أزمة قطر تضع حيادية الصين في النزاع الإيراني السعودي على المحك
أزمة قطر تضع حيادية الصين في النزاع الإيراني السعودي على المحكأزمة قطر تضع حيادية الصين في النزاع الإيراني السعودي على المحك

أزمة قطر تضع حيادية الصين في النزاع الإيراني السعودي على المحك

بينما تحاول الصين مسك العصا من الوسط، في سياساتها بمنطقة الشرق الأوسط، تضع الأزمة المتفاقمة بين القوتين الإقليميتين البارزتين في المنطقة، السعودية وإيران، سياسة بكين على المحك، خاصة في ظل الأزمة الحادة مع قطر.

وتتهم السعودية والإمارات والبحرين ومصر، ودول أخرى قطعت علاقاتها مع قطر، النظام الحاكم في الدوحة، أنه يسير في نفس الخط السياسي لطهران، الأمر الذي أثر سلبًا على الوضع الأمني في دول بالمنطقة.

وفي ظل هذا الشد والجذب تجد الصين التي عرفت بسياستها "المحايدة" نفسها أمام وضع صعب يحتم عليها التعامل مع أطراف متناقضة، تربطها بها مصالح حيوية، يصعب التضحية بأي منها.

وبينما تعتمد السعودية -إضافة إلى علاقتها مع الصين- على تحالف استراتيجي من الولايات المتحدة، تجد إيران نفسها في حصار خانق، وليس أمامها من قوة يمكن الاعتماد عليها إلا بكين.

ونقلت وكالة بلومبيرغ، عن "تيموثي هيث" وهو أحد كبار محللي أبحاث الدفاع الدولي في شركة "راند" قوله: "عندما تتعرض إيران لضغط متزايد من التحالف السعودي المدعوم من الولايات المتحدة، ستُعتبر الصين شريكاً لا غنى عنه، وهناك خطر متزايد من أن يتحول النزاع السعودي الإيراني إلى نزاع أمريكي صيني على النفوذ في الشرق الأوسط".

أقصى جهد

وقال وزير الخارجية الصيني إن بكين "ستبذل قصارى جهدها للتمسّك بالحيادية" مع محاولة "تهدئة الصراعات" من خلال الدبلوماسية.

بدوره قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية "هوا تشون ينغ" إن بلاده تأمل أن "تتمكن الدول المعنية من حل الخلافات بشكل صحيح من خلال الحوار والتشاور ودعم الوحدة والاشتراك في تعزيز السلام والاستقرار الإقليمي".

قد تستمر الصين في التعرض للضغط لتنحاز إلى أحد الجوانب مع توسع مصالحها في منطقة الشرق الأوسط.

وقال "مايكل سينغ" المدير الإداري في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى أن هذا "سيكون في صالح إيران التي تشاركها الروابط البرية وعداوة الجماعات الإسلامية السنية والرغبة في خفض السلطة الأمريكية".

وأضاف "سينغ" المستشار الإقليمي السابق لمجلس الأمن القومي: "من الواضح أن الصين ستفضل إيران إذا أجبرت على الاختيار".

وتابع أن "الزيارة التي قام بها الرئيس ترامب للرياض مؤخراً كانت بمثابة تذكير لبكين بأن الدول العربية لا تزال تضع آمالها في القيادة الأمريكية".

المنفعة المتبادلة

من جانبه قال "علي فايز" وهو محلل كبير في إيران لدى مجموعة الأزمات الدولية: "إن علاقات الصين مع كلا جانبي الخليج العربي كانت قائمة على المصالح المتبادلة. وقد عاد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز من زيارة إلى بكين في شهر مارس بما يصل إلى 65 مليار دولار من الصفقات الاقتصادية والتجارية".

وبلغت التجارة الصينية مع المملكة العربية السعودية 45 مليار دولار في العام 2016، أي ضعف التجارة مع إيران.

وأوضح فايز أن هذه المعطيات تؤكد أن الصين "لا تستطيع التخلي عن السعودية، والسعودية لا تستطيع التخلي عن الصين، فالتجارة أهم من أي شيء آخر".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com