لماذا كسر عون بروتوكول الرؤساء اللبنانيين مع بدء جولاته الخارجية؟
لماذا كسر عون بروتوكول الرؤساء اللبنانيين مع بدء جولاته الخارجية؟لماذا كسر عون بروتوكول الرؤساء اللبنانيين مع بدء جولاته الخارجية؟

لماذا كسر عون بروتوكول الرؤساء اللبنانيين مع بدء جولاته الخارجية؟

قال مراقبون لبنانيون، إن الرئيس اللبناني ميشال عون، كسر بروتوكول معظم الرؤساء الذين حكموا البلاد بعد الاستقلال في أربعينيات القرن الماضي، حين يبدأ أولى جولاته الخارجية في المنطقة العربية، بعد أن كانت الزيارة الأولى للرئيس اللبناني، كما جرى العرف لفرنسا وسوريا.

وأشار هؤلاء إلى أن الجولة العربية تنم عن الحاجة اللبنانية للانتعاش الاقتصادي، والوقوف على حلول لأزمة اللاجئين السوريين وتسليح الجيش اللبناني والقوى الأمنية والبحث بفاعلية في ملف غاز شرق المتوسط.

وأوضح المراقبون أن "الجولة الأولى لعون بعد أن أصبح رئيسًا، كانت إلى السعودية وقطر ومصر، في إشارة لتأكيد وتعزيز العلاقات العربية، وحرص رئيس الجمهورية والحكومة على دعم العلاقات اللبنانية- العربية، خاصة أنها اهتزت قبل انتخاب عون في الفترة السابقة".

وفي هذا السياق، قال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق والسفير الأسبق في بيروت، سيد أبو زيد، إن "توجه الرئيس اللبناني في أولى جولاته إلى فرنسا وسوريا كان بمثابة العرف، لكن في الفترة الأخيرة، حدثت متغيرات كبيرة تتعلق بتقليص النفوذ السوري في لبنان، رغم أن الوجود تصاعد بعد أن أصبح ثلث السكان الموجودين في لبنان سوريين، إضافة إلى أن حزب الله أصبح أكثر توغلاً، من خلال السلاح في الساحة اللبنانية".

وأوضح "أبو زيد" في حديث لـ"إرم نيوز"، أن "الرئيس الجديد عون، يحاول توسيع هامش حركته في المنطقة، لا سيما أن لبنان يعاني من أوضاع سياسية واقتصادية صعبة، وهناك احتياج لدعم سياسي ومساندة اقتصادية وتدعيم الإمكانيات العسكرية، في ظل تراجع السعودية عن هبة ثلاثة المليارات دولار، في حين أن عون في الأساس رجل عسكري يفهم جيدًا خطورة التحديات الأمنية والعسكرية داخل لبنان".

وأشار إلى أن "جميع الملفات في لبنان كانت مجمدة، في ظل عدم وجود رئيس للجمهورية، ورئيس الحكومة السابق تمام سلام كانت يداه مغلولتين بسبب أوضاع تتعلق بالدستور الذي يحكم لبنان، ومع التوجه للاستقرار وانتخاب الرئيس ومجيء رئيس للوزراء، تكون هناك نظرة اقتصادية تكمن في الرهان على غاز المتوسط، الذي تحضر فيه مصر بقوة".

ملفات عالقة

وأكد المراقبون أن "هناك ملفات عالقة، سياسية واقتصادية في المحطة الأولى بالرياض، وهي العلاقات بين لبنان والسعودية التي تعتبر تاريخية وقوية، لكنّ هناك توترًا في الفترة الأخيرة قبل انتخاب الرئيس أثر عليها"، مشيرين إلى أن "ملف الهبة السعودية للجيش اللبناني بثلاثة مليارات دولار، والتي تم تجميدها ستكون على رأس المباحثات الأخيرة، إضافة إلى ملف أوضاع العمالة اللبنانية في السعودية، وإمكانية عودة الاستثمارات السعودية، والعمل على إعادة توجيه السياحة الخليجية إلى لبنان، والتي توقفت وقت الأزمة مع الرياض".

وأضافوا أن "هناك حرصًا من مسؤولين سعوديين على عودة هذه العلاقات، إذ زاروا بيروت، ووجهوا الدعوة لعون لزيارة المملكة؛ ما ينم عن وجود نية للرياض لإعادة هذه العلاقات".

ولفت هؤلاء المراقبون إلى أن "ملف دعم تسليح الجيش والقوى الأمنية ضرورة لعون في زيارة الرياض، لا سيما في ظل تهديد أمني تواجهه لبنان، والذي يقع على محيط مشتعل من ناحية سوريا، فضلاً عن وجود أكثر من 1.5 مليون لاجئ"، مشيرين إلى "وجود توافق بين الرئاسة وحكومة سعد الحريري على ضرورة تحسين العلاقات مع الرياض، على الرغم من أي محاولات من حزب الله لتعكير ذلك".

العلاقات الأمنية مع مصر

وفيما يتعلق بزيارة عون إلى مصر، أجمع مراقبون على وجود علاقات "تاريخية" بين القاهرة وبيروت، ولفتوا إلى زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى بيروت، قبيل الانتخابات الرئاسية، وكان هناك حرص من القاهرة لتلعب دورًا في تقريب وجهات النظر بين الفرقاء لانتخاب رئيس للجمهورية، لتعزيز دور المؤسسات وإعادة لبنان إلى الخريطة الشرق أوسطية.

ويبدو أن العلاقات الأمنية ستكون حاضرة مع عون، انطلاقًا من توجه مكافحة الإرهاب وتنشيط التبادل المعلوماتي بين البلدين، فضلاً عن العمل على إبقاء العلاقات القوية بين القاهرة وبيروت وتعزيزها، لا سيما بعد أن أقرت الحكومة اللبنانية في اجتماعها الأخير خطوة التنقيب عن الغاز في البحر المتوسط، وهو المشروع الذي تتخذه مصر في تحركاتها الاقتصادية، لتكون مركزًا لتجميع وتوزيع الغاز في البحر المتوسط لتصديره إلى أوروبا.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com