بلينكن في تل أبيب
بلينكن في تل أبيبرويترز

محللون لـ "إرم نيوز": سيناريو أمريكي إسرائيلي يؤسس لمرحلة خطيرة في المنطقة

مع دخول حرب غزة شهرها الثاني، يرى محللون أن الإدارة الأمريكية ما زالت تتبنى وجهة النظر الإسرائيلية وتدعم سياستها بشكل مطلق.

المحللون أشاروا في حديثهم لـ "إرم نيوز" إلى أن ذلك يأتي على الرغم من التصريحات الدبلوماسية التي يطلقها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، في جولته الحالية لدول المنطقة، حول الهدنة المؤقتة، وتجنب استهداف المدنيين في غزة، والعودة إلى الحديث عن مسار حول الدولتين.

ويوضّح المحللون أن هذه التصريحات لم تغيّر شيئًا من واقع الحال على الأض مع استمرار القصف والعمليات العسكرية من الجانب الإسرائيلي وارتفاع عدد الضحايا من الجانب الفلسطيني في غزة إلى أكثر من عشرة آلاف، إضافة الى سقوط ضحايا فلسطينيين في الضفة الغربية أيضًا.

وبحسب المحللين، فإن التحركات الأمريكية على الصعيد العسكري وتعزيز تواجد قواتها الإستراتيجية النوعية في المنطقة هي الملف الأكثر غموضًا وتعقيدًا، مشيرين إلى أنه يتزامن مع المسار السياسي الذي يقوده بلينكن في المنطقة، واستمرار أمريكا في زيادة تواجد قواتها العسكرية في المنطقة بشكل يثير المزيد من التكهنات حول مخططات الولايات المتحدة وإسرائيل في المنطقة ومستقبلها السياسي.

وأشاروا إلى أنه بالإضافة إلى حاملات الطائرات التي حرَّكتها واشنطن في الأيام الأولى للحرب إلى المنطقة، التي من الممكن النظر إليها كردة فعل سريعة تجاه ما جرى، فإن دخول الغواصة الأمريكية النووية أوهايو للمرة الأولى وبشكل غير مسبوق إلى مسرح العمليات في الشرق الأوسط، بعد مضي شهر كامل على بدء الحرب، يتعدى منظور رد الفعل السريع إلى أنها إحدى مراحل تخطيط عسكري إستراتيجي لتحقيق أهداف سياسية غير معلنة.

وعلى عكس النظرة "السطحية" بأن هذا الإجراء يأتي  في إطار تعزيز الولايات المتحدة أدوات الردع الإستراتيجي منعًا لتوسع نطاق الحرب ولردع إيران أو أي طرف آخر في المنطقة من المشاركة في الحرب، يؤكد المحللون أن منظومة السياسة الأمريكية تستند إلى أن القوة العسكرية الإستراتيجية المنتشرة حول العالم تتم إعادة تمركزها وتحريك قطاعاتها خدمة لأغراض سياسية إستراتيجية وأنها ليست تحركات مبنية على رد الفعل، لافتين إلى نموذج الحرب الروسية الأوكرانية التي لم يحرك فيها الجانب الأمريكي أيًّا من أجزاء الثالوث النووي الذي تعتبر الغواصة أوهايو جزءًا منه.

محتجون أتراك ضد زيارة بلينكن
محتجون أتراك ضد زيارة بلينكنرويترز

وفي إشارة إلى القلق في أطراف المنطقة من الخطوة الأمريكة، لفت المحللون إلى تصريح رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة حول رفض بلاده الحازم لأي تهجير قسري للفلسطينيين إلى الأردن وقوله إن ذلك بمثابة "إعلان حرب على الأردن"؛ ما يتقاطع أيضًا مع تصريحات أخرى للعاهل الأردني والرئيس المصري يرى محللون أنها قد تدل على أن مصر والأردن لديهما معطيات جديدة حول وجود سيناريو أمريكي إسرائيلي يؤسس لمرحلة خطيرة في المنطقة خصوصًا مع إعادة تمركز القوة العسكرية الإستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط.

وبالعودة إلى جولة بلينكن الحالية لدول المنطقة، فقد أوضح وزير الخارجية الأمريكي أن الأهداف المعلنة لجولته تتركز على منع توسع الحرب وإيجاد أوقات هدنة مؤقتة تسمح بإطلاق سراح الرهائن وإدخال المساعدات لقطاع غزة، بالإضافة إلى رسم سيناريو جديد لمستقبل غزة وكيفية إدارة القطاع ما بعد حماس.

وفي زيارته الثانية لإسرائيل منذ بدء الحرب في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، واجه الإسرائيليون مطلب بلينكن حول الهدنة المؤقتة بالرفض، وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفضه أي مقترح لوقف إطلاق النار ولو مؤقتًا، مبررًا ذلك بأن حماس ستستفيد من أي هدنة لإعادة تجميع قواها والاستمرار بالقتال وشن مزيد من الهجمات.

وتظهر المؤشرات، وفق المحللين، قبول بلينكن مبررات إسرائيل، إذ اكتفى بالطلب من إسرائيل تحري الدقة في عملياتها العسكرية لاستهداف مقاتلي وقيادة حماس لتفادي سقوط مزيد من الضحايا المدنيين في غزة.

وقد حمل وزير الخارجية الأمريكي هذه القناعة بالمبررات الإسرائيلية حول رفض وقف إطلاق النار إلى اجتماعه لاحقًا بوزراء الخارجية العرب في العاصمة الأردنية عمان، إذ وعد باستمرار الجهود لإقناع إسرائيل بإيجاد هدنة مؤقتة لإدخال المساعدات وإطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس، رغم تشديد الدول العربية على مطلبها بضرورة وقف إطلاق النار، غير أن بلينكن تمسك بالمبررات الإسرائيلية، بحسب تصريحات نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي جون فاينر على قناة اي بي سي.

بلينكن في بغداد
بلينكن في بغدادرويترز

وفي استكمال لجولته التقى بلينكن برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وبحث معه سيناريوهات إدارة قطاع غزة ما بعد حماس، في خطوة يرى المحللون أنها تشير إلى تبني الولايات المتحدة إستراتيجية استمرار الدعم المطلق لإسرائيل في حربها وصولًا إلى القضاء على حماس ومقاتليها وإنهاء تواجدها كليًّا في القطاع.

وعلى صعيد متصل، لفت المراقبون إلى "الاستقبال الباهت" لبلينكن في محطة أخرى من جولته، في العاصمة التركية أنقرة، حيث التقى نظيره التركي في محاولة لاحتواء الموقف التركي الغاضب من الدعم الأمريكي المطلق لإسرائيل في حربها ضد غزة، بحسب مسؤولين أتراك وأمريكيين.

أما زيارة بلينكن الخاطفة إلى العاصمة العراقية بغداد، خلال هذه الجولة، فقد تمحورت حول الهجمات التي تتعرَّض لها القوات الأمريكية في العراق، إذ شدد على ضرورة تحمل الحكومة العراقية مسؤولياتها تجاه الميليشيات المتحالفة مع إيران وأكد أن بلاده ستتخذ الإجراءات اللازمة لحماية قواتها.

الأكثر قراءة

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com