بلومبيرغ: رجال هيئة الأمر بالمعروف يعودون بهدوء إلى الميدان في السعودية
بلومبيرغ: رجال هيئة الأمر بالمعروف يعودون بهدوء إلى الميدان في السعوديةبلومبيرغ: رجال هيئة الأمر بالمعروف يعودون بهدوء إلى الميدان في السعودية

بلومبيرغ: رجال هيئة الأمر بالمعروف يعودون بهدوء إلى الميدان في السعودية

أثارت الشرطة الدينية الكثير من الجدل وردود الفعل المتباينة بين مواطني السعودية، فهناك من هو سعيد بوجود قوة تحد من الانفلات الأخلاقي، وهناك من يخشى إساءة استغلال السلطة.

وتجسد الشرطة الدينية السعودية مفارقة معقدة منذ أن أعلن ولي العهد الأمير "محمد بن سلمان" خطة التحول التي أطلق عليها اسم رؤية 2030 قبل ما يزيد قليلًا على العام.

وهناك صعوبة في التوفيق بين التغيير الاجتماعي الذي لا مفر منه والسلطة الدينية المحافظة جدًا في المملكة.

وبحسب وكالة بلومبيرغ فقد بدا أن الشرطة الدينية التي ترتدي الجلباب الأبيض القصير اختفت من الرياض في العام الماضي بعد أن منعتها الحكومة من القيام باعتقالات أو استجواب الأشخاص.

ولكن في الآونة الأخيرة مع شكوى بعض السعوديين من انتشار السلوك اللا أخلاقي عادت الشرطة الدينية إلى العديد من مناطق العاصمة لتمنع الاختلاط بين الرجال والنساء في العلن والحد من ظاهرة الشعر المكشوف ولكن ببعض الأدب واللباقة وفقًا للوكالة.

وقال كريسبن هاويس العضو المنتدب في شركة تينيو إنتليجانس: "تعمل الشرطة الدينية في كثير من الأحيان بمثابة ثقل موازن، بينما تتحرك السعودية نحو مزيد من التساهل الاجتماعي، فعودتهم هي رد فعل طبيعي لأن النظام يحاول العثور على المسار الصحيح".

عودة

في الماضي انسحبت الشرطة الدينية وعادت، فعلى سبيل المثال في العام 2002 أمرتهم وزارة الداخلية بالتساهل في إنفاذ القوانين الأخلاقية الصارمة، حيث سعت المملكة العربية السعودية إلى تقديم صورة أفضل بعد هجمات 11 سبتمبر، بعد حادثة مدرسة قال فيها شهود عيان إن الشرطة الدينية منعت الفتيات من الفرار بسبب ما قد تكشفه ملابسهن.

لم تستجب الشرطة المعروفة رسميًا باسم "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، لطلب التعليق.

وقالت للوكالة في بيان إنها شرعت في مشروع لتطوير وتعزيز العمل الميداني، مشيرة إلى أن ذلك سيعنى زيادة تواجد الضباط في "المناسبات التي تتطلب ذلك" مثل العطل المدرسية.

وتمثل هذه الهيئة المثيرة للجدل مصدر إحراج لبعض السعوديين، في حين تمثل رمزًا محبوبًا للهوية الإسلامية للبلاد، حيث قال محمد السبيعي (27 عامًا) وهو سعودي يدافع عن إعادة صلاحيات الشرطة الدينية "إن غالبية الناس يطالبون بعودة الشرطة الدينية. فهناك فراغ الآن، وذلك أدى إلى انتشار السلوكيات المتمردة". واشتكى من أن "النساء يستعرضن جمالهن".

وفي مقابلة أخرى قالت هيا العتيبي (50 عامًا)، وهي ترتدي النقاب الذي يغطي كل شيء باستثناء عينيها وهي تنتظر مقعدًا في مركز تجاري راقٍ، إنها تفتقد الشرطة الدينية وإنها تعتقد أيضًا أنها ضرورية لحماية أخلاق الشباب.

أساليب قديمة

لكن الشرطة الدينية المتواجدة بالشوارع تختلف كثيرًا عن المتواجدة خلال السنوات الماضية. فبحسب الصحف السعودية يقوم الضباط الآن بتقديم التقارير وإصدار المخالفات على أجهزة الآيباد، بدلًا من استخدام العصي لتطبيق القواعد الصارمة.

ونظرًا لعجز الهيئة عن إنفاذ قواعدها دون مساعدة من الشرطة العادية، تحاول الشرطة الدينية ترويج صورة أكثر ودًا واعتدالًا، حيث تقوم بنشر صور ضباط الشرطة الدينية وهم يوزعون الحلوى على الأطفال على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط المنشورات المتعلقة بالقبض على تجار الكحول.

وفي مواجهة بين مراسلة الوكالة (فيفيان نيريم) وضابط من ضباط الشرطة الدينية لارتداء العباءة الملونة وهي الرداء الإلزامي للنساء في الأماكن العامة، كان الضابط مهذبًا للغاية وأوضح: "يجب ألا تجذب العباءة انتباه الرجال"، كما قال: "بارك الله فيكِ".

من جانبها قالت أم زياد (40 عامًا) وهي تجلس مع أطفالها في قاعة طعام في مركز الرياض للتسوق: إن القيود المفروضة على السلطة ضرورية لتجنب الإساءة".

وأضافت: "إذا تجاوزوا حدودهم فأنا لست معهم وكان هذا يحدث أحيانًا".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com