جمال خاشقجي يُغضب السعوديين.. وردود لاذعة على مقاله بواشنطن بوست
جمال خاشقجي يُغضب السعوديين.. وردود لاذعة على مقاله بواشنطن بوستجمال خاشقجي يُغضب السعوديين.. وردود لاذعة على مقاله بواشنطن بوست

جمال خاشقجي يُغضب السعوديين.. وردود لاذعة على مقاله بواشنطن بوست

أثار الكاتب السعودي جمال خاشقجي جدلًا واسعًا بعد نشره مقالًا في صحيفة "واشنطن بوست"، تناول فيه الإجراءات الأمنية الأخيرة التي اتخذتها السعودية والتي أفضت إلى اعتقال عدد من الشخصيات الدينية، أبرزهم سلمان العودة وعوض القرني وغيرهما، بعد اتهامهم بتشكيل خلية استخباراتية مرتبطة بجهات أجنبية.

وزعم خاشقجي في مقاله أن المثقفين والدعاة في السعودية يتعرضون لـ "الخوف والترهيب والاعتقالات"، مدعيًا أن هذه الاعتقالات جاءت قبيل تصعيد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للعرش، على حد وصفه.

وجاءت اتهامات خاشقجي مبنية على افتراضات لا تستند لأدلة واضحة، وفقًا لمنتقديه.

وحاول خاشقجي التهوين من وقع المقال بتغريدة عبر حسابه في "تويتر" قائلًا: "لم أستمتع بكتابة هذا المقال بالواشنطن بوست ، ولكن الصمت لن يخدم وطني ولا من اعتقل".

لكن المقال أغضب عددًا من المتابعين في المملكة وخارجها، وانبرى كتاب وإعلاميون عبر الصحف ووسائل التواصل الاجتماعي للرد على خاشقجي، الذي وجه لهم تغريدة قال فيها : "الذين انبروا بهجوم شخصي ضدي عقب مقالي بالواشنطن بوست ، بإمكانهم الرد عليه بمقال بنفس الصحيفة ان كان لديهم حقائق تنفيه واحسب انها لن تردهم."

واعتبر الكاتب سعيد الوهابي، في مقال له بصحيفة "الرياض" السعودية أن "موقف خاشقجي غريب وجديد، لأن الرجل لم يُعهد عنه إيمانه الراسخ بقيم العدل والحرية، ولكن ببساطة خياراته نفدت، بعد توقف قناة العرب (الوهمية) ومنعه من الكتابة والتغريد ثم هروبه إلى واشنطن، لم يكن لدى جمال سوى المعارضة"، على حد تعبيره.

وقال الوهابي: "هو نفسه يقولها في مقاله حين يؤكد "كان أمرًا مؤلمًا حين تعرض بعض أصدقائي للاعتقال قبل سنوات، حينها قلت لا شيء.. لم أكن أريد خسارة وظيفتي وحريتي"، حسنًا، اليوم جمال خاشقجي بلا وظيفة وهو يقيم خارج البلاد، فلم يعد يخاف على وظيفته أو حريته، لذلك تحدث وكتب وغرد، لَبوس النضال عليك يا أبا صلاح جديد ومريب".

ووصف الكاتب السعودي خاشقجي وأمثاله بأنهم "الأشخاص الذين اقتربوا من صنع / صناع القرار لوقت كافٍ ولم يغيّروا أو يتحدثوا بصدق، وحين تتقلص خياراتهم في الحياة بسبب إبعادهم ينحازون للنضال، إنهم متقلبون يحاولون الركوب على ظهور الجماهير ولا يوثق بهم".

وشدد الوهابي على أن "هناك بعض المغالطات في المقال، يقول جمال إن الاعتقالات الأخيرة جاءت قبيل صعود ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان إلى العرش..المصدر؟ لا شيء".

من جهتها، قالت الكاتبة رقية أحمد في مقال بصحيفة "المواطن" السعودية، إنه "حين ترى مصلحة (الجماعة) هي القانون الإلهي المطلق، فأنت على طريق يجانبه الصواب بالتأكيد، وهو ما سقط في فخّه كل من باعوا الوطن، وسلكوا طريق (الجماعات) المسيّسة، بذريعة أنّهم يريدون الإصلاح والخير والسلام، لا سيّما أنَّ الحياد أمام قضايا الوطن خيانة".

وتساءلت: "كيف يكون حال من اتّخذ من أعداء الوطن قدوة، وسعى للدفاع عنهم، بالكذب والخداع والتضليل"، مستدركة بقولها: "ستجد نفسك هنا مضطرًا إلى استحضار نموذج جمال خاشقجي، الذي فرَّ من الحقائق، لترويج وادّعاء المظلومية، عن أصحابه المروّجين للفتنة، متناسين جميعهم، أن الساكت عن الحق شيطان أخرس".

وأضافت: "خرج جمال خاشقجي في لقاءات ومقالات آخرها في (واشنطن بوست)، متناسيًا مصالح الوطن والمواطن، ليلعب دورًا غاية في القبح، والاستتار خلف المسمّيات لترويج الكذب، وافتراء الشائعات، وصولًا إلى الاصطفاف خلف جماعة “الإخوان المسلمين” الإرهابية، ليس في السعودية وحدها بل في غالبية دول العالم الداعية لمكافحة الإرهاب، ليختار مرّة أخرى الجانب الخاطئ، مستخدمًا المصطلحات الفخمة، ليبدو الأمر كأنه هو المصحح للمسار المعوج!!".

وشددت في مقالها على أن "المؤمن بالوطن، لا يمكن أن يؤمن بفكر “الإخوان”، فكلاهما لا يتّسقان معًا، هذه جماعة تريد احتلال العالم، والسيطرة على مقدّراته، حتى وإن كان بالطرق الدموية، وتستخدم من الإسلام السياسي ستارًا للترويج لأفكارها الهدامة تحت عباءة الدين المستترة خلفه كل معاول هدم الدول".

وأكدت رقية أحمد أن "من يختار طريقًا آخر غير الوطن، تجد نفسك مضطرًا لأن تصنّفه خائنًا للوطن، وقضايا المواطنين، وهو الفخ الذي سقط فيه جمال خاشقجي حين اختار الدفاع عن الإخوان الإرهابيين وقطر التي قاطعها الرباعي الداعي لمكافحة الإرهاب".

تفاعل لافت

وقال الكاتب والناشط الإماراتي علي النعيمي، في تغريدة بموقع "تويتر"، ردًا على مقال خاشقجي: "كان الأولى بك أن تنحاز إلى وطنك بدلًا من أن تجري خلف الوفود القطرية في نيويورك .. قطر ستبيع كل المرتزقة قريبًا، اضطرارًا و ليس خيارًا".

وعلّق بدر العامر الباحث في الشؤون والاتجاهات الفكرية على المقال قائلًا: "الفكرة الأممية مسيطرة على تفكير " جمال خاشقجي " ولذلك هو مستعد أن يضحي لأجل هذه الفكرة الهشة بكل شيء، حاله حال المؤدلجين في كل مكان".

وهاجم المستشار الإعلامي هاني الظاهري الصحيفة الأمريكية لنشرها المقال قائلًا: "واشنطن بوست نشرت هراء خاشقجي لمجرد ذكره أنه معارض لعلاقات السعودية مع ترامب وليس قيمة لقلمه"، مضيفًا في تغريدة أخرى: "قبض الخسيس المجنس الإخونجي جمال خاشقجي 9 ملايين ريال قطري من تنظيم_الحمدين للهروب لأمريكا وخيانة سبقه الفقيه والمسعري ولم يفلحوا".

وانتقد طيف واسع من الكتاب والمتابعين طريقة خاشقجي في التعامل مع الاعتقالات، التي انتقدها في السعودية في مقاله الأخير، وأيدها في تركيا في مقال سابق له في صحيفة "الحياة" السعودية بتاريخ 23 يوليو/ تموز 2016 بعنوان "لماذا يجب تفكيك الدولة التركية العميقة".

وطالب حينها خاشقجي في مقاله بضرورة دعم الرئيس التركي في تفكيك الدولة التركية، قائلًا: "يجب أن يدعم العالم الحر الرئيس التركي رجب الطيب أردوغان وهو يمضي بقوة في عاصفة حزم، مفككًا الدولة التركية العميقة، حتى تستقر تركيا وتزدهر بها الديمقراطية، لتمضي نموذجًا ناجحًا في عالمنا الإسلامي البائس، فالديمقراطية لا يمكن أن تعيش وتستمر بجوار (دولة عميقة) و (تنظيم سري موازٍ) لا يحترمان قواعدها، ومستعدان للانقلاب عليها بالقوة وسفك الدم. باختصار، الانقلابات ليست الحل".

واعتبر كثيرون أن موقف خاشقجي ذلك يمثل تناقضًا كبيرًا، بالنظر لتأييده لجماعة الإخوان المسلمين ومن خلفها قطر، التي تحاول تشكيل دول عميقة في قلب كل دولة عربية وإسلامية.

وقال الكاتب السعودي محمد الخالد معلقًا على مواقف خاشقجي: "لا تستغربوا من مواقف جمال خاشقجي، هذا هو بشحمه ولحمه لم يتغير فيه سوى أن ما كان يفعله في الخفاء بات يمارسه في العلن ،  يا جيمي !"

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com