، كان تسجيلا صوتيا تم تداوله على نحو واسع على مواقع التواصل، يصف كيف اندفع الفيضان الذي تجاوز ارتفاعه السبعة أمتار، ما أجبره وأقرباءه على صعود الدرج نحو السطح، إلا أن مياه الفيضان استمرت بالارتفاع ووصلت السطح، ولكن استطاعوا استخدام سلم حماهم من الغرق، بعد ساعات قضوها تحت المطر وهدير الرعد وأصوات تكبيرات كانت تستغيث النجاة.