حسابات معقّدة.. ماذا بعد حرب غزة؟
في خضم الصراع الدائر بين إسرائيل وحماس، وبينما يشهد العالم أعمال العنف المدمرة، أصبحت ديناميكيات هذا الصراع أكثر وضوحًا، وأهمها التحديات المحتملة لتحقيق السلام الدائم في المنطقة.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية، فإن تحديات تحقيق السلام ترتكز على عدة محاور، منها عواقب "اليوم التالي" للصراع الحالي، مع التركيز على الحاجة إلى اتخاذ تدابير لحماية المدنيين، وهو ما أكدته الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى إسرائيل، أما التصريحات المتطرفة، فمن شأنها أن تزيد من حدة الصراع.
ووفقًا للتقرير، فإن تصريحات مسؤول حماس غازي حمد، عن تصميمه على السعي إلى إبادة إسرائيل، هي أسباب تدفع الأخيرة إلى استمرار عملياتها العسكرية ضد حماس.
الصراع الإيديولوجي بين أطراف المعادلة
كما أكد التقرير، أن الصراع الأعمق بين الطرفين لا يتعلق فقط بالعمليات العسكرية، بل أيضًا بالصراع الإيديولوجي بين المتشددين والمعتدلين على كلا الجانبين. يصطدم المتطرفون، الذين يسعون إلى السيطرة الكاملة على الأرض بأكملها، مع الانفصاليين، الذين ينادون بفكرة تقاسم الأراضي.
هذا الانقسام الأساس كان قضية مستمرة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني لعقود من الزمن، وسيكون عاملاً رئيسًا عندما ينتهي الفصل الحالي من العنف.
وفي ظل عدم وجود خطة إسرائيلية واضحة تتجاوز هزيمة حماس عسكريًا، يبقى المستقبل القريب غير مؤكد، حيث إن غياب حماس كقوة حاكمة سيشكل فراغًا في السلطة في غزة، لذا، تستمر المناقشات حول إمكانية إنشاء "وصاية جديدة" بقيادة الدول العربية، مع التركيز على بناء النظام في المنطقة.
رحيل نتنياهو والمشهد السياسي
أما على الجانب الإسرائيلي، فقد أصبحت إمكانية رحيل نتنياهو عن المشهد السياسي ممكنة على نحو متزايد، حيث يواجه ردود فعل عنيفة بسبب أعمال العنف والإخفاقات الأمنية الأخيرة.
وبهذا، أكد التحقيق أن معركة المستقبل ستتمحور حول تحقيق حل الدولتين، مما سيتطلب وضع حد لتوسع الاستيطاني في الضفة الغربية وتقديم تنازلات إقليمية، وبالتالي إثارة الجدل بين أولئك الذين يدافعون عن الأرض المقسمة وأولئك الذين يسعون إلى السيطرة الكاملة.
وختم التقرير: "الجهود الدولية ستكون ضرورية لمنع المزيد من إراقة الدماء والضغط من أجل التوصل إلى حل سلمي لهذا الصراع الذي طال أمده. وبينما يراقب العالم، يظل الطريق إلى السلام الدائم غير مؤكد، ولكنه بالغ الأهمية من أجل أرواح لا حصر لها تقع في مرمى النيران".