انفجار كبير قرب مطار بيروت في أحد محطات الوقود
كشفت مصادر سياسية مطلعة عن صدور أوامر إيرانية للفصائل المسلحة العراقية لخفض التصعيد في المنطقة بالتزامن مع اقتراب موعد زيارة الرئيس الإيراني الجديد، مسعود بزشكيان، إلى العراق.
وأشارت المصادر إلى أن، بزشكيان، سيحمل معه ملفات اقتصادية وأمنية، في الوقت الذي يسعى فيه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني لاستثمار تلك الزيارة بهدف حمل طهران على كبح جماح الفصائل الموالية لها.
النأي بالعراق عن صراع المنطقة
وقال مصدر مقرب من مكتب، السوداني، لـ "إرم نيوز"، شريطة عدم ذكر اسمه، إن "المعلومات التي تلقاها العراق تؤكد ارسال طهران رسائل إلى قيادات الفصائل والمليشيات المسلحة الموالية لها والتي تعمل بإمرتها بخفض التصعيد العسكري في العراق، وعدم تنفيذ هجمات صاروخية أو من أية نوع ضد قوات التحالف والقوات الأمريكية على المدى القريب".
وأضاف أن "هناك مساعي حكومية حثيثة للنأي بالعراق عن الصراع الدائر في المنطقة وعدم الانجرار وراء اية تصعيد قد يؤثر على استقرار البلاد النسبي والهدوء الأمني، الذي بات يعيشه العراق خلال العامين الماضيين".
وأكد المصدر، أن "رئيس الحكومة محمد شياع السوداني سيستثمر زيارة الرئيس الإيراني لبغداد بهدف حث إيران على إيجاد صيغ تفاهمات مع الفصائل المسلحة العراقية، التي ترتبط بطهران بهدف التنسيق التام مع الحكومة وعدم التصعيد بما يضر العراق".
ولم يسجل العراق خلال الأيام القليلة الماضية أية هجمات من قبل الفصائل والمليشيات المسلحة تجاه القواعد العسكرية الأمريكية، في خطوة تؤشر إلى وجود تفاهمات مع الحكومة للعودة إلى الهدنة.
ومن المقرر أن يجري الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، زيارة إلى العراق في أيلول الجاري 2024، حيث عد، بزشكيان، في تصريحات له أول أمس، العراق "البلد الصديق لنا، وأولى زيارتي الخارجية ستكون لهذا البلد. وسأقوم بزيارة مرقد الإمام علي في مدينة النجف".
وتأتي زيارة، بزشكيان، استجابة لتوجيه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، تموز الماضي، دعوة رسمية له لزيارة العراق، لأهمية هذا اللقاء في ظل الظروف الأمنية التي تعيشها المنطقة.
إيران تسعى للتهدئة
عضو لجنة العلاقات الخارجية النيابية، عامر الفايز، شدد على "ضرورة الوقوف على المشتركات التي تصب بمصلحة البلدين، اللذين تربطهما علاقات واسعة اقتصادية وأمنية وسياسية".
وقال، الفايز، لـ "إرم نيوز"، إن "العراق وإيران يرتبطان إلى حد بعيد من الجانب الأمني، فاستقرار العراق سيؤثر ايجاباً على استقرار الأخير، وفي زيارة الرئيس الإيراني سيتم التركيز على هذه النقطة، وإيجاد سبل التهدئة في المنطقة بشكل عام، والعراق على نحو خاص".
ولم ترد طهران حتى اليوم على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية، رغم عشرات التصريحات التي أكدت فيها أن الرد آت ولا محال، في مؤشر على سياسة حكومة الإصلاحيين برئاسة، بزشكيان، التي تسعى للتهدئة.
ويرى المحلل والخبير السياسي، عدنان هادي، أن جنح طهران نحو التهدئة خلال المرحلة الحالية وعدم التصعيد ومواجهة واشنطن وتل ابيب، سيجعل الفصائل العراقية تنخرط في هذه التهدئة ايضاً.
وقال لـ "إرم نيوز"، إن" الفصائل المسلحة التي تستهدف القوات الأمريكية وقواعدها في العراق تعمل بإمرة طهران، أو على الأقل لديها تنسيق عالي المستوى معها، لذا فإن طهران لن تقبل بتصعيد الفصائل عملياتها في وقت تسعى هي للتهدئة، لأنها تعي جيداً أن واشنطن تدرك تماماً من يقف خلف تلك الفصائل، ولا تريد طهران ردة فعل قوية منها".