ماذا يريد السعوديون من "لجنة تطوير القنوات التلفزيونية" المشكّلة حديثًا؟
ماذا يريد السعوديون من "لجنة تطوير القنوات التلفزيونية" المشكّلة حديثًا؟ماذا يريد السعوديون من "لجنة تطوير القنوات التلفزيونية" المشكّلة حديثًا؟

ماذا يريد السعوديون من "لجنة تطوير القنوات التلفزيونية" المشكّلة حديثًا؟

بعد مرور أيام على تشكيل لجنة تطوير القنوات التلفزيونية والإذاعية السعودية بما يتوافق وخطط الإصلاح الحكومية، أطلق مثقفون دعوات عدة تطالب بتغيير حقيقي في المحتوى الإعلامي من شأنه إعادة جذب المواطن السعودي الذي بات يبحث عن ضالته بعيدًا عن الإعلام المحلي.

الثقة بالكفاءات الوطنية

ويطالب الكاتب السعودي، سعيد السريحي، اللجنة المُشكَّلة حديثًا بـ "الثقة بالكفاءات الوطنية ما يمكن أن يحقق لإعلامنا عمومًا وقنواتنا التلفزيونية على نحو خاص القدرة على القيام بالدور المنوط به والذي لا يمكن له أن يتحقق ما لم يحظ بارتفاع نسبة المتابعين والمشاهدين الذين يطمئنون لمصداقيته من ناحية ويستمتعون بحرفيته من ناحية أخرى".

ويؤكد الكاتب أن "بعض القنوات التي تحظى بأعلى نسبة مشاهدة في العالم العربي إنما تدار بكفاءات سعودية، وأن بعض المذيعين السعوديين في تلك القنوات تحولوا إلى نجوم يتابعهم المشاهدون في نشرات الأخبار والتقارير والبرامج المميزة التي تجمع بين اهتمامات المشاهدين ومعالجة الأحداث والقضايا الراهنة".

ويقول السريحي، في مقال نشرته صحيفة عكاظ السعودية، اليوم الأربعاء، إن "كثيرًا من الكفاءات التي لم تنجح في القنوات التلفزيونية الأخرى فحسب بل ساهمت في إنجاح تلك القنوات، وتلك الكفاءات كانت تعمل في قنواتنا المحلية وحين لم تجد ما يحفزها على النجاح ولم تجد البيئة التي تشجعها على تقديم أفضل ما لديها اضطرت إلى الهجرة لقنوات وجدت فيها ما كانت تفتقر إليه قنواتنا".

المحتوى الإعلامي هو الأهم

بدوره يرى الكاتب، هاني الظاهري، أن تطوير المحتوى الإعلامي هو الهدف الأهم الذي يتوجب على اللجنة العمل عليه، وعدم الركون إلى العجز عن المنافسة كما درجت العادة لسنوات، وعدم الاكتفاء برفع شعارات التطوير.

ويقول الظاهري إن "معظم الشركات العاملة في القطاع الإعلامي المحلي والإقليمي كانت -ومازالت- شركات طفيلية متخلفة لا تكاد تشم رائحة كلمة تطوير حتى تتسابق على تقديم العروض البائسة للمسؤولين، كعروض تطوير وتجهيز أستديوهات، وعروض تدريب موظفين، وعروض إنتاج برامج ومسلسلات، وعروض تغيير الهوية البصرية، وكل ذلك لا يخدم المؤسسة الإعلامية الرسمية بقدر ما يفرغ خزينتها لصالح تلك الشركات".

ويطالب الظاهري اللجنة الجديدة بوضع آليات ناجحة لمنافسة تحديات إعلام الإنترنت، إذ من "المتوقع أن تختفي الكثير من القنوات التلفزيونية الفضائية من الأقمار الصناعية خلال سنوات قليلة لتتحول إلى منصات بث إنترنتية، فالناس باتوا يشاهدون ما يحبون وفي الوقت الذي يريدون عبر شبكة الإنترنت".

تعزيز آلية الوصول إلى المشاهد

ويشير الظاهري في مقال نشرته الصحيفة ذاتها، اليوم الأربعاء، إلى ضرورة تطوير آلية الوصول إلى المشاهد، وتّعد اللجنة "فرصة ذهبية" في حال تجنبت "أكوام العروض المستهلكة" مع التركيز على سرعة وصول المعلومة للمشاهد.

وشكلت وزارة الثقافة والإعلام لجنة عليا لتطوير القنوات والإذاعات التابعة للهيئة للعامة للإذاعة والتلفزيون، برئاسة الوزير عواد العواد، بهدف تطوير قطاعات وزارة الثقافة والإعلام وفي مقدمتها هيئة الإذاعة والتلفزيون.

وتهدف اللجنة العليا لإعداد خطة تطويرية بالتعاون مع شركات محلية وعالمية في مجال الإعلام والتلفزيون للارتقاء بمستوى الإعلام السعودي والدفع به إلى العالمية، بالإضافة إلى إعادة صناعة المحتوى، وتطوير المنشآت الإعلامية، وتدريب وتأهيل الكوادر، واستقطاب الكفاءات السعودية في المجال الإعلامي.

تغيير النظرة النمطية

وبعد أن طالت الإعلام السعودي في الأعوام الأخيرة سلسلة من الانتقادات في ظل نفور الكثير من المواطنين من إعلامهم الرسمي، وتوجههم إلى منصات مواقع التواصل الاجتماعي بحثًا عن التجديد وفضاء أكبر من الحرية، تقع على عاهل وزير الثقافة والإعلام تحديات لا يستهان بها لإعادة الثقة بالإعلام الوطني.

وجاء تعيين وزير الثقافة والإعلام، عواد بن صالح العواد، في منصبه بأوامر ملكية صدرت في 22 إبريل/نيسان الماضي، خلفًا للوزير السابق، عادل الطريفي.

ويأمل الكثير من السعوديين أن يشكل تعيين العواد بادرة لتغيير النظرة النمطية عن الإعلام المحلي.

وتنتشر في مواقع التواصل الاجتماعي -بين الحين والآخر- انتقادات لاذعة من قبل مدونين سعوديين يتهجمون فيها على وسائل الإعلام السعودية، ما يطرح تساؤلات عن مدى ثقة المواطن بالإعلام وعن السر وراء عدم تقبل السعوديين لإعلامهم وبغضهم له.

وعلى خلفية خضوع وسائل الإعلام الرسمية للرقابة، وقوانين الإعلام الناظمة والتي تفرض بعض القيود على وسائل الإعلام الخاصة، يواجه سعوديون ذلك باللجوء إلى فضاء مواقع التواصل الاجتماعي، بحثًا عن مساحات أكبر من الحرية والاستقلالية والحياد.

وتُعد السعودية أكثر دول العالم استخدامًا لموقع "تويتر"، الذي يتّسم بعنصر جذب مهم لشريحة الشباب، وهو سهولة التفاعل، الأمر الذي يخضع لقيود في الأماكن العامة، والتملص من القيود والأعراف الاجتماعية التي يخضع لها المجتمع السعودي، أكثر المجتمعات العربية والإسلامية محافظة.

وإذا أخذنا بالاعتبار أن ما نسبته 75% من السعوديين دون سن الـ30 عامًا، فإن الكثير من الشباب لا يتمكنون من التعبير عن مواهبهم في وسائل الإعلام، ليجد هؤلاء في الفضاء الإلكتروني منبرًا للتعبير عن أنفسهم، وإبراز قدراتهم.

ومنذ العام 2011، نشر سعوديون برامج كوميدية واجتماعية جريئة على موقع "يوتيوب" لتبادل ملفات الفيديو، تم تصويرها وإخراجها والإشراف عليها بجهود ذاتية، لتتحول إلى ظاهرة تمكنت من استقطاب شرائح واسعة من الجمهور السعودي، والخليجي عمومًا.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com