اعتبروها "قصة يتيمة".. تكفل تركيا بحج مسن غاني يثير حفيظة مثقفين سعوديين (صور)

وجه مثقفون سعوديون انتقادات للحملة الإعلامية التي سلطت الضوء على تكفل أنقرة بحج مسن من غانا إلى الأراضي المقدسة في المملكة العربية السعودية، معبرين عن امتعاضهم من تجاهل تكفل الرياض لعشرات الآلاف من الحجاج من مختلف دول العالم.

وحققت الحكومة التركية، بتدخل من وزير خارجيتها، مولود تشاوش أوغلو، حلم مسن غاني يدعى عبدالله، بالتكفل بمصاريف حجه لهذا العام إلى مكة، وتكفلت الخطوط الجوية التركية بكل تكاليف الرحلة من غانا إلى إسطنبول ومنها للأراضي المقدسة ومن ثم العودة.

وكانت وسائل إعلام نقلت حلم عبدالله، الذي قال لدى سقوط طائرة تصوير صغيرة بجانبه في إحدى المناطق النائية بغانا، معبرًا عن شوقه لأداء الحج: "هل يمكن لهذه الطائرة أن تكبر وتنقلني إلى مكة؟".

ويبدو أن تكثيف بعض وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، الحديث عن الواقعة، أثار حفيظة بعض النخب الثقافية في السعودية؛ لينتقد الكاتب السعودي، عبدالرحمن السلطان، ما وصفه بأنه "تهليل وتكبير وترويج لهذه القصة اليتيمة".

وقال السلطان إن "البعض تجاهل كل ما تقدمه بلادنا المباركة كل عام، ليس لخدمة ضيوف الرحمن فقط؛ بل في استضافة الآلاف منهم بمكرمة كريمة من ملوك بلادنا، والذين ناهز عددهم حتى الآن 27 ألف حاج، من 140 دولة حول العالم".

وأضاف في مقال نشرته صحيفة "الرياض" السعودية، اليوم الأحد، أنه "في موسم هذا العام فقط يستضيف برنامج خادم الحرمين الشريفين ألفًا من ذوي شهداء فلسطين، وألفًا من أسر شهداء رجال الجيش والشرطة المصرية، و350 من ذوي شهداء عاصفة الحزم من الجيش السوداني، وأيضًا 1300 حاج من 79 دولة".

وانتقد الكاتب تقصير وسائل الإعلام المحلية، وبعض مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي، في تسليط الضوء على مثل تلك القصص الإنسانية؛ قائلًا: "للأسف رغم كل هذه الجهود الضخمة، والتي يشهد بها القاصي قبل الداني تجد التجاهل من هؤلاء، ولا تكاد تلمح قصة واحدة عن ما تقدمه بلادنا في تغريدات حسابه، أو كلمة حق يصدح بها".

كما استضافت السعودية في موسم الحج لهذا العام جميع حجاج قطر، رغم أزمة المقاطعة، بعد وساطة من الشيخ القطري عبد الله بن علي آل ثاني، أحد أفراد الأسرة الحاكمة في قطر، ضمن برنامج ضيوف خادم الحرمين للحج والعمرة.

وكان العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وجه قبل 10 أيام، بدخول الحجاج القطريين إلى المملكة برًا وجوًا دون تصاريح وعلى نفقته، منهيًا بذلك أزمة حجاج قطر التي اندلعت على خلفية الأزمة الخليجية.