هل يستطيع وزير التعليم السعودي احتواء غضب المعلمين بعد انتقاده لهم؟
هل يستطيع وزير التعليم السعودي احتواء غضب المعلمين بعد انتقاده لهم؟هل يستطيع وزير التعليم السعودي احتواء غضب المعلمين بعد انتقاده لهم؟

هل يستطيع وزير التعليم السعودي احتواء غضب المعلمين بعد انتقاده لهم؟

في محاولة لاحتواء غضب المعلمين وإنهاء السجال في الأوساط التربوية على خلفية انتقاداته اللاذعة لهم، أعلن وزير التعليم السعودي، أحمد العيسى، عن ثقته بالمعلمين والمعلمات؛ قائلًا "أنا معكم قلبًا وقالبًا".

وتراجع العيسى عن تصريحاته السابقة، التي أعرب فيها عن "عدم وجود معلمين حقيقيين"، معتبرًا أنها فُهمت في غير سياقها؛ وفقًا لما نقلته صحيفة "الجزيرة" السعودية، اليوم الثلاثاء.

وقال العيسى إن "من يقرأ الكلمة جيدًا يدرك أبعاد ومضمون الرسالة التي أردت إيصالها والمتمثلة في رغبة الوزارة تطوير العمل التعليمي وتطوير قدرات القائم بالعملية التعليمية بشكل مباشر".

غضب وسجال

وكانت تصريحات العيسى المنتقد للمعلمين أثارت الكثير من السجال في الأوساط التربوية والإعلامية، وعبّر الكثير من المعلمين عن غضبهم منها في مواقع التواصل الاجتماعي، كما تصدى لها عدد من مثقفي وكتاب المملكة.

ويعبر الكاتب السعودي، خالد السليمان، عن امتعاضه من تصريحات العيسى، قائلاً "أوافق وزير التعليم بأن المعلم في المدارس الحكومية اليوم هو جزء من مشكلة العملية التعليمية، لكنني أسأله من الذي جعله جزءًا من المشكلة وليس حلها؟! من المسؤول عن مناخ التعليم وبيئة المدرسة؟! من الذي أشغل المعلم بملاحقة حقوقه بدلًا من التفرغ لمسؤوليات مهنته؟! من الذي أثقل كاهله بالمهام الهامشية المستنزفة لطاقته بدلا من أن يعينه على أداء مهمته التعليمية؟! من الذي أشغله بقراءة التعاميم بدلًا من قراءة منهجه؟! من الذي عامله طيلة عقود من الزمن كموظف أجير بدلًا من أن يعامله كمعلم شريك".

ويقول السليمان، في مقال نشرته صحيفة "عكاظ" السعودية، اليوم الثلاثاء، تحت عنوان "المعلم السعودي.. صنع في وزارة التعليم"، إن "مشكلة المعلم لم تولد خارج رحم الوزارة، بل هي ولدت ولادة طبيعية مكتملة المدة والنمو من رحم احتضنها وغذاها، والآن يريد التبرؤ منها وكأنها مشكلة ولدت من رحم مجهول لا أم لها ولا أب".

تراجع التعليم

وكثرت في الآونة الأخيرة الانتقادات التي طالت وزارة التعليم، وسط مطالبات شعبية بتحسين العملية التعليمية؛ وسبق أن أطلق مغردون سعوديون، وسومات عدة تحمل في طياتها مطالبات بتحسين ورفع مستوى التعليم في المملكة.

ويثير تأخر ترتيب المملكة من حيث جودة التعليم عالميًا واحتلالها لمركز متراجع حفيظة مثقفين سعوديين يستغربون ذلك، رغم رصد السلطات لربع ميزانية الانفاق الحكومي على قطاع التعليم.

وتحتل السعودية المركز الـ54 من أصل 140 دولة، من حيث جودة التعليم، وفقًا لمؤشر مؤتمر دافوس للتعليم العالي، أواخر العام الماضي.

ويأتي تراجع المملكة في الوقت الذي ترصد فيه 23% من الإنفاق الحكومي على قطاع التعليم أي حوالي ربع ميزانيتها، وهذا من المفترض أن يضعها في مصاف الدول المتقدمة إلى جوار سنغافورة، والدنمارك، والمملكة المتحدة.

وسبق أن تساءلت الكاتبة السعودية، أميمة الخميس، عن سر تراجع جودة التعليم في المملكة، وعدم قيام مشروع تعليمي نموذجي في المنطقة؟ بل على العكس باتت مخرجات المؤسسة التعليمية "عبئًا على الدولة بدلًا من أن تصبح المفاتيح التنموية، التي ستعبر من خلالها إلى المستقبل".

وكانت القيادة السعودية أصدرت الكثير من القرارات الرامية إلى رفع جودة التعليم، وحل مشاكل القطاع ومنها إصدار العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، مطلع العام الماضي، أمرًا بدمج وزارة التعليم العالي، ووزارة التربية والتعليم، في وزارة واحدة باسم "وزارة التعليم"، إلا أن الكثير من الانتقادات ما زالت تطال المؤسسة التعليمية، وتنتظر حلولًا جذرية.

"رضوخ لدعة المنصب"

وكان الكاتب السعودي، عبده خال، وجه انتقادات لاذعة لوزير التعليم، اتهمه فيها "بالخنوع والركون لدعة المنصب"، بعد أن كان من دعاة الإصلاح ومن أشد المنتقدين لسير العملية التعليمية، قبيل وصوله إلى الوزارة.

وجاء انتقاد خال لوزير التعليم في معرض حديثة عن العلاقة الشائكة بين السياسة والتعليم والدين؛ إذ رأى أن "رجل السياسة ورجل التعليم عليهما ألاّ يأخذا المباركة في عملهما من بعض رجال الدين. فإن فعلا، فقل سلامًا لأي مبادرة جسورة أو أي خلق وإبداع، فغالبًا ما يعتري عملهما التحسس وعدم الإقدام. إن فعلا ذلك".

وتساءل الكاتب: "هل امتلك (العيسى) الشجاعة أثناء الكتابة بحثًا عن البطولات عند العامة وإظهار المقدرة على حل معضلة جوهرية عند صاحب القرار؟ هذا السؤال يقف في حلق كل من قرأ ذلك الكتاب ووقف على عمل وزير ادعى المقدرة على حل المعضلة، وبين الكتابة والمسؤولية رسوب فاضح".

وسبق أن وجه الكاتب جميل الذيابي، مطلع فبراير/شباط الجاري، انتقادات للعيسى، معترضًا على تأخر خطط تنمية الوزارة منذ وصوله إليها؛ قائلًا إنه يجب "أن يسأل العيسى نفسه: ما هو المُنتَج الذي قدمه منذ تعيينه وزيرًا للتعليم وهل طبق ولو ربع ما جاء في كتابه: إصلاح التعليم في السعودية بين غياب الرؤية السياسية وتوجس الثقافة الدينية وعجز الإدارة التربوية، على رغم ١٤ شهرًا على توليه المنصب؟".

وعلى الرغم من اتساع رقعة الانتقادات بحق العيسى لا يزال يتمتع بشعبية لدى شريحة واسعة من السعوديين، مبنية على نظرة إيجابية تمكن العيسى من تكوينها عن نفسه قبيل وصوله إلى الوزارة، عبر دعواته السابقة لتجديد التعليم وتحرير المؤسسة من قيود اجتماعية ودينية وخلافها.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com