سعوديون غاضبون من "خذلان" سفارات المملكة لهم في الخارج
سعوديون غاضبون من "خذلان" سفارات المملكة لهم في الخارجسعوديون غاضبون من "خذلان" سفارات المملكة لهم في الخارج

سعوديون غاضبون من "خذلان" سفارات المملكة لهم في الخارج

بين الحين والآخر، تبرز شكاوى لمواطنين سعوديين يوجهون انتقادات لسفارات المملكة العربية السعودية في الخارج، يتهمونها فيها "بعدم متابعة قضاياهم ومشاكلهم وخذلانهم في بعض المواقف".

تقصير السفارات

ويتساءل مثقفون سعوديون عن مدى تفاعل تلك السفارات مع رعايا المملكة في الخارج، وإن كانت تقوم بدورها وواجباتها المناطة بها تجاههم.

وتحت عنوان "من للسعودي عندما تخذله السفارة؟" يوجه الكاتب السعودي، فيصل العساف، في مقال نشرته صحيفة "الحياة" السعودية، اليوم الثلاثاء، استفسارات لوزير الخارجية عادل الجبير؛ جاء فيها: "هل قامت سفاراتنا بدورها المناط  بخصوص حماية المواطن في الخارج؟".

"حقوق مستباحة"

ويقول الكاتب، إن "الحقيقة التي لا تقبل الجدل أن حقوق المواطن مستباحة! والشيء المفروغ منه، أن هيبة المواطن تأتي لاحقة لهيبة دولته، إلا أن السعودي خارج وطنه حالة شاذة عن هذه القاعدة، فهو ومن دون مواربة، حلالٌ لمن أراد، وعلى رأي المصريين (اللي مالهوش ظهر ينضرب على بطنه)".

ويشير العساف، إلى ضعف دور سفارات المملكة في بعض دول الشرق الأوسط، التي "تطغى العشوائية على تعاملاتها في مقابل القانون، إذ تحترم تلك البلدان السائح الأجنبي، والخليجي أيضًا، في حين يتعاملون مع السعودي بكثير من الاستهتار على المستويات كافة! وهذا ليس بسبب أن غيره مختلفون تنظيميًا، كما يروّج لذلك البعض، بمن فيهم مسؤولو سفاراتنا، بكل أسف، وإنما بسبب قيام ممثلي دولهم بواجب حماية كرامة شعوبهم على الوجه المطلوب".

ويضيف، أن السفارات "في سبات عميق، على رغم التوجيهات التي تأتيهم من أعلى هرم السلطة في السعودية، ومنها التصريح الشهير للملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز؛ عندما حذر السفراء من غلق أبوابهم، وحثهم على مباشرة القضايا بأنفسهم، مذكرًا إياهم بأنه لا فرق بين وزير أو أمير أو بقية المواطنين".

تقصير في متابعة المشاكل

ويؤكد الكاتب وجود تقصير في متابعة مشاكل السعوديين في الخارج؛ وآخر تلك الحوادث وقعت يوم الخميس الماضي، إذ احتجزت السلطات الأمنية في مطار القاهرة، شابة سعودية كانت برفقة والدتها وشقيقتَيها بسبب خلاف مع إحدى موظفات المطار على إجراءات التفتيش، انتهى بمنع سفر السعوديات الأربع.

وهددت الفتيات بالاتصال بالسفارة السعودية وتصعيد الأمر؛ في ظل توتر العلاقات المصرية السعودية خلال الفترة الأخيرة. في حين أكدت السفارة السعودية لدى القاهرة عبر حسابها في موقع "تويتر" تلقيها بلاغًا حول الحادثة؛ وقالت إنها تتابع القضية وأرسلت محاميًا إلى مطار القاهرة لاتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان حق المواطنات.

وبعد تصعيد الأمر إلى الخارجية المصرية وحضور محامي السفارة السعودية وبعد تأكده من إدانة مواطنيه، خضعت الفتيات الأربع للتفتيش وغادرن على رحلة الخطوط السعودية المتجهة إلى الدمام.

ويبدو أن دور السفارة في حل الإشكال لم يرق للعساف، معتبرًا أن الفتيات السعوديات ووالدتهن "تعرضن لصنوف الترويع في غياب شبه تام للسفارة، التي دائمًا تأتي متأخرة، فتسجل موقفها بعد فوات الأوان".

كما يستشهد الكاتب بما تعرض له سعوديون خلال عملية هجوم مقهى "رينا" الليلي في إسطنبول، ليلة رأس السنة الميلادية، إذ أكد أن "ضحايا العمل الإرهابي الغادر في إسطنبول.. كانوا آخر المستفيدين من ممثليتهم هناك، وفوق ذلك تعرضوا للتوبيخ من الذي يفترض أنه (فزعتهم)!".

غياب الكفاءة

ويتابع الكاتب "سرد وقائع القصور أمر مخجل، كما أن دواعي التراخي عن الاضطلاع بالواجبات المناطة لا مبرر لها سوى أن الذي تكتمل به رسالة وزارة الخارجية؛ وهو: الكفاءات البشرية المؤهلة، ليس واقعًا، إذ إن الحاصل خلافه، بحسب تواتر الأحداث الدالة عليه".

وأثار المقال موجة من الجدل في موقع تويتر للتواصل الاجتماعي، ليجد الكثير من المواطنين فيه فرصة لبث شكواهم؛ وعلق مغرد يدعى عبد العزيز، قائلًا إن "سبب التقاعس عن خدمة المواطنين هو أن موظفي هذه السفارات تم اختيارهم حسب المعارف والمحسوبية وليس الكفاءة".

وقال آخر: إنه "عندما تُسخّر السفارة كل إمكانياتها لخدمة أشخاص، ولأسباب لا تتوفر للجميع، فلن يجد السعودي أدنى اهتمام. ثقافة الواجب الوطني منعدمة".

وأضاف ثالث، أنه "إذا حصلت لك أي مشكلة ولو مرورية واتصلت على السفارة، ستجد أن أول سؤال سوف يسألك موظف السفارة! أنت كنت شارب؟ شيء مخزي ومحزن بنفس الوقت".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com