إعلام حوثي: غارات أميركية بريطانية على صنعاء وغربي الحديدة
حذرت حركة تحرير السودان – المجلس الانتقالي؛ الجيش السوداني، من مغبة جرها إلى الدخول كطرف في الصراع العسكري، بعدما ظلت ملتزمة جانب الحياد منذ اندلاع الحرب التي تعصف بالبلاد لأكثر من عام.
وقصف الجيش السوداني بواسطة طيرانه الحربي يوم الأربعاء، منطقة كورما بشمال دارفور التي تسيطر عليها حركة تحرير السودان المجلس الانتقالي.
واعتبرت الحركة الحادثة تطورا خطيرا قد تقود لتوسيع دائرة الصراع وإدخال أطراف ظلت متمسكة بمبدأ الحياد وبخيار الحل السلمي.
وقال المتحدث باسم الحركة عبدالعزيز عبدالكريم، في بيان تلقى "إرم نيوز" نسخة منه، إن "منطقة كورما تحت سيطرة الحركة".
وأشار عبد الكريم إلى أن المنطقة "تضم نازحين قدامى من معسكر سلك ونازحين جدداً فرّوا من الفاشر بسبب المعارك الدائرة هناك بين الجيش وقوات الدعم السريع".
ولفت إلى أن المنطقة مأهولة بالسكان، وتُعتبر من المناطق الزراعية المهمة في ولاية شمال دارفور، وهي ليست منطقة الصراع فلماذا يتم قصفها بهذه الطريقة الهمجية، وفق البيان.
وحذر البيان قيادة الجيش من مغبة توسيع دائرة الصراع وإدخال أطراف أخرى ظلت متمسكة بمبدأ الحياد وبخيار الحل السلمي للحفاظ على وحدة السودان ارضاً وشعباً ووقف إراقة الدماء.
وأكد أن استهداف طيران الجيش للمدنيين بهذه البربرية يعيد إلى الأذهان مشاهد الإبادة الجماعية التي عاشها إقليم دارفور منذ 2003.
وناشدت الحركة المجتمع الدولي للتدخل العاجل لحماية المدنيين، وفرض حظر على الطيران الحربي في السودان، بسبب الأضرار الجسيمة التي يُلحقها بالمدنيين كما حدث في الفاشر، الضعين، زالنجي، مليط، كتم، كبكابية ومناطق أخرى في دارفور وبقية السودان، حسب البيان.
وكان الجيش السوداني كثّف سلسلة غاراته الجوية اليومية على مواقع مختلفة في إقليم دارفور غربي البلاد، الواقع تحت سيطرة قوات الدعم السريع؛ ما تسبب بقتل عشرات المدنيين.
وأكد شهود عيان، أن الطيران الحربي قصف يوم السبت الماضي منازل النازحين في مخيم "خمس دقائق" في مدينة زالنجي؛ ما تسبّب بقتل 3 أشخاص من أسرة واحدة، وجرح 7، نقلوا إلى مستشفى زالنجي لتلقي العلاج، وحالاتهم جميعها خطرة.
وفي غربي دارفور، أفاد شهود عيان بقتل مواطن، وإصابة آخرين، في غارات نفذها الطيران الحربي التابع للجيش السوداني على قرى يقطنها عرب البدو قرب مدينتي "كرينك والجنينة".
وفي مدينة الفاشر شمالي دارفور، ظلت الأحياء الشمالية والشرقية الواقعة تحت سيطرة قوات الدعم السريع تتعرض يوميا لغارات جوية من الطيران الحربي التابع للجيش السوداني.
كما تعرضت مدينة الضعين شرقي دارفور في الأيام الماضية لسلسلة غارات جوية، تسببت بقتل عشرات المدنيين، كما دمرت جزءًا من مستشفى المدينة، ومدرسة كانت مركزًا لإيواء النازحين من الحرب.
مصادر المياه
ومنذ بداية الحرب في السودان، عمد الجيش السوداني إلى شنّ غارات جوية متتالية على مناطق لم تشهد أي نشاط عسكري، كما استهدف منشآت حيوية بينها مصادر المياه في دارفور؛ ما أدى إلى تدميرها في عدة مواقع، خصوصًا مناطق الرعاة الرُحَّل شمالي دارفور.
وأكد مصدر مطلع لـ"إرم نيوز" أن الطيران الحربي التابع للجيش السوداني دمّر نحو 15 مصدرًا للمياه في منطقة الزُرق من أصل 18؛ ما أدى إلى نزوح جميع سكان المنطقة، وهم من الرعاة الرُحل.
وأشار إلى أن الطيران الحربي دمّر أيضًا مجمع مياه به أكثر من 4 آبار تعتبر أكبر منتج للمياه حول مدينة مليط، وأصبحت اليوم مدمرة تمامًا بعد أن كان يعتمد عليها الرعاة في سقي مئات الآلاف من رؤوس الأغنام والإبل والماشية.
وبين أن هؤلاء سيضطرون إلى النزوح والبحث عن مناطق بديلة تتوفر فيها المياه.
وذكر المصدر أن الطيران دمّر كذلك مصادر مياه في منطقة تُسمى "جديد السيل" شمالي مدينة الفاشر، وهي أيضًا من بوادي رعاة الإبل.
ويقطن مناطق "الزرق ومليط وغرة زاوية"، وغيرها من المناطق التي جرى استهدافها بالطيران الحربي التابع للجيش السوداني، قبائل "الزيادية والمحاميد والرزيقات".
وسيتعين على هذه المجموعات السكانية التي تحترف الرعي البحث عن مصادر مياه جديدة لمواشيها، ومع قلة موارد الرعي والمياه عمومًا في دارفور، من المتوقع أن تنشأ صراعات قبلية جديدة على هذه الموارد؛ ما يفاقم أزمة الإقليم الأمنية.
حواضن اجتماعية
ويرى الصحفي المهتم بالأوضاع في دارفور، علاء الدين بابكر، أن الغارات التي يشنها الجيش السوداني على المناطق الآمنة في دارفور تأتي في سياق التحريض على السكان المصنفين "أنهم حواضن اجتماعية لقوات الدعم السريع".
وأوضح بابكر أن الجيش بهذه الأفعال يمضي في تأكيد الاتهامات التي تلاحقه، بأنه يمثل جماعة سياسية محددة، وليس السودانيين كلهم.
وقال لـ"إرم نيوز" إن "الجيش السوداني في الحروب كلها التي خاضها كان ضد المواطنين السودانيين، ولم يكن ضد جهة خارجية، إذ ظل منذ خمسينيات القرن الماضي يحارب السودانيين في الجنوب والشمال".
وأشار إلى أن الممارسات اليومية للجيش السوداني خلال هذه الحرب جعلت الناس يصنفونه "أنه يتبع جهة سياسية ومناطقية محددة""، فهو بدلًا من استهداف خصومه، يستهدف المواطنين الأبرياء الذين يعتبرهم حواضن اجتماعية لأعدائه.
وأكد أن المناطق جميعها التي ظل يستهدفها الجيش السوداني في دارفور تقطنها قبائل يقاتل بعض أبنائها في صفوف قوات الدعم السريع، ما يجعل استهدافه لهذه المناطق كأنه عقاب جماعي للسكان.
وذكر أن الجيش يهدف من خلال ضرب ثروات المواطنين الحيوانية وتدمير مصادر المياه إلى استنزاف هذه المجتمعات وحصارها؛ ما يقودها إلى التهلكة، وفق قوله.
واعتبر أن "ممارساته لا تجعله يستحق أن يكون جيش وطن يمثل السودانيين كلهم، وإنما جيش جماعة سياسية واجتماعية محددة".