5 قتلى بالغارات على بلدية النبطية واتحاد بلدياتها جنوب لبنان
تخشى حركة حماس مصيرًا مجهولًا لاتفاق التهدئة، الذي تعمل على التوصل إليه من خلال المفاوضات مع إسرائيل عبر الوسطاء الدوليين والإقليميين، خاصة في ظل الأزمة الكبيرة للمحادثات، وعدم وجود بوادر إيجابية لإمكانية تحقيق أي تقدم للتهدئة بين طرفي القتال في غزة.
وتحول شروط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لا سيما المتعلقة بالبقاء في محور فيلادلفيا على الحدود مع مصر، دون التوصل لاتفاق تهدئة، على حين قدمت الحركة مطالب جديدة، الأمر الذي عدَّ حجر عثرة جديد أمام المفاوضات.
ونهاية الشهر الماضي، أجرى الوسطاء جولة مفاوضات في الدوحة، إذ كان من المفترض أن تتوج بجولة أخرى في القاهرة، لتقديم مقترح أمريكي نهائي للاتفاق، ولكن خشية واشنطن من فشل المقترح؛ بسبب التباعد بين مواقف حماس وإسرائيل، دفعها لتأجيل طرحه.
وبحسب التقديرات، فإن حماس هي الطرف الأكثر حاجة إلى اتفاق التهدئة مع إسرائيل في غزة، وذلك من أجل ضمان بقاء حكمها للقطاع، وترميم أجهزتها السياسية والعسكرية، خاصة بعد عمليات الاغتيال التي طالت كبار المسؤولين في الحركة.
وأمس الأربعاء، استأنفت حماس لقاءات مفاوضات التهدئة، إذ التقى وفد برئاسة عضو مكتبها السياسي خليل الحية، رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن، ورئيس جهاز المخابرات العامة المصرية الوزير عباس كامل، في القاهرة.
وعقب اللقاء، أكدت حماس رفضها أي مطالب جديدة على التفاهمات التي جرى التوافق عليها سابقًا بشأن اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في قطاع غزة، مشددة رفضها أي مشاريع لمرحلة ما بعد الحرب في غزة.
وأوضحت الحركة، في بيان، أنها "على استعداد للتنفيذ الفوري لاتفاق وقف إطلاق النار على أساس إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن، وقرار مجلس الأمن رقم 2735، وما جرى التوافق عليه سابقًا، من دون وضع أي مطالب جديدة"، مشددةً على رفضها أي شروط مستجدة على هذا الاتفاق من قبل أي طرف.
وفي السياق، نقلت قناة "القاهرة" الإخبارية، عن مصدر رفيع المستوى، قوله إن "محادثات وفد حماس ورئيس الوزراء القطري والوزير عباس كامل اتسمت بالجدية"، لافتًا إلى أنها "تشكل بادرة أمل لانتهاء الأزمة"، وفق تعبيره.
ويرى الخبير في الشأن السياسي، أحمد عوض، أن "حماس هي الطرف الأضعف بمفاوضات التهدئة مع إسرائيل"، مشيرًا إلى أن الحركة ترغب بشدة في التوصل لاتفاق ينهي القتال الذي كان خارج حساباتها، خاصة فيما يتعلق بطول مدته.
وقال عوض، في تصريح لـ"إرم نيوز"، إن "عدم التوصل لاتفاق تهدئة بين طرفي القتال في غزة ينذر بانهيار حكم حماس للقطاع، وهو الأمر الذي يعمل قادة الحركة على الحيلولة دونه، ويدفعهم لتقديم تنازلات كبيرة وغير مسبوقة لإسرائيل".
وأضاف أن "الشروط الجديدة التي حاولت حماس وضعها أخيرًا، هي محاولة يائسة من الحركة لدفع إسرائيل للقبول بما هو مطروح من قبل الوسطاء، والمضي قدمًا بالمرحلة الأولى من التهدئة"، مبينًا أن هذه المحاولة لن يكتب لها النجاح.
وأشار إلى أن "رهانات حماس الخاطئة على حلفائها بالمنطقة وملف الرهائن والمحتجزين كان السبب في الأزمة التي تواجهها مفاوضات التهدئة، خاصة أن إسرائيل نجحت في تحييد حلفاء الحركة عن الحرب، ولو جزئيًّا".
وتابع: "الحكومة الإسرائيلية نجحت في التقليل من أهمية ملف الرهائن، وهي ورقة الضغط الأقوى التي تسعى حماس لابتزاز إسرائيل من خلالها"، مبينًا أن مصيرًا مجهولًا ينتظر مفاوضات التهدئة في حال لم يُتَوَصَّل لاتفاق بين طرفي القتال في غزة قريبًا.
ومن جانبه، يرى أستاذ العلوم السياسية، باسم الزبيدي، أن "الحسابات الخاطئة لحماس فيما يتعلق بهجومها على إسرائيل، وإدارتها لملف المفاوضات منذ بداية الحرب يمثل السبب الأبرز لإمكانية خسارتها للتوصل لاتفاق تهدئة".
وقال الزبيدي، في تصريح لـ"إرم نيوز"، إن "إسرائيل تواصل الضغط العسكري والسياسي على حركة حماس من أجل دفعها نحو تقديم تنازلات كبيرة، ما يحقق لرئيس وزرائها بنيامين نتنياهو انتصارًا سياسيًّا وعسكريًّا غير مسبوق".
وأوضح أن "حماس لا يمكنها بالوقت الحالي فرض أي من شروطها على إسرائيل أو الوسطاء، وما تحتاجه فقط اتفاق مرحلي للتهدئة يمكنها من إعادة حكمها للقطاع، ويمهد لاتفاق سياسي طويل الأمد مع إسرائيل"، وفق تقديره.
وأشار إلى أن "أي اتفاق لن يحقق للحركة أي إنجاز عسكري أو سياسي، وأن الاتفاق المرتقب سيكون في إطار الخطوط العريضة لإسرائيل وحكومة نتنياهو"، مشددًا على أن حماس هي الطرف الأضعف والخاسر بهذه المفاوضات.
وختم الزبيدي قائلًا: "من المرجح أن تتوصل الأطراف الدولية والإقليمية لاتفاق تهدئة مرحلي بين طرفي القتال في غزة"، مؤكدًا أن أزمة المفاوضات في طريقها للحل في إطار مقترح أمريكي جديد يتضمن الشروط الإسرائيلية على نحو أساسي، حسب قوله.