ما سر فرح السعوديين بإغلاق وتعثر بعض كبريات الصحف الورقية؟
ما سر فرح السعوديين بإغلاق وتعثر بعض كبريات الصحف الورقية؟ما سر فرح السعوديين بإغلاق وتعثر بعض كبريات الصحف الورقية؟

ما سر فرح السعوديين بإغلاق وتعثر بعض كبريات الصحف الورقية؟

وجه كاتب سعودي انتقادات لاذعة لمواطنين اتهمهم بالتهلل والفرح بإغلاق صحف ورقية تعد من كبريات صحف المملكة، متسائلًا عن سبب "شماتة" البعض بتعثر الصحف الورقية؟.

وقال الكاتب صالح الشيحي، إنه "أمر عجيب هذا الذي يحدث، كثيرون يتابعون بشغف وفرحة غامرة أخبار تعثر بعض الصحف الورقية المحلية، ويتبادلون التكهنات بإغلاقها، وكأنهم يتحدثون عن الصحف الصهيونية!".

وكانت صحيفة "الحياة" السعودية، بنسختها الورقية، توقفت خلال الأسبوع الماضي، مدة يومين، متتاليين. ما أثار الكثير من ردات الفعل وسط شائعات انتشرت حول احتمال إغلاقها.. لتتابع الصدور فيما بعد.

وتحت عنوان "صحف تحتضر وقراء يرقصون" يتساءل الشيحي في مقال نشرته صحيفة "الوطن" السعودية: "لماذا يتداول البعض أخبار توقف صحفنا بفرح وسعادة؟! لماذا يتباشرون بتأخر طباعة صحيفة (الشرق)، كما فعلوا ذلك مع صحيفة (الحياة)؟ بل لماذا يتناقلون بسعادة غامرة تأخر رواتب العاملين في بعض الصحف؟".

هل يكره السعوديون إعلامهم؟

وتنتشر في مواقع التواصل الاجتماعي بين الحين والآخر انتقادات لاذعة من قبل مدونين سعوديين يتهجمون فيها على وسائل الإعلام السعودية، ما يطرح تساؤلات عن مدى ثقة المواطن بالإعلام وعن السر وراء عدم تقبل السعوديين لإعلامهم وبغضهم له.

وأطلق مغردون في الآونة الأخيرة وسومات عدة تحمل الكثير من الانتقاد للإعلام المحلي؛ ومنها وسم حمل عنوان "#نظرتك_للاعلام_السعودي"، لتعبر ردود المغردين عن حالة من السخط وعدم الرضا وامتعاضهم من الصحف المحلية، ليرى البعض فيها أنها لا ترقى لطموح المواطن، وبات الفضاء الرقمي مجالًا أوسع للوصول إلى الخبر بسرعة أكبر، ومناقشة قضايا حساسة كثيرًا ما يتجنب الإعلام الرسمي الخوض فيها.

البحث عن الحرية

وعلى خلفية خضوع وسائل الإعلام الرسمية للرقابة، وقوانين الإعلام الناظمة والتي تفرض بعض القيود على وسائل الإعلام الخاصة، يواجه سعوديون ذلك باللجوء إلى فضاء مواقع التواصل الاجتماعي، بحثًا عن مساحات أكبر من الحرية والاستقلالية والحياد.

وتُعد السعودية أكثر دول العالم استخدامًا لتويتر، الذي يتسم بعنصر جذب مهم لشريحة الشباب، وهو سهولة التفاعل، والتملص من القيود والأعراف الاجتماعية التي يخضع لها المجتمع السعودي، أكثر المجتمعات العربية والإسلامية محافظة.

فضاء للشهرة السريعة

وإذا أخذنا بالاعتبار أن ما نسبته 75% من السعوديين دون سن الـ30 عامًا، فإن الكثير من الشباب لا يتمكنون من التعبير عن مواهبهم في وسائل الإعلام، ليجد هؤلاء في الفضاء الإلكتروني منبرًا للتعبير عن أنفسهم، وإبراز قدراتهم.

ومنذ العام 2011، أطلق سعوديون برامج كوميدية واجتماعية جريئة على موقع "يوتيوب" لتبادل ملفات الفيديو، تم تصويرها وإخراجها والإشراف عليها، بجهود ذاتية؛ ومنها برنامج "بامبي" وبرنامج "بينك Pink" لتتحول إلى ظاهرة تمكنت من استقطاب شرائح واسعة من الجمهور السعودي، والخليجي عمومًا.

الترفيه

وفي ظل افتقار الشباب السعودي إلى الترفيه والمرح، يجد الكثير منهم في مواقع التواصل الاجتماعي ملجأ من رتابة الحياة اليومية، والقيود الاجتماعية.

وسبق أن غطى موقع "إرم نيوز" الكثير من القصص التي تداولها مغردون سعوديون اتسمت بالبحث عن التسلية وتزجية الوقت والمرح، ما يجعلهم أكثر شعوب العالم ارتباطًا بالفضاء الإلكتروني، وبالمقابل تزداد الفجوة يومًا بعد يوم بين المواطن السعودي وإعلامه الذي يعاني الكثير من جوانب القصور، ولا يرقَ لتطلعات جمهوره المتطش للترفيه.

الإعلام السعودي يعترف بفشله

ورغم جهود مضنية تقوم بها الوزارات السعودية، لا يزال الإعلام الرسمي يدور في دائرة مفرغة، لعدم قدرته على استقطاب الجمهور السعودي الباحث عن الجديد، والذي يبدو أنه وجد ضالته في مواقع التواصل الاجتماعي.

ولم تفلح جهود 13 وزارة سعودية في جذب مشتركين لقنواتها على يوتيوب ضمن خططها للدخول إلى مجال الفضاء الإلكتروني، ومحاولاتها الحثيثة لمجاراته.

واعترفت وزارات المملكة بضعف الإقبال على قنواتها في يوتيوب، كما لم تتمكن صفحاتها الرسمية في مواقع التواصل الأخرى كتويتر وفيسبوك في تلك المهمة.

ويرى مختصون في مجال تحليل المعلومات، أن فشل الوزارات السعودية في استقطاب المتابعين عائد للطابع الخبري، البرتوكولي التقليدي، بعيدًا عن التجديد، وطرح القضايا التي تمس المواطن بشكل مباشر، وشريحة الشباب بشكل خاص.

وفي هذا السياق؛ يؤكد أعضاء في مجلس الشورى السعودي، على عدم قدرة الإعلام الرسمي في مجارات مواقع التواصل، جراء ضعف هيئة الإذاعة والتلفزيون، وتخليها عن المنافسة في نقل المباريات والمسلسلات الدرامية لقنوات تجارية أخرى.

مطالبات بإغلاق القنوات والإذاعات الرسمية

وسبق أن طالب أعضاء في مجلس الشورى السعودي، بإلغاء عدد من القنوات التلفزيونية والإذاعات لتكون واحدة.

ويقول عضو المجلس عبد الله الجغيمان، إن "هناك إعلامًا في تويتر ويوتيوب أقوى من مؤسسة إعلامية يدفع لها موازنات هائلة"، مشيرًا إلى "وجود كم كبير من القنوات الإذاعية والتلفزيونية السعودية يقابله نسبة مشاهدات ضعيفة لها".

ويضيف أن القنوات السعودية تخاطب نفسها، ولا تستطيع منافسة القنوات التجارية الأخرى، و"هي بحاجة إلى مستوى إعلامي لمواجهة التحديات التي تمر بها المملكة من هجوم شرس علينا دينيًا وفكريًا، ونطمح أن يكون لنا إعلام قوي".

يُذكر إن المملكة العربية السعودية، تُعدّ أكثر دول العالم مشاهدة ليوتيوب عن طريق الجوال، وتشهد المشاهدات زيادة سنوية بنسبة 80%، وفقًا للمركز الإقليمي لغوغل في الشرق الأوسط العام 2015.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com