بعد 7 سنوات.. حفلات الموسيقى تعود للظهور في السعودية 
بعد 7 سنوات.. حفلات الموسيقى تعود للظهور في السعودية بعد 7 سنوات.. حفلات الموسيقى تعود للظهور في السعودية 

بعد 7 سنوات.. حفلات الموسيقى تعود للظهور في السعودية 

 ظلت الحفلات الموسيقية نشاطا مستترا في المملكة العربية السعودية الملتزمة رسميا بالمذهب الوهابي الذي يعتبر الموسيقى لهوا غير مباح.

لكن وعلى مدى ست ساعات من مساء الاثنين حتى الساعات الأولى من صباح الثلاثاء شارك نحو ثمانية آلاف رجل في إنشاد أغان عاطفية في مدينة جدة الساحلية في أول حفل غنائي بهذا الحجم في المملكة في حوالي سبع سنين.

وكانت السهرة بمثابة عودة مهيبة لنجم الغناء السعودي محمد عبده الملقب بفنان العرب والذي قدم حفلات حاشدة في الخارج على مدى أكثر من عشر سنوات كان أغلب حضورها من السعوديين لكنه لم يتمكن من الظهور على المسرح في السعودية.

وظهر عبده مع فرقة موسيقية مصرية من 60 عازفا من الرجال ومعه مغنيان شهيران آخران، هما السعودي رابح صقر والعراقي ماجد المهندس الذي يحمل أيضا الجنسية السعودية.

ورغم ذلك لم تسقط كل الحواجز، فقد فرضت السلطات نقاط تفتيش أمنية حول موقع الحفل ولم تسمح بدخول أي شخص لا يحمل دعوة ومنعت أيضا دخول النساء.

وأقيم الحفل بعد يومين فقط من عرض لموسيقى الجاز في مركز الملك فهد الثقافي بالعاصمة الرياض التي لم تشهد حفلا عاما في حوالي 25 عاما، ونفدت جميع تذاكر الحفل البالغ عددها 3300.

مضاعفة الإنفاق على الترفيه

كان الحفلان خطوتين جريئتين في إطار خطط حكومية لتعزيز قطاع الترفيه ضمن حملة للإصلاح الاقتصادي والاجتماعي تهدف إلى خلق وظائف وتقليل اعتماد المملكة على النفط.

وقال الفنان ماجد المهندس : "إنه سعيد جدا وفخور جدا. شعور لا يوصف. نحن مشتاقين لمثل هذه الحفلات في مملكتنا الحبيبة والجمهور مشتاق. وإحنا مشتاقين أيضا لهذا الجمهور الأكثر من رائع الذي غمرنا بحبه وتشجعيه وتصفيقه وبحفظه لأغانينا كاملة".

ونظمت الحفل في جدة شركة روتانا التي يسيطر عليها الملياردير السعودي الوليد بن طلال.

ونظمت الهيئة العامة للترفيه، وهي كيان جديد في المملكة،  نحو 70 مناسبة منذ إنشائها في العام الماضي لكن أغلبها كانت في أماكن صغيرة شبه عامة ووسط حراسة مع حذر المسؤولين من معارضة ذوي التوجهات الدينية المحافظة.

وكان من المقرر أن يشارك محمد عبده في حفل بالعاصمة في سبتمبر/ أيلول لكنه أُلغي في اللحظات الأخيرة دون إبداء أسباب.

ورفض عمرو المدني الرئيس التنفيذي للهيئة المعين حديثا تأكيد أنه يجري الإعداد لحفل غنائي في الرياض لكنه قال إن مؤسسته تهدف إلى مضاعفة الإنفاق الأسري على الترفيه ليصل إلى 6 % بحلول عام 2030 وإنها ملتزمة بعرض "تجارب تضفي البهجة على كل أفراد الأسر السعودية".

وأول حفل لمحمد عبده في المملكة بعد انقطاع دام عشرة أعوام كان في أغسطس/ آب في مهرجان سوق عكاظ قرب مكة.

 ثقافة غنية

واعتادت المهرجانات الصيفية في جدة وغيرها من المدن السعودية على تنظيم حفلات وتباع أدوات العزف منذ عقود في سوق الحلة الشهير في قلب الرياض.

وقال الدكتور عبد السلام الوايل أستاذ علم الاجتماع بجامعة الملك سعود "تاريخيا.. المجتمع السعودي لديه ثراء ثقافي، وتوجد الكثير من التقاليد الموسيقية بأشكال وثقافات فرعية متعددة".

ومضى يقول "الناس من مختلف أنحاء العالم الإسلامي يجلبون تقاليدهم إلى مكة مثلما يحدث مع موسيقى الجاز، هذا جزء من هوية الشعب منذ قرون".

لكن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تسعى إلى فرض إجراءات صارمة على العروض وغيرها من الأنشطة التي تعتبرها مخلة بالآداب.

وتطارد الهيئة الشبان الذي تنطلق الموسيقى بصوت مرتفع من سياراتهم، ويجري تداول مقاطع فيديو على الإنترنت لرجال متحمسين وهم يحطمون آلات موسيقية.

وحتى اليوم تغيب الموسيقى عن المراكز التجارية وغيرها من المنشآت التجارية باستثناء المطاعم الفاخرة. والتعليم العام الوحيد للموسيقي يوجد فقط في الأكاديميات العسكرية لتدريب الفرق للمشاركة في المواكب العسكرية.

الموسيقى والإسلام

يظل الاختلاف قائما بين رجال الدين الذين يسيطرون على النظام القضائي في المملكة بشأن ما إذا كان الإسلام يبيح الاستماع إلى الموسيقى، وبدأ البعض داخل المؤسسة الدينية يشكك في الأدلة التي لا تجيزه.

وسعت الدولة على مدار السنوات العشر الماضية إلى رعاية تفسير أكثر اعتدالا للمذهب الوهابي، وزادت الحكومة جهودها العام الجاري مع تزايد الضغوط الاقتصادية الدافعة لانفتاح البلاد.

وقلصت السلطات نفوذ هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في وقت سابق هذا العام بمنعها من القبض على الأفراد ومضت في تنظيم حفل محمد عبده رغم تحذير من مفتي المملكة من أن الحفلات الغنائية لا خير فيها.

ويقول عشاق للفنون إن حملات على وسائل التواصل الاجتماعي ضد الترفيه، والتي دفعت في السابق المسؤولين القلقين إلى إلغاء حفلات، تقلصت الآن أمام رسائل التأييد.

ووصف سلطان البازعي الذي يدير الجمعية السعودية للثقافة والفنون هذه الحملات بأنها "إعلان مجاني" بعد أن تسبب وسم يعارض دروس الموسيقى التي تعرضها الجمعية في ارتفاع عدد طلبات التسجيل.

وقال البازعي "السعوديون كانوا دوما أكبر مستمعين للموسيقى في العالم العربي. الجميع سعداء لعودة هذه الأشكال من العروض مرة أخرى.. وأنا أقول عودة لأنها اعتادت أن تكون هنا".

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com