خامنئي: دول المنطقة قادرة على تحقيق الأمن والسلام لكن التدخل الأجنبي هو المشكلة
يرى خبراء ومحللون سياسيون وجود علاقة وثيقة بين الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، والعملية العسكرية الواسعة التي أطلقها الجيش الإسرائيلي، مؤكدين أنها محاولة إسرائيلية مستميتة لاستغلال الضوء الأخضر الأمريكي في غزة.
وبالتزامن مع الحرب المتواصلة منذ عدة أشهر في غزة، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية شمالي الضفة الغربية، هي الأعنف منذ الاجتياح الكبير لمدينة جنين عام 2002، فيما تتزايد المخاوف من توسيع تلك العملية.
وقال المحلل السياسي هاشم محاميد، إن "العمليات العسكرية الإسرائيلية بالضفة وغزة مرتبطة ارتباطًا وثيقًا، وتأتي في سياق المحاولات المستمرة لتدمير مختلف المناطق الفلسطينية"، مرجحًا أن تتوسع العملية العسكرية بالضفة خلال الأيام المقبلة.
وأوضح محاميد، لـ"إرم نيوز"، أن "إسرائيل تعمل على تنفيذ مخططات عسكرية وأمنية خطرة بالضفة وغزة، وتعمل على إعادة إنتاج الاحتلال بشكل يقبله المجتمع الدولي، تحت حجج السلامة الأمنية ومنع تكرار أحداث أكتوبر".
وأشار إلى "وجود محاولة إسرائيلية مستميتة لاستغلال الضوء الأخضر الأمريكي والدولي بشأن الحرب في غزة لتنفيذ عمليات عسكرية بأسلوب جديد بالضفة الغربية"، مشددًا على أن إسرائيل ستعمل على استخدام قوة مدمرة بعملياتها في الضفة.
وبين محاميد، أن "ذلك يأتي في إطار سعي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لضمان مستقبله السياسي والحيلولة دون انهيار ائتلافه الحكومي"، مبينًا أن ذلك لن يتم من دون استمرار حالة الحرب التي تعيشها إسرائيل منذ أشهر.
وتابع الخبير: "تعمل المؤسسات الأمنية والعسكرية الإسرائيلية في الوقت الراهن على إنهاء القدرات العسكرية للفصائل المسلحة، بما يضمن لها أطول مدة هدوء على جبهتي الضفة وغزة، وبتقديري لن تنتهي المواجهة المفتوحة إلا باتفاق سياسي مرحلي مع حركة حماس".
ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي، مصطفى قبها، أن "العمليات العسكرية الإسرائيلية بغزة والدعم الأمريكي غير المسبوق لها، شجع إسرائيل على تطبيق النموذج ذاته بالضفة الغربية"، مبينًا أن إسرائيل تتذرع بالمخاوف الأمنية.
وقال قبها، لـ"إرم نيوز"، إن "الجيش الإسرائيلي يعمل بالدرجة الأولى على تدمير الحياة الفلسطينية سياسيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا، ما سيؤدي إلى إشغال الفلسطينيين بالأمور اليومية لحياتهم بعيدًا عن المطالبات السياسية على الساحة الدولية".
وأوضح أن "إسرائيل ستواصل عملياتها العسكرية بالضفة لتشمل مختلف المدن، خاصة الشمالية منها؛ بهدف تدمير القدرات العسكرية التي طورتها حماس والفصائل المسلحة بتلك المناطق، وتدمير مختلف المناطق".
وأشار إلى أن "الذريعة الإسرائيلية القوية تتمثل في التزام المجتمع الدولي بأمن إسرائيل، ورفضها الواسع لهجوم أكتوبر".
متابعًا: "ستؤدي العمليات بالضفة الغربية لانهيار السلطة الفلسطينية، وستزيد حالة الانقسام بين الفلسطينيين، وهو الأمر الذي يصب بمصلحة الأحزاب اليمينية".
وختم: "هذه العمليات سواء أبالضفة أم غزة ستكون سببًا في خلق واقع جديد بالمنطقة، سيكون في إطار أهداف الأحزاب اليمينية الإسرائيلية، وهو الأمر الذي سيخلق حالة من التوتر الأمني الخطر"، مبينًا أنه لا يمكن أن تشهد المنطقة هدوءًا من دون اتفاق سياسي".