روسيا: موسكو وكييف تعدان مسودة وثيقة تحدد شروط اتفاق سلام شامل وطويل الأمد
تجددت الاشتباكات المسلحة غربي ليبيا، في تطور أثار مخاوف كبيرة خاصة أنه تزامن مع اغتيال العميد بالجيش، علي رمضان الرياني، وذلك في وقت تشهد فيه البلاد جمودا سياسياً مستمرا.
واندلعت الاشتباكات بمدينة الزاوية بين ميليشيا تعرف محلياً بـ "الفار" وميليشيا القصب، ورغم أنها ليست أول اشتباكات إلا أنها أثارت مخاوف مما ستحمله المرحلة المقبلة في ليبيا خاصة في ظل استمرار الانقسام السياسي وسط دعوات إلى انتخابات برلمانية لحل الأزمة.
حالة استقطاب
تم استهداف العميد الرياني في منزله بمنطقة الخلة في جنوب العاصمة طرابلس، ما أحدث صدمة في الشارع الليبي ومخاوف.
وعلق الخبير الأمني الليبي، عادل عبد الكافي، على الأمر بالقول إن "القراءات الأولية تشير إلى أن قتل الرياني هي جريمة جنائية بهدف السرقة، لذلك يجب انتظار اكتمال التحقيقات والأدلة والإثباتات لمعرفة أسباب اقتحام منزل العميد الرياني وقتله وقت الفجر والرجل كان في حالة دفاع عن النفس".
وتابع يقول: "بما أن لديه سلاحا خاصا به استطاع مقاومة المجرمين مما أدى إلى قتلهم وبعد استكمال التحقيقات من الجهات المختصة ستظهر الحقيقة".
وأضاف عبد الكافي لـ"إرم نيوز"، أن "الاشتباكات هي نتيجة أن هناك عناصر مطلوبين في جرائم ومرتبطين بالجريمة المنظمة ولديهم ارتباط ببعض المسميات الأمنية فتحدث حالة من الاستقطاب تؤدي إلى حدوث اشتباكات بين هذا العنصر ومن هم يتبعون له والجهات التي تريد القبض عليهم".
وشدد على أن "ليبيا ما زالت تعاني حالة عدم الاستقرار الأمني ليس في طرابلس فقط بل في الشرق والجنوب، حيث يوجد انتشار للسلاح رغم المظاهر التي توحي بأن هناك تشكيلات أمنية وعسكرية من خلال تحركهم وتنقلهم، لكن ما زالت ليبيا تعاني عدم تنظيم أجهزتها الأمنية والعسكرية".
وأردف بالقول: "يجب إعادة تنظيمها وتأهيل عناصرها من خلال الضبط وإطاعة الأوامر وعدم الانتماء إلى مجموعات أو أشخاص معينين لأن هذا هو الخلل الكبير الذي تشكو منه البلاد أي الانتماء وموالاة أشخاص أو أطراف معينة وهذا أمر لا يقود إلى الأمن والاستقرار والعمل الأمني المحترف".
انفلات أمني
تأتي هذه التطورات في وقت يترقب فيه الليبيون اختراقا للمسار السياسي وكذلك الأمني من خلال توحيد المؤسستين الأمنية والعسكرية لا سيما مع تجدد الاشتباكات من حين إلى آخر.
وقال المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الليبية، محمد صالح العبيدي، إن "هذه الاشتباكات المتجددة في غرب ليبيا كما في مناطق أخرى تؤكد حالة الانفلات الأمني التي تعاني منها البلاد وأيضا الحاجة الملحة لتوحيد المؤسستين العسكرية والأمنية وتفكيك الجماعات المسلحة".
وتابع العبيدي لـ"إرم نيوز" أن "هذه الجماعات تتنافس على النفوذ بشكل كبير ولم تتلق أي خطوات رادعة وهو أمر يطيل بالفعل أمد الأزمة السياسية في البلاد لأنه لا يمكن إجراء انتخابات أو إتمام العملية السياسية بدون تحقيق استقرار يسبق ذلك".