اغتيال جبران عواجي.. الفرضية الأكثر رواجًا بعد انتهاء أيام الشهرة العالمية‎
اغتيال جبران عواجي.. الفرضية الأكثر رواجًا بعد انتهاء أيام الشهرة العالمية‎اغتيال جبران عواجي.. الفرضية الأكثر رواجًا بعد انتهاء أيام الشهرة العالمية‎

اغتيال جبران عواجي.. الفرضية الأكثر رواجًا بعد انتهاء أيام الشهرة العالمية‎

ارتفعت أصوات السعوديين القلقين من تعرض رجل الأمن، جبران عواجي، للاغتيال على يد تنظيم الدولة الإرهابي "داعش" بعد أن تصدرت صوره وسائل الإعلام المحلية والعالمية خلال الأيام الثلاثة الماضية عندما أبدى شجاعة كبيرة في مواجهة عنصرين من أعضاء التنظيم وتمكن من قتلهما.

وأصبح عواجي نجمًا عالميًا بلا منازع بعد أن ظهر في مقطع فيديو خلال العملية الأمنية التي شهدها حي الياسمين في العاصمة الرياض فجر السبت الماضي، وهو يطلق النار من مسدسه على مسلحين مدججين بأسلحة رشاشة وأحزمة ناسفة من مسافة صفر، بثبات وبمناورة أمنية في آن واحد، قبل أن يقتلهما وتتصدر صورته وسائل الإعلام المحلية والعالمية وملايين المدونين على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب الشجاعة والجرأة التي أبداها.

وتصدرت صورة عواجي على سرير إحدى المستشفيات بعد أن أصيب في المواجهة، كبريات صحف ومحطات التلفزة المحلية والعالمية، ونظم شعراء قصائد مدح فيه، وعرضت فتيات الزواج منه، فيما يتوقع أن يلقى تكريمًا رسميًا على أعلى المستويات فور تماثله للشفاء من إصابته الطفيفة في فخذه.

لكن فرضية تعرض عواجي للانتقام من قبل "داعش" بدأت تلقى كثيرًا من المؤيدين، وسط مخاوف من أن تنتهي الشجاعة التي ظهر بها والشهرة التي نالها بمقتله بسبب ما يعتبره كثيرون خطأً في نشر صورته وتفاصيل حياته.

ولم تكن هوية عواجي معروفة في مقطع الفيديو الذي صورته شابة من نافذة منزلها المطل على الشارع الذي وقعت فيه المواجهة، لكن وزارة الداخلية السعودية ذاتها ووسائل الإعلام المحلية نشرت بعد انتهاء العملية تفاصيل دقيقة عن عواجي.

وإضافة إلى اسمه الثلاثي وصوره الواضحة التي ملأت مواقع التواصل الاجتماعي، ذهبت وسائل الإعلام المحلية إلى أبعد من ذلك، وأجرت لقاءات مع عائلته وصورت منزله، فيما تم الكشف لاحقًا على اسم زميله الذي شارك في العملية أيضًا.

ويقول مغردون سعوديون على موقع "تويتر" الذي ما زال الحديث عن شجاعة عواجي موضوعه الرئيس في السعودية، إن نشر كل تلك التفاصيل عن الشاب كان خطأ قد ينتهي بتصفية الشاب من قبل تنظيم "داعش" الذي يعتبر رجال الأمن بشكل عام هدفًا له.

ولخص الكاتب السعودي البارز عبدالعزيز السويد تلك المخاوف في أحدث مقالاته قائلًا: "إشهار صور وأسماء رجال الأمن الذين يواجهون الإرهابيين هل هو أمر مناسب ولا ضرر منه أم خطأ غير مغتفر وفيه خطورة عليهم وعلى الأمن نفسه؟ طرح هذا السؤال بصوت خافت بعدما تسيّدت صور ومقاطع المواجهة الأمنية، وسط الاحتفاء الكبير بشجاعة رجال الأمن في مواجهة إرهابيين بحي الياسمين شمال العاصمة الرياض".

وأضاف السويد: "كيف نستطيع الوفاء بحقوق رجال الأمن بالتقدير والتأييد، من دون أن يتحقق من ذلك احتمال ضرر جسيم يلوح في الأفق؟ كيف يمكن لبعض منّا أن يقدم معلومات مهمة ودقيقة لمن يتربص ويحيك المكائد لنا ولرجال أمننا؟ كيف ننسى أنه تم ترصُّد واغتيال بعض من رجال الأمن؟ كيف ننسى أنهم الصفوف الأولى التي يخطط لاستهدافها؟ ويكفي لانعاش الذاكرة أنه خلال 16 عامًا تعرّضت السعودية إلى 128 عملية إرهابية، نتجت عنها وفاة وإصابة 1147 رجل أمن ومواطنًا ومقيمًا".

واختتم السويد حديثه قائلًا: "لا أعلم هل تمَّ نشر صور رجال الأمن في عملية حي الياسمين بالصدفة المحضة ونتيجة لاجتهاد شخصي دافعه الحماسة أم غير ذلك، لكن ما يمكن تأكيده أن نشر صورهم وأسمائهم خطر عليهم وعلى الأمن، لأن المواجهة مع الإرهاب مستمرة، وهو يتلوّن ويغيّر لباسه بين مرحلة وأخرى، وعلاقاته باستخبارات خارجية لم تعد سرًا، والاستهداف للوطن حاضر في هذه المرحلة أكثر من غيرها".

ولم يتمكن موقع "إرم نيوز" من الحصول على تعليق من وزارة الداخلية السعودية حول مصير عواجي، وما إذا كان مهددًا بالفعل، أو ما إذا كانت تعتزم اتخاذ إجراءات أمنية احترازية لضمان سلامته وسلامة زميله الذي شارك في المواجهة المباشرة، نادر شراري.

لكن الحديث عن خطر يواجهه عواجي بالفعل في الفترة المقبلة يزداد بشكل تدريجي في أحاديث المدونين السعوديين على مواقع التواصل الاجتماعي، وبينهم خبراء أمنيون بدأوا ينشغلون بتلك القضية والإجراءات الواجب اتخاذها لحماية عواجي بالتزامن مع انتهاء حالة الاحتفال بشجاعته وجرأته.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com