ما هي ترسانة الأسلحة التي يمتلكها "حزب الله"؟
يمتلك "حزب الله"، العدو اللدود لإسرائيل والتي يخوض معها مواجهات يومية على وقع الحرب الدائرة في قطاع غزة، ترسانة أسلحة ضخمة وإن كان لا يُعرف حجمها، إلا أنها تطورت وتوسعت على مدى السنوات الماضية.
ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، بدأ حزب الله قصف مواقع إسرائيلية من جنوب لبنان، وترد اسرائيل بقصف على طول الشريط الحدودي.
وبين المجموعات والفصائل الفلسطينية والعراقية واليمنية التي ينضوي معها ضمن "محور المقاومة" بقيادة إيران، يُعد "حزب الله" الأكثر خبرة وتنظيمًا وتسليحًا، وقد ساهم بتدريب ونقل خبراته لبعض تلك المجموعات.
وتتلقى ميليشيات الحزب، بشكل رئيس، المال والسلاح من إيران، وتسهّل سوريا نقل أسلحته وذخيرتها.
وعزز ترسانته بشكل كبير خاصة بعد حرب، تموز/يوليو 2006، المدمرة التي خاضها مع إسرائيل. كما عزز قدراته القتالية على وقع مشاركته، منذ 2013، في النزاع في سوريا الى جانب القوات الحكومية.
وأعلن "حزب الله" في مناسبات عدّة أنه بات يمتلك أسلحة وصواريخ متطورة عدة قادرة على بلوغ عمق إسرائيل.

مقاتلون وأنفاق
العام 2021، أعلن الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله أنّ لدى حزبه 100 ألف مقاتل مدربين ومسلحين، لكن خبراء يرون أن العدد مبالغ به.
وتشير الباحثة من مركز "كونترول ريسكس" دينا عرقجي بشكل خاص إلى قوة "الرضوان" التي تعد قوات النخبة في حزب الله من حيث الجاهزية ونوعية السلاح.
ومنذ 2006، ليس لـ"حزب الله" أي وجود عسكري مرئي في المنطقة الحدودية اللبنانية، بموجب القرار 1701 الذي منع أي تواجد مسلح في المنطقة، باستثناء الجيش اللبناني، وقوة الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل).
لكنه بنى مخابئ وأنفاقًا يتحرك عناصره فيها، بعضها عابر للحدود.

وأعلنت إسرائيل، في نهاية 2018، تدمير أنفاق اتهمت الحزب بحفرها عبر الحدود.
وتقول عرقجي إن الأنفاق إستراتيجية قديمة يتبعها حزب الله، مرجحة أن تكون الشبكة "واسعة النطاق".
صواريخ ومضادات ومسيّرات
خلال التصعيد الأخير، استخدم "حزب الله" بشكل رئيس الصواريخ الموجهة وقذائف مدفعية وبشكل أقل صواريخ أرض جو ضد المسيرات الإسرائيلية.
وتقول عرقجي: "منذ حرب 2006، وسّع "حزب الله" بشكل كبير ترسانته لناحية الكمية والنوعية"، مشيرة إلى أنه كان يمتلك 15 ألف صاروخ حينها، لكن التقديرات، اليوم، تبين أن "العدد تضاعف نحو 10 مرات"، وبات يمتلك أسلحة "متطورة أكثر" بينها صواريخ دقيقة.

صواريخ دقيقة
في أيلول/سبتمبر 2018، أعلن حزب الله أنه يمتلك صواريخ دقيقة لطالما حذَّرت إسرائيل منها، ما يتيح له، وفق عرقجي، "ضرب أهداف بدقة أكبر وهامش خطأ أقل".
وفي آب/أغسطس، قال نصرالله إن حزبه يحتاج "بضعة صواريخ دقيقة" لتدمير لائحة أهداف بينها مطارات مدنية وعسكرية، وقواعد سلاح الجو، ومحطات توليد كهرباء ومياه، مجموعة من البنى التحتية، ومصافي النفط، إضافة الى "مفاعل ديمونا".

صواريخ موجهة
يمتلك "حزب الله" صواريخ موجهة استخدمها في غالبية عملياته ضد المواقع الإسرائيلية الحدودية خلال التصعيد الأخير مع إسرائيل.
وفي آب/أغسطس 2023، أعلن حزب الله عن منصة مزدوجة للصواريخ الموجهة أطلق عليها تسمية "ثأر الله"، وهي عبارة عن منظومة أسلحة مضادة للدروع مؤلفة من منصتي إطلاق ومخصصة لرماية صواريخ "الكورنيت". وتتمتع، وفق الإعلام الحربي التابع للحزب، "بدقة إصابة الأهداف بتوقيت متزامن وتدميرها".
ودخلت هذه المنظومة العمل في 2015.

صواريخ غير موجهة
يمتلك الحزب أنواعًا مختلفة من صواريخ أرض - أرض غير الموجهة، والتي شكلت الجزء الأكبر من ترسانته في حرب 2006، وقد طورها تدريجيًا، بينها صواريخ غراد.
ووفق تقرير صادر، العام 2018، عن مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية، ومقره واشنطن، يمتلك الحزب أنواعًا مختلفة من صواريخ "الكاتيوشيا" يترواح مداها بين 4 و40 كيلومترًا، كما يمتلك"فجر 3 و5" (43 و75 كيلومترًا)، ورعد (60 و70 كيلومترًا).
مضاد للطائرات
استخدم الحزب، مؤخرًا، صواريخ أرض-جو ضد المسيّرات الإسرائيلية. وسبق له أن هدّد، العام 2019، باستهداف المسيَّرات الإسرائيلية، وظهر في شريط مصور نشره حينها سلاح أرض - جو يُحمل على الكتف.

مضاد للسفن
يمتلك "حزب الله" سلاحًا مضادًا للسفن استخدمه، العام 2006، حين أعلن استهداف بارجة عسكرية إسرائيلية قبالة الشواطئ اللبنانية.
وفي 2019، نشر شريط فيديو بيّن فيها امتلاكه لصواريخ 802-C (سي 802)، و704-C (سي 704)، المضادة للبوارج والسفن العسكرية.
وقد يكون بات يمتلك صواريخ أكثر تطورًا.
وفي شريط فيديو بثّه الاعلام الحربي، في 2022، خلال مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، والتي انتهت باتفاق برعاية أمريكية، حدّد حزب الله موقع منصة إنتاج الغاز في حقل كاريش على بعد 90 كيلومترًا من الشواطئ اللبنانية.
وبحسب مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية، يمتلك الحزب صواريخ "ياخونت" الروسية المضادة للسفن.

مسيّرات
يمتلك "حزب الله" كذلك مسيَّرات من أحجام مختلفة منها طائرات تجسس، وأخرى يمكن تحميلها بذخائر. وأعلن منذ بدء التصعيد الأخير أكثر من مرة استخدام مسيَّرات "هجومية" محملة بمتفجرات.