حزب الله يعلن استهداف مدفعيات إسرائيلية في مستوطنتي "لتون وديشون"
قالت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية إن الهجوم البري الذي تقوده إسرائيل يكمل حملة الضربات الجوية المتواصلة منذ يوم الخميس، كاشفةً عن 4 سيناريوهات محتملة للتوغل.
جاء ذلك بعد أن هدد نائب الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، في أثناء نقل دبابات "ميركافا" الإسرائيلية إلى الحدود اللبنانية، بأنهم مستعدون إذا أرادت إسرائيل شن توغل بري، مستذكرًا أن العملية الإسرائيلية الأخيرة في لبنان، عام 2006، أسفرت عن انسحاب الجيش الإسرائيلي وخسائر كبيرة.
وتساءلت الصحيفة: هل تستطيع إسرائيل الآن هزيمة الحزب بعد أن قتلت أمينه العام حسن نصر الله؟ مشيرةً إلى أن أرتالًا من دبابات "ميركافا" الإسرائيلية تتجه نحو الحدود الشمالية.
وأضافت الصحيفة أن الفرقة 98 في الجيش الإسرائيلي خرجت من غزة باتجاه الحدود اللبنانية، إضافة إلى الفرقة 36 المدرعة، ونقلت "لوفيغارو" عن "وول ستريت جورنال" أن قوات خاصة إسرائيلية تنفذ حاليًّا غارات على الأراضي اللبنانية.
ولفتت إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن بصوت عالٍ عن رغبته في فرض قرار مجلس الأمن رقم 1701، الذي أنهى حرب 2006، بالقوة إذا لزم الأمر، وينص القرار على انسحاب القوات جميعها شبه العسكرية جنوب نهر الليطاني، على بعد 30 كيلومترًا من شمال إسرائيل.
وتناولت الصحيفة 4 سيناريوهات محتملة للشكل الذي يمكن أن يتخذه التوغل البري الذي يعقب الحملة الجوية، ولا سيما أنه الأكثر خطورة.
بدوره، أفاد ميشيل غويا، العقيد السابق في قوات مشاة البحرية الفرنسية، أن إسرائيل ستدفع ثمن هذا التوغل من دمائها.
وأوضحت "لوفيغارو" أن السيناريو الأول يقوم على شن القوات الخاصة الإسرائيلية غارات على الأراضي اللبنانية لتدمير أهداف حساسة وإستراتيجية لا يمكن تدميرها بالغارات الجوية وحدها، مثل الأنفاق التي تؤوي قادة أو قدرات عسكرية معينة، مشيرةً إلى أن استخدام هذه القوات الخاصة للدعم الأرضي يتضمن القيام بضربات خلف الخطوط.
إلا أن ميشيل غويا أفاد بأن هذه العمليات محفوفة بالمخاطر، ويمكن أن تسبب خسائر، مؤكدًا أنها ستستخدم فقط في "اللحظات السانحة؛ لأنها يمكن أن تغير الوضع تغييرًا كبيرًا"، وفقًا للصحيفة.
وعرضت الصحيفة السيناريو الثاني، الذي يتمثل في احتلال الجيش الإسرائيلي منطقة عازلة بعرض 10 كيلومترات، كما فعل عام 1985، قبل أن ينسحب عام 2000 من دون تدمير حزب الله، ومن شأن هذا السيناريو أن يوقف إطلاق الصواريخ على الأراضي الإسرائيلية، إلا أنه يتطلب احتلالًا في انتظار مجيء قوة تابعة للدولة اللبنانية.
وبحسب الصحيفة، يتمثل السيناريو الثالث بتقدم الجيش الإسرائيلي نحو نهر الليطاني لتنفيذ قرار مجلس الأمن الذي ينص على انسحاب الميليشيات اللبنانية، بما فيها حزب الله، إلى جنوب نهر الليطاني، على بعد 30 كيلومترًا من شمال إسرائيل، لافتة إلى أنه في هذه الحالة سيتوغل الجيش الإسرائيلي بالمدرعات حتى نهر الليطاني لإضعاف البنية التحتية لحزب الله وتدميرها في هذه المنطقة التي تعد مناسبة له تقليديًّا، وقد نفذ فيها فعلًا عمليتين من هذا النوع في عامي 1978 و1982.
وأكد ميشيل غويا أن "مثل هذه العملية ستكون أشبه بالانتقام مما حدث عام 2006".
وقال غويا إن هذا السيناريو هو الأكثر احتمالًا، مبينًا أنه سيكون مشابهًا لما يفعله الجيش الإسرائيلي في غزة، إذ يدخل المنطقة ويدمر البنية التحتية ثم ينسحب، ولذلك ستطلق إسرائيل "فرقتين على الأقل في أعمدة مدرعة باتجاه الداخل"، وستواجه مقاتلي حزب الله، الذين يقدر عددهم بنحو 40 ألف مقاتل.
أما السيناريو الرابع والأخير، فيقوم على محاولة الوصول إلى بيروت، مثلما حدث عام 1978 عندما دفعت إسرائيل منظمة التحرير الفلسطينية إلى نهر الليطاني، وطاردتها إلى العاصمة اللبنانية بيروت في عام 1982، وأجبرتها على الإخلاء بعد حصار دام شهرين، وخلال هذا الخيار، لن تكون الحملة الجوية الإسرائيلية فاعلة بما يكفي لإضعاف حزب الله، ويجب على الجيش الإسرائيلي تدميره على طول الطريق إلى بيروت، ولكن هذه الفرضية تبدو غير محتملة، وفقًا لغويا.