عبد الرحمن ميلاد، المعروف باسم "البيدجا" (38 عاما)، هو شخصية ليبية مثيرة للجدل يشغل منصب آمر في الأكاديمية البحرية بمدينة الزاوية، ويعد أحد أبرز مهربي البشر في ليبيا.
وتعرض "البيدجا" لعملية اغتيال أسفرت عن مقتله في طرابلس، حيث فتح مجهولون النار عليه وهو في مركبته.
ولد ونشأ "البيدجا" في مدينة الزاوية، وهي مدينة ساحلية تقع غرب العاصمة طرابلس، وأصبح اسمه مرتبطًا بأنشطة التهريب عبر البحر المتوسط.
يُعتبر "البيدجا" أحد أكثر الشخصيات شهرة في عمليات تهريب البشر والوقود عبر البحر المتوسط، حيث استغل موقع مدينة الزاوية كمنطلق رئيس لقوارب الهجرة غير الشرعية المتجهة نحو أوروبا.
في عام 2018، فرضت لجنة العقوبات في مجلس الأمن الدولي عقوبات على ميلاد؛ بسبب تورطه في تهريب المهاجرين وارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، بما في ذلك العنف ضد اللاجئين والمهاجرين.
ونتيجة لذلك، أُدرج اسمه ضمن قوائم المطلوبين دوليًا، بما في ذلك الإنتربول، بسبب تورطه في أنشطة غير قانونية.
تولى "البيدجا" قيادة وحدة من خفر السواحل في الزاوية، وهي الوحدة التي وجهت لها اتهامات بإساءة معاملة المهاجرين والمساهمة في تسهيل عمليات التهريب عبر البحر.
ورغم السمعة السيئة والاتهامات الخطيرة الموجهة إليه، حصل ميلاد على ترقية من قبل الحكومة الليبية السابقة المدعومة من الأمم المتحدة خلال فترة احتجازه، تقديرًا لمشاركته في القتال ضد الهجوم الذي شنته قوات شرق ليبيا على العاصمة طرابلس.
ألقت السلطات الليبية القبض على "البيدجا" بتهم تتعلق بالاتجار بالبشر وتهريب الوقود، لكن لم يمضِ وقت طويل حتى أُطلق سراحه في أغسطس 2021، بعد أقل من أربعة أشهر من اعتقاله، بناءً على قرار أصدره ممثلو الادعاء.
وقد شوهد "البيدجا" بعد الإفراج عنه في مسقط رأسه بمدينة الزاوية، حيث استمر في نشاطه السابق.
أثار الإفراج عن "البيدجا" موجة من الجدل، إذ يرى العديد من المراقبين أن هذه الخطوة تعكس ضعف النظام القضائي الليبي في مواجهة الجريمة المنظمة، وتثير شكوكًا حول جدية السلطات في محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات ضد المهاجرين واللاجئين.
وقد أشار حسين باعومي، الباحث في شؤون ليبيا ومصر لدى منظمة العفو الدولية، في تصريحات لوكالة "أسوشيتد برس" إلى أن "إطلاق سراحه كان متوقعًا"، معربًا عن قلقه من افتقار السلطات الليبية إلى تحقيق فعال وشفاف يفضي إلى محاكمة عادلة لميلاد وآخرين ممن يُشتبه في ارتكابهم جرائم خطيرة.