وزير الدفاع الإسرائيلي: الرد المرتقب على هجمات إيران الصاروخية "سيكون مستقلا"
اتهم عضو الهيئة القيادية لتنسيقية القوى الديمقراطية "تقدم"، الدكتور علاء عوض نقد، قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، وحلفاءه من "الكيزان" وعناصر النظام البائد و"الإخوان" والحركات المسلحة، باستثمار معاناة السودانيين ودمائهم، والتكسب من الحرب.
وقال نقد، في حوار مع "إرم نيوز"، إن ابتزاز البرهان للشعب بالاختيار بين انتهاكات الحرب أو القبول بحكمهم تحول إلى ابتزاز للمجتمع الدولي والإقليمي، عبر ضغوط نزوح اللاجئين وتصدير الإرهاب.
ولفت إلى أن في السودان 21 فرقة عسكرية، لا يسيطر البرهان إلا على 4 منها، وفي النهاية يطالب قوات الدعم السريع بالاستسلام، مشيرًا إلى أن مقاطعة الجيش لمفاوضات جنيف أدت إلى اعتراف مجموعة "متحالفون من أجل إنقاذ الأرواح وتحقيق السلام في السودان" بـ"الدعم السريع".
وشدد نقد على أن حظر الطيران على قوات البرهان حل عملي وسريع، يساعد في وقف إطلاق النار، لافتًا إلى أن ورقة قائد الجيش في التعاون مع روسيا تهدف إلى الحصول على السلاح لتحسين الوضع الميداني المتراجع للجيش.
وتاليًا نص الحوار:
ـ كيف ترى حديث البرهان حول الحرب لمدة 100 سنة، تعليقًا على موقفه من مفاوضات جنيف؟
"هذا الحديث التصعيدي، يوضح في الأساس ما يحققه البرهان وحلفاؤه من مكاسب في هذه الحرب على حساب دماء الشعب السوداني.. حديث ساذج مليء بالأكاذيب".
إن رفض البرهان لوقف الحرب والعمل على التصعيد العسكري، أمر متوقع حتى قبل مفاوضات جنيف، كما أن رد وزارة الخارجية "المختطفة من الإسلاميين" على دعوة وزارة الخارجية الأمريكية، ومن طبيعة وشكل الوفد الذي تم إرساله إلى جدة، وما دار من حديث مع المبعوث الأمريكي للسودان، توم بيرييلو، يوضح أن تحالف البرهان و"الكيزان"، وعناصر النظام البائد و"الإخوان" والحركات المسلحة، لا يسعى لوقف الحرب، ولا يهمه معاناة الشعب السوداني، بل على العكس، يستثمر في تلك المعاناة، ويبتز الشعب بين خيار استمرار الحرب وأهوالها وانتهاكاتها والآلام، وبين القبول بهم وبحكمهم في المستقبل، وخرجوا بهذا الابتزاز إلى المجتمع الدولي.
- ما معنى الخروج بهذا الابتزاز إلى المجتمع الدولي والإقليمي؟
الخروج بهذا الابتزاز يتمثل باستمرار مآسي الحرب التي تضغط على الإقليم، كمعاناة اللاجئين وضغطهم على الدول المجاورة، التي تعاني في الأساس من مشاكل اقتصادية جمة، أو تصدير الإرهاب إلى دول العالم عبر هذه الساحة.
- كيف كان حديث البرهان مليئًا بالمغالطات، كما ذكرت؟
على سبيل المثال، تحدث البرهان عن تنفيذ إعلان جدة، الذي تم توقيعه بمسمى "القوات المسلحة" مع قوات الدعم السريع، ثم يأتي ويضع العراقيل لعدم تمثيله في جنيف بمناداته بمسمى "الحكومة"، والشيء نفسه عندما قدم رؤيته لتنفيذ الإعلان، وهي رؤية غريبة تتضمن مطالب خروج "الدعم السريع" من الخرطوم ودارفور والجزيرة، وتحديد عدد قوات الدعم السريع، في حين أنه مهزوم، وفي النهاية يطلب من الطرف الآخر شروط استسلام.
هذا فضلًا عن ما يعانيه البرهان من حالات سياسية ودبلوماسية وعسكرية سيئة، ففي السودان 21 فرقة عسكرية، 8 منها بيد قوات الدعم السريع، و5 منها تحت نيران تلك القوات، و3 منها محاصرة من الدعم السريع أيضًا، ليتبقى 4 فرق عسكرية فقط بيد الجيش، وفرقة أخرى تشهد مواجهات، وفي النهاية يقول البرهان إن وضعه الآن أفضل مما كان عليه قبل الحرب.
- إلى أي مدى يؤدي هذا الحديث التصعيدي إلى عزلة البرهان؟
البرهان في الأساس منعزل سياسيًا ودبلوماسيًا، ووضعه سيئ ميدانيًا، وكل ما يخرج من جانبه من كذب، كشف حقيقته للعالم.
إن مقاطعة الجيش لمفاوضات جنيف أدت إلى اعتراف مجموعة "متحالفون من أجل إنقاذ الأرواح وتحقيق السلام في السودان" بقوات الدعم السريع، حيث أبرموا اتفاقات معها، ليزداد وضع البرهان سوءًا، وكان من الأحرى الذهاب إلى جنيف، والحديث عن إجراءات لتنفيذ إعلان جدة الذي التزم به. لذلك، هو يقول شيئاً ويناقضه في نفس الوقت.
- هل هذا النوع من الحديث الخاص بالحرب لمدة 100 سنة موجه إلى واشنطن؟ وكيف تتوقع رد الفعل؟
رد فعل واشنطن بطيء للغاية منذ الانقلاب على الثورة السودانية، فالبرهان يتعنت في التعامل مع منابر التفاوض، والسعي للتصعيد، وتخريب مفاوضات السلام، وهذا حديث لا يرتقي لموقف انهيار السودان.
إن المجتمع الدولي يرى من يقوض مفاوضات السلام، ويرفض توصيل المساعدات الإنسانية للمدنيين، وهناك إجراءات دولية مطلوبة، ولا سيما بعد موقف الجيش من مفاوضات جنيف، كحظر الطيران على الأقل، وهذا حل عملي وسريع يساعد على وقف إطلاق النار.
- كيف ترى إطلاق البرهان ورقة التعاون مع روسيا؟ وأن الخطوة من موسكو يقابلها 10 خطوات؟
كسب الزمن والتسويف الذي تم اتباعه من جانب البرهان، منذ الدعوة إلى مفاوضات جنيف ورد الخارجية السودانية، وطبيعة تشكيل الوفد، توضح مساعي التعامل مع روسيا في هذا الصدد.
إن الغرض المبدئي لذلك، محاولات الحصول على سلاح ودعم خارجي، وأعتقد أن حديث نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، مالك عقار، عندما قال، إن "وضعنا الحالي لا يحمل مجالاً للتفاوض"، كان دليلًا واضحًا على العمل لتحسين الوضع الميداني المتراجع بالنسبة لهم على مدار 16 شهرًا، بنوه على شاكلة هذه الرغبة في التعاون.
- هل هناك تعامل جديد منتظر من البرهان والإسلاميين في ظل هذه الأجواء؟
سيواصل البرهان التنكيل بالشعب، واستخدام الطيران لضرب المدنيين العزل، تحت مسمى استهداف حواضن "الدعم السريع"، ومناطق أخرى.
إن الجيش يستهدف بالطيران أي منطقة من الممكن أن تشهد استقرارًا نسبيًّا للمواطنين؛ لأن هذا هو الهدف الأساسي لهذه الحرب، ابتزاز الشعب السوداني بمثل هذه الانتهاكات للقبول بهم للعودة إلى الحكم، والاستقرار فيه، كما كانوا، وأن يعاقب الشعب على الثورة التي قام بها ضد حكم "الكيزان".