"زد رصيدك" يخسر ما جمعه في 6 سنوات.. وأنباء عن إغلاق قناة بداية السعودية
"زد رصيدك" يخسر ما جمعه في 6 سنوات.. وأنباء عن إغلاق قناة بداية السعودية"زد رصيدك" يخسر ما جمعه في 6 سنوات.. وأنباء عن إغلاق قناة بداية السعودية

"زد رصيدك" يخسر ما جمعه في 6 سنوات.. وأنباء عن إغلاق قناة بداية السعودية

يتصاعد الحديث عن قناة "بداية" السعودية الخاصة، وبرنامجها "زد رصيدك" بشكل لافت خلال الأيام القليلة الماضية، وسط انتقادات كثيرة بعضها يتكرر منذ سنوات، والآخر جديد يترافق للمرة الأولى مع حديث غير مسبوق عن إغلاق القناة.

ومنذ أن هزت فضيحة وائل خواجي، أحد المشاركين الشباب في برنامج "زد رصيدك" القناة والمشرفين عليها، لا يمل متابعوها الكثر من داخل السعودية وعدد أقل من خارجها، الحديث عن القناة والبرنامج والسقطة التي وقع فيها.

وكان وائل خواجي، قام الأسبوع الماضي خلال إحدى فقرات برنامج "زد رصيدك"، الذي يحاكي برامج الواقع في بعض القنوات الأخرى، بتصرف اعتبر غير أخلاقي بسبب إيحاءاته الجنسية، قبل أن تقرر إدارة القناة الرد على سيل الانتقادات التي تعرضت لها باستبعاد الخواجي من البرنامج  والاعتذار رسمياً لمشاهديها.

وتضاف تلك الانتقادات والجدل حول القناة وتصرف خواجي، والذي يشارك فيه للمرة الأولى متابعوها، إلى انتقادات واسعة واجهتها القناة وبرنامجها المستمر منذ ست سنوات من نخب ثقافية ودينية على حد سواء، تدور حول بضع نقاط يتصدرها موضوع استغلال الدين لتحقيق الكسب المادي.

ورغم أن البرنامج لا يختلف عن باقي برامج الواقع التي عرضت على الشاشات العربية أو ما زالت تعرض، لكنه يتميز عنها بطابع ديني محافظ ميزه عن غيره من تلك البرامج، من خلال اقتصار المشاركين فيه على الرجال فقط مع غياب كلي لوجود النساء، والذي وصل العام الماضي إلى حد منعهن من حضور حفل تكريم الفائزين فيه، رغم كون النساء يشكلن جمهوراً عريضاً من متابعيه.

ولكن العباءة الدينية التي وضعها القائمون على برنامج "زد رصيدك" بدأت تتكشف بشكل كبير بعد عدة حوادث سبقت تصرف خواجي المثير للاستياء، وبينها الخلاف الذي وصل للقضاء أخيرًا بين مالك القناة السعودي عبدالعزيز العريفي، ومديرها السابق الكويتي خالد العجمي، حول الحقوق الفكرية للبرنامج، والتعويض المالي الكبير الذي طلبه العجمي.

ويقول منتقدو البرنامج، إن القائمين عليه يتفاخرون بطبيعته المحافظة، ويقارنونه بباقي برامج الواقع التي تعرض على الشاشات الأخرى، ويتهمونها بمخالفة الشريعة الإسلامية المطبقة في المملكة، بينما يدعون أنهم ملتزمون بتلك القوانين، متجاهلين الحديث عن حجم الأرباح التي تحققها القناة وبرنامجها.

ويرون أن البرنامج يتخذ من الدين عباءة فقط للتغطية على طبيعة البرنامج ومشاركيه وتصرفاتهم التي لا يتم الالتزام بالشريعة الإسلامية خلالها إلا من خلال كونهم شباباً فقط، فيما تحمل فقرات البرنامج الكثير من المخالفات الشرعية كملابس المشاركين وقصات شعرهم وحتى رقصهم أحياناً.

وتشمل تلك الانتقادات رجال دين معروفين، يقولون إن البرنامج يستهدف جمهورا محافظا أصلاً لا يتابع برامج الواقع الأخرى التي تعرض على باقي الشاشات، لكنهم يشاهدون الكثير من السلبيات في برنامج "زد رصيدك" من دون أن يعوا أنها لا تختلف عن باقي البرامج المشابهة.

وكتب الإعلامي السعودي وليد الظفيري، في أعقاب الجدل الذي رافق قضية خواجي، "ستار أكاديمي بعباءة دينية تهدف لجمع المال عبر التصويت من خلال الرسائل النصية الـ ""SMS  من بعض الفتيات المفتونات بذلك المشارك الوسيم (المُز)".

ولدى القناة والبرنامج متابعون يردون على تلك الانتقادات والمطالب بإغلاق القناة، ويقولون إنها قناة محافظة بالفعل مقارنة بالبرامج التي تبثها باقي القنوات السعودية الخاصة، وفي مقدمتها شبكة قنوات "إم بي سي" التي تتعرض لانتقادات مستمرة أيضاً من تيار المحافظين.

وقال إعلامي سعودي بارز لـ "إرم نيوز" معلقاً على الجدل الحاصل، إن الحوادث المثيرة للجدل التي رافقت القناة منذ انطلاقتها وانطلاقة برنامجها "زد رصيدك"، ستنتهي بالضرورة إلى طريق ما، فإما أن ترفع القناة الطابع الديني عنها وتقر بأنها قناة تجارية تستهدف الربح، أو تلغي البرنامج الذي قد ينتهي بإغلاق القناة كلياً كونه يشغل ساعات طويلة من بثها اليومي.

وأضاف الإعلامي، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه بسبب الحرج كونه يرتبط بعلاقة شخصية مع المشرفين على القناة، أن وزارة الثقافة والإعلام تراقب كل وسائل الإعلام السعودي وردود الفعل على ما يقدمه للجمهور، ولا تتوانى عن التدخل عند وجود مخالفة أو استغلال.

تحقيق.. وانذارات

وكان المتحدث باسم الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع، إبراهيم الرميح، قال يوم أمس السبت، إن الهيئة حققت مع قناة "بداية" أكثر من مرة بسبب بعض تجاوزاتها ومخالفاتها للأنظمة والقوانين الإعلامية.

وكشف حديث المسؤول الحكومي الذي نقلته صحيفة "عكاظ" السعودية، تفاصيل غير معروفة عما يدور بعيداً عن جمهور القناة، مثل قوله إن الهيئة التابعة لوزارة الثقافة والإعلام قدمت إنذارات ولفت نظر للقناة في بعض ما صدر منها، مثل مخالفة خواجي، ومخالفتي الداعيتين محمد العريفي وعبدالله السويلم، اللتين لم تتضح تفاصيلهما بعد.

وأوضح الرميح، أن الهيئة تتفاعل مع الشكاوى التي يتقدم بها أي متابع لأي مخالفة صادرة من أي قناة فضائية، وأن هناك لجنة قضائية معنية بمخالفات القنوات، سواء عما يصل من شكاوى أو ما يتم رصده من قبل الهيئة، وقد تلجأ الهيئة إلى تعليق ترخيص أي قناة في حال تكرار مخالفاتها أو فرض غرامات مالية.

وكانت الهيئة، أوقفت الشهر الماضي بشكل مؤقت ، بث قناة “bf” الفضائية الدينية الخاصة، التي تبث من داخل المملكة عبر قمر “نايل سات”، دون ذكر أسباب، فيما يتوقع كثير من متابعي ومنتقدي قناة بداية وبرنامجها "زد رصيدك" أن تلقى المصير ذاته في الفترة المقبلة.

والبرنامج الذي يعرض على مدار 100 يوم كل عام ولمدة 16 ساعة بث يومياً، يندرج تحت تصنيف مسابقات تلفزيون الواقع، وتقوم فكرته على محاولة المتسابقين الـ 24 من مختلف دول الخليج العربي، زيادة رصيدهم من خلال بضع مسابقات وفقرات تتم داخل قرية مخصصة للبرنامج في إحدى مناطق العاصمة الرياض، وفي النهاية من يملك أعلى رصيد يكون هو الفائز بالمسابقة ويحصل على جائزة مالية كبيرة برفقة أصحاب المركزين الثاني والثالث وعدد من الجمهور المشارك بالتصويت أيضاً.

ويتخذ البرنامج من الإنشاد الديني للمتسابقين بديلاً لفقرات الغناء في برامج الواقع الأخرى، وتقوم مسابقاته على معلومات عامة لا يغيب عنها الطابع الديني، فيما يعد القسم الأكبر من ضيوفه من الدعاة ورجال الدين المشاهير الذين يلتقون بالمشاركين ويوجهون النصح لهم.

التجديد المثير

وبالتوازي مع بث البرنامج، يجد الوسم #زد_رصيدك على موقع "تويتر" والذي يحمل رقم اليوم الذي وصل إليه البرنامج، تفاعلاً لافتاً بشكل يومي من قبل آلاف المغردين الذي ينشغل قسم منهم بالمشاركين وأدائهم خلال فقرات البرنامج بذلك اليوم، فيما يبدي القسم الآخر الذي زاد عدده بعد حادثة خواجي، انتقاده لذلك الأداء أو انتقاد البرنامج ككل ووصفه بالممل الذي لم يستطع تطوير فقراته المكررة خلال مواسمه المتعاقبة.

وقضية التغيير في البرنامج، وإضافة فقرات جديدة إليه، كانت محل انتقاد وجدل واسع بحد ذاتها، وأصبحت تهدد الهوية المحافظة للبرنامج، التي يسعى القائمون عليه لإضفائها على الدوام لتمييزه عن غيره من برامج الواقع المشابه.

وفي نهاية الأمر اضطر القائمون على البرنامج، إلى الرد على تلك الانتقادات، بإضافة فقرات جديدة بينها تكثيف مشاهد الإنشاد والتطريب وإقحامها في أغلب فقرات البرنامج، وإضافة قالب غنائي غربي "الهيب هوب" وقدموه في إحدى الحلقات، في خطوة جريئة وغريبة على الإعلام المحافظ، لا تعبر إلا عن رغبة كبيرة في الانعتاق من القالب الذي حشروا أنفسهم فيه، على حد وصف الكاتب السعودي رجا ساير المطيري في أحد مقالاته عن البرنامج.

ويقول المطيري "هنا تحديداً تكمن ورطة زد رصيدك، ولو أزال البرنامج هالة المحافظة التي صنعها حوله، وبدأ المشاهدون ينظرون له كما هو على حقيقته؛ برنامجاً واقعياً تقليدياً، لما واجه حملات عنيفة من جمهور متحفز ينتظر منه أدنى زلة. ولأصبح التعامل معه مثل التعامل مع برامج سطحية أخرى نجت من ورطة القولبة والتصنيف".

هل هي بداية النهاية؟

ومع حرص وتمسك القائمين على البرنامج بهويته المحافظة، أصبحوا بالفعل عرضة للانتقاد المستمر من طرفين، الأول متابع للبرنامج ومتمسك به، لكنه يبحث عن التجديد والجذب الذي قد لا يأتي دون فقرات جريئة لا تختلف عن فقرات برامج الواقع الأخرى، وطرف آخر يمثله المحافظون من دعاة ورجال دين مهتمين بما تعرضه القناة، وغير راضين عن ما يعتبرونه تجاوزاً ومخالفة أصلاً للشريعة الإسلامية.

ويشارف البرنامج على الانتهاء في موسمه السادس بعد نحو أسبوعين، ولا يعرف إن كان سيواصل مشواره معتمداً على الأرباح المالية والجماهيرية الواسعة له، أم أنه سيتوقف مع ارتفاع الأصوات الناقدة من جهة، ومطالب جمهوره بالتغيير من جهة ثانية، وبروز الخلاف بين مؤسسيه على الأرباح ووصوله إلى القضاء من جهة ثالثة، وتدخل وزارة الثقافة والإعلام في مخالفات القناة بإصدار قرار إغلاقها من جهة رابعة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com