جنود إسرائيليون يعملون في وحدة مدفعية قرب حدود غزة
جنود إسرائيليون يعملون في وحدة مدفعية قرب حدود غزة "نيويورك تايمز"

مع دخول الحرب مرحلة جديدة.. ضغوط على إسرائيل بشأن الضحايا المدنيين

قال مسؤولون إسرائيليون إنهم حققوا مكاسب واضحة ضد حركة حماس، بعد أسبوع تقريبًا من انطلاق العملية العسكرية البرية الإسرائيلية على غزة، ودخول القوات والمدرعات الإسرائيلية إلى أجزاء من القطاع.

وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" في تقرير نشرته اليوم السبت، إن "العملية التي طوقت غزة بأكملها، تدخل الآن مرحلة جديدة محفوفة بالمخاطر، مع تقدم القوات الإسرائيلية نحو مناطق حضرية مليئة بالأنفاق، ويقطنها عدد كبير من الفلسطينيين".

وأضافت الضربات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت هذا الأسبوع حيًا مكتظًا بالسكان شمال القطاع، مخاوف حقيقية من انتقال الحرب إلى الجبهة الأكبر، الضفة الغربية، التي يتزايد فيها الغضب والغليان الشعبي تجاه القصف الجوي الإسرائيلي العنيف على غزة.

على الصعيد الدولي، قالت الصحيفة، إن الصورة المروعة للقتلى والجرحى زادت من حدة الضغوط الدولية على إسرائيل، فقد مارس وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، أثناء وجوده في إسرائيل أمس الجمعة، ضغوطًا على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو "لإصدار أمر بوقف إنساني" للعملية العسكرية، يسمح بوصول المزيد من المساعدات إلى المدنيين، ومغادرة المزيد من الأشخاص قطاع غزة.

وأضافت: "لكن إسرائيل ترفض على ما يبدو أي وقف لإطلاق النار الآن، مشترطة قبل ذلك إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس".

المباني المدمرة في شمال غزة كما شوهدت من سديروت، إسرائيل
المباني المدمرة في شمال غزة كما شوهدت من سديروت، إسرائيل"نيويورك تايمز"

وأشارت إلى أن مسؤولا عسكريا إسرائيليا رفيعا، أعرب عن ثقته بأن القوات العسكرية الإسرائيلية سوف تسيطر على غزة، وأنها تمكنت من قتل المئات من مسلحي حماس، حسب مزاعمه.

وبينت الصحيفة الأمريكية أنه مع تحول الرأي العام العالمي بشكل كبير ضد إسرائيل، أبدى المسؤول العسكري ذاته شكوكه بأن القوات الإسرائيلية سيكون لديها الوقت الكافي للقضاء على كافة قوات حماس، وهي مهمة يقول القادة الإسرائيليون إنها قد تستغرق شهورًا طويلة.

بموازاة ذلك، تقول الصحيفة إن القادة الإسرائيليين لا يقدمون سوى القليل من التفاصيل عن حملتهم العسكرية ضد حماس، رغم مزاعمهم بتحقيق مكاسب واضحة وصريحة على الأرض ضد مسلحي الحركة، وتطويقهم غزة بأكملها.

تقدم كبير

ولكن كشفت مقابلات مع كبار المسؤولين العسكريين، الذين رفضوا الإفصاح عن هوياتهم، عن إحراز تقدم كبير ضد مجموعة من المقاتلين الأشداء في حماس.

وبحسب رواياتهم، "يتقدم الجنود الإسرائيليون بثبات نحو مدينة غزة، ويواجهون في طريقهم مقاتلي حماس الذين يخرجون من الأنفاق للانقضاض على الجنود.. حماس استخدمت سابقًا هذه التكتيكات في حروبها السابقة ضد القوات الإسرائيلية، وقد أثبتت فعاليتها في إبطاء تقدم الجنود الإسرائيليين.. ولكن هذه المرة الوضع مختلف، فهجوم السابع من أكتوبر جعل القادة العسكريين الإسرائيليين يندفعون بقوة نحو الاشتباك مع العدو، دون خوف من المخاطرة"، وفق الصحيفة.

وحسب روايات المسؤولين العسكريين، انهارت بعض قيادات حماس، ورغم ذلك، ما زال بعض مسلحي الحركة في مناطق متعددة يقاتلون بضراوة ضد القوات الإسرائيلية المتقدمة.. وهناك أيضًا الكثير من المقاتلين لا يزالون داخل الأنفاق، وكذلك كبار قادة الحركة، فيما تعكس الروايات تقديرات الجانب الإسرائيلي بأن قيادة حماس الآن في حالة من الفوضى الكبيرة بعد قطع الإنترنت والاتصالات عن غزة، وفقا للصحيفة.

حماس مستمرة بالتحدي

رغم كل هذا، تقول الصحيفة، إن العملية لم تحقق حتى الآن واحدًا من أهم أهدافها، وهو الضغط على حماس، وإجبارها على التفاوض بشأن إطلاق سراح أكثر من 200 من الرهائن المحتجزين لديها أو حتى تمكين إسرائيل من إنقاذهم بواسطة عملية عسكرية خاصة.

وتابعت الصحيفة قائلة إن "قادة حماس السياسيين لا يزالون يتحدثون بنبرة من التحدي واضحة، ويتعهد بعضهم بمواصلة القتال ضد إسرائيل حتى القضاء عليها.. وبينما أكدت الحركة مقتل بعض قادتها من ذوي المرتبات المتوسطة والعليا في الهجمات الإسرائيلية، إلا أنها ترفض المزاعم الإسرائيلية بقتل قياديين كبار آخرين".

وبعد ثلاثة أيام متوالية من القصف الإسرائيلي لمنطقة جباليا شمال غزة، وسقوط قرابة 1000 من المدنيين بين قتيل وجريح، وارتفاع حصيلة أعداد الضحايا المدنيين في مناطق أخرى من غزة، تزايدت المطالبات في جميع أنحاء العالم بوقف إطلاق النار، وفق الصحيفة.

ولفتت إلى تكرار الوزير بلينكن دعوات الرئيس الأمريكي جو بايدن لإيقاف الحملة العسكرية لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين، وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين وإخلائهم من غزة.

فلسطينيون يحملون جالونات لجمع المياه داخل جنوب قطاع غزة
فلسطينيون يحملون جالونات لجمع المياه داخل جنوب قطاع غزة"نيويورك تايمز"

وقالت: "رغم قطع إسرائيل الطرق الرئيسة المؤدية من شمال غزة إلى جنوبها، وحرمان حماس من نقل المعدات والتعزيزات على الأرض، إلا أن الكثير من الأنفاق لا تزال سليمة.. أيضًا قطع الإنترنت والاتصالات عن غزة في المرحلة الأولى من العملية البرية، ربما يكون منع قادة حماس من جمع المعلومات الاستخبارية من الميدان، وحرمهم أيضًا من بث صور الهجوم الإسرائيلي إلى العالم، وبالتالي زيادة الضغط على إسرائيل للتوقف".

تفجر الوضع بالضفة

من جهة أخرى، يبدي القادة العسكريون والاستخباريون في إسرائيل قلقًا بالغًا من تفجر العنف في الضفة الغربية إلى الحد الذي يتطلب رد فعل قوي من جانب الجيش المنتشر بكثافة في غزة، وعلى الحدود مع لبنان، إذ يرى خبراء عسكريون أن الجيش الإسرائيلي سيكون منهكًا إذا اضطر لتنفيذ عملية عسكرية أخرى في الضفة، إلى جانب مواجهة حماس في غزة، وهو ما يستدعي بنظرهم العمل على تهدئة الضفة، التي يرى الخبراء أن الجيش فقد الكثير من سيطرته عليها"، وفق الصحيفة.

وقالت: "منذ هجوم 7 أكتوبر، أدى عنف المستوطنين إلى نزوح أكثر من 800 فلسطيني، فيما تشير أرقام الأمم المتحدة إلى مقتل 120 فلسطينيًا في مواجهات مع المستوطنين أو الجيش الإسرائيلي".

فلسطينيون يتفقدون الأضرار التي لحقت بمنزل عائلة أبو نصر، الذي دمرته الغارات الجوية الإسرائيلية في خان يونس
فلسطينيون يتفقدون الأضرار التي لحقت بمنزل عائلة أبو نصر، الذي دمرته الغارات الجوية الإسرائيلية في خان يونس"نيويورك تايمز"

يأتي ذلك بينما يقول منتقدو إسرائيل إن الأخيرة فاقمت التوترات في الضفة الغربية بوقفها تحويل عائدات الضرائب والجمارك إلى السلطة الفلسطينية بعد هجمات حماس، بحسب تقرير الصحيفة.

واختتمت "نيويورك تايمز" تقريرها بإشارة مسؤولين في المخابرات العسكرية الإسرائيلية والشاباك إلى "أهمية السلطة الفلسطينية في القتال ضد إرهاب حماس، مشددين على أهمية تحويل الأموال للسلطة لتتمكن من دفع رواتب وأجور موظفيها.. فبدون التعاون الفلسطيني في مكافحة الإرهاب، من المتوقع حدوث انتفاضة ثالثة في الضفة"، حسبما يعتقد هؤلاء المسؤولون.

وأضافت: "رغم ذلك يتحدث بعض المراقبين عن تأثير محدود للسلطة الفلسطينية على الميليشيات المسلحة التي تجوب مدن وبلدات الضفة الغربية، وحفزها القتال في غزة لفعل شيء لإظهار التعاطف مع إخوانهم في القطاع".

المصدر: صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية

جنود إسرائيليون يعملون في وحدة مدفعية قرب حدود غزة
20 قتيلا بقصف إسرائيلي استهدف مدرسة شمال غزة

الأكثر قراءة

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com