كاتب سعودي يطالب بتسليم وزارات الدولة لرجال أعمال

في ظل الروتين والبيروقراطية التي استشرت في مؤسسات المملكة العربية السعودية، ومراوحة الكثير من مشاكل المواطنين في مكانها، دون حل على الرغم من تتالي الوزارات، يكثف مثقفون سعوديون من مطالباتهم بوضع حد لتلك العثرات، وإيجاد حلول جوهرية لمعاناة المواطنين.

وفي آخر تلك الاقتراحات، يطالب كاتب سعودي بتسليم وزارات المملكة لرجال أعمال من ذوي الخبرة، مع الأخذ بعين الاعتبار ثرواتهم الضخمة وطموحاتهم الاقتصادية.

ويرى الكاتب السعودي، خالد الفاضلي، أن الوقت حان "لتترجل وزارات السكن، العمل، التجارة، الصناعة، السياحة، الموانئ، التعليم، الترفيه، الصحة، النقل، والزراعة عن صهوة جواد البيروقراطية وتقول لرجال الأعمال (شبيك لبيك)".

ثروات ضخمة وطموحات اقتصادية

وفي مقال نشرته صحيفة "الوطن" السعودية، اليوم الثلاثاء، تحت عنوان "شراء خاطر رجال الأعمال"؛ يقول الكاتب، إن الحل الاقتصادي "كان وما زال.. بيد رجال الأعمال، وكذلك المشكلة، وقبل ذلك المال، فرجال أعمالنا يملكون أموالًا أكبر مما تحتويه خزنة الدولة واحتياطياتها المحلية والعالمية، كما أنهم يملكون طموحات اقتصادية تنموية أكبر وأكثر مما قالته أو ستقوله الحكومة، فقوة اليابان، وأوروبا والولايات المتحدة في رجال أعمالها فكرًا قبل المال".

ويضيف أن رجال الأعمال يملكون "سلة توظيف قابلة للاتساع بتسارع وتنوع أكبر مما تملكه سلال الدولة، بينما حقيبة التمويل بينهما بعيدة عن المقارنة من ناحية قوة التأثير الاقتصادي ونموه تصاعديًا، وكذلك القدرة على زراعة مسارات اقتصادية جديدة غير موجودة داخل صندوق تفكير الحكومة والدولة".

إلغاء بعض الوزارات

ويرى الكاتب، أن تفعيل طرحه يحتاج إلى "إلغاء بيروقراطيات عدة وزارات، ربما يصل بنا ذلك إلى إلغاء وزارات، أو تفتيتها، أو تحويلها إلى مراكز تشريع ورقابة فقط، وتحويل (المركزية) إلى مراكز اقتصادية مستقلة في كل مدينة تتولى أمانة ترقية مجتمعاتها المحلية".

ويعبر الكاتب عن يأسه من تتالي الحكومات دون حل لمشاكل المواطنين، معتبرًا أن "حلول الدولة والحكومة.. غير كاملة البدايات والنهايات، لكنها مبشرة وفيها روح محاولة صادقة، وبينما الحكومة كائن غير مسافر، فإن أسفار رجال الأعمال الدائمة بنت داخلهم روحًا تنافسية، وأطيافًا متنوعة من الغيرة، ليس لأن أمة سبقت أمة، بل لأن عقلية رجل أعمال تفوقت على عقلية رجل أعمال".

"تكسير خشوم"

ويركز الفاضلي، على ما أسماه "لعبة التحديات والتنافس"، مشيرًا إلى أن "المسألة ليست حول المال وتجميعه أو تخزينه، بل ممارسة اللعبة، الذكاء الاقتصادي، لعبة تركيع رجل أعمال آخر، أو بمعنى اللهجة الدارجة (تكسير خشوم)، ولن يتحقق ذلك تحت مظلة بيروقراطيات غير عادلة إلا في تكسير أنوف رجال الأعمال، وحجبهم عن ممارسة اللهو الاقتصادي".

ويختم الكاتب مقاله بالمطالبة بضرورة "إنعاش اقتصادنا من خلال إعادة أصحاب مئات الملايين والمليارات إلى مضمار اللعبة من جديد، ولا يتحقق ذلك دون أن تترجل غالبية وزاراتنا عن صهوة حصان البيروقراطية، وتمنح رجال الأعمال والمال حق الحديث عن بيئات وصلاحيات وإصلاحات تحفزهم على اتخاذ مبادرات بتحويل أرصدتهم البنكية من أرقام إلى لقمة عيش ووظيفة، وإنجازات في كافة مسارات نمو الإنسان والمكان".

جملة من الأزمات

وتعاني المملكة جملة من الأزمات الداخلية؛ ومنها أزمة الإسكان المتفاقمة، جراء نمو سريع للسكان، إذ تفيد تقارير بأن 60% من المواطنين يعيشون في منازل مستأجرة، وكذلك أزمة بطالة متفاقمة تبلغ نسبتها حوالي 12%، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار المواد الأساسية، وانتشار الفقر، وزيادة إجراءات التقشف، بعد انخفاض أسعار النفط، وانخفاض البدلات، ومشاكل التعليم، ومشاكل الدوائر الصحية، وانتشار الفساد من رشاوى ومحسوبيات في دوائر الدولة، ووصوله إلى القطاعات الأكاديمية، وغيرها الكثير.

ترامب يفتح الشهية

ويبدو أن وصول رجل الأعمال الأمريكي، دونالد ترامب، الملياردير صاحب الاستثمارات الضخمة، إلى البيت الأبيض، فتح شهية بعض مفكري السعودية، لمثل تلك التجربة، علها تكون سببًا في حل أزمات وزارات المملكة.