محللون: إعلان الموازنة السعودية سيرافقه رفع جديد لأسعار الوقود والمياه والكهرباء
محللون: إعلان الموازنة السعودية سيرافقه رفع جديد لأسعار الوقود والمياه والكهرباءمحللون: إعلان الموازنة السعودية سيرافقه رفع جديد لأسعار الوقود والمياه والكهرباء

محللون: إعلان الموازنة السعودية سيرافقه رفع جديد لأسعار الوقود والمياه والكهرباء

يتوقع الاقتصاديون والمحللون أن تؤدي سياسة التقشف التي تبنتها الحكومة في تحقيق "مرونة أكبر" للإنفاق العام المقبل، لاسيما مع نمو الإيرادات غير النفطية نتيجة زيادة رسوم البلدية والتأشيرات وعزم الحكومة فرض رسوم على الأراضي البيضاء غير المطورة.

وهناك توقعات على نطاق واسع أن يواكب إعلان موازنة 2017 إعلان الحكومة عن جولة جديدة من رفع أسعار الوقود والمياه والكهرباء. وتوقع "السعودي الفرنسي كابيتال" زيادة نسبتها 20% في أسعار الكهرباء و40% في أسعار الوقود.

ويعزز ذلك الافتراض توقعات ارتفاع الإيرادات النفطية في ظل انتعاش أسعار النفط بعد توصل "أوبك" لاتفاق بشأن خفض إنتاج الخام. ويبلغ سعر خام برنت 55 دولارا للبرميل في الوقت الراهن مقارنة مع 45 دولارا في المتوسط هذا العام.

لكن محللين من بينهم مازن السديري رئيس الأبحاث لدى "الاستثمار كابيتال" يستبعدون رفع أسعار اللقيم والغاز الطبيعي في محاولة من الحكومة لدعم قطاع البتروكيماويات، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء رويترز.

ويتوقع بعض الاقتصاديين أن تتوسع الحكومة بشكل طفيف في الإنفاق العام المقبل لاسيما فيما يتعلق بالإنفاق على مشروعات التنمية.

وكانت الحكومة قالت إنها تتوقع إنفاق 840 مليار ريال خلال 2016 مقارنة مع 975 مليارا في 2015.

إعلان موازنة ونجاحات..

من المرجح على نطاق واسع أن يواكب إعلان موازنة الحكومة السعودية لعام 2017، إعلان الحكومة تحقيق نجاح كبير في خفض عجز الموازنة للعام الجاري عن التقديرات الأولية التي أعلنتها قبل عام، ما سيسمح لها بالإنفاق بصورة أكبر على دعم النمو الاقتصادي.

وشهد الاقتصاد السعودي في 2016 إحدى أصعب الفترات منذ عقود، مع تباطؤ النمو ومحاولة الحكومة خفض عجز الموازنة الذي بلغ مستوى قياسيا عند 367 مليار ريال (98 مليار دولار) في 2015.

ويتوقع مصرفيون ومحللون واقتصاديون بارزون أن تكشف الرياض عن موازنة 2017 خلال أسبوعين، وأن تعلن خلالها تحقيق تقدم كبير في ضبط المالية العامة بصورة لم يكن يتوقعها الكثيرون قبل 12 شهرا.

ومن شأن ذلك أن يسمح للحكومة بأن تحول أنظارها بعيدا عن إدارة الأزمة المالية في 2017 وأن تركز بصورة أكبر على الإصلاحات الاقتصادية ودعم نمو القطاع الخاص وتنويع الاقتصاد بعيدا عن النفط.

نحو النمو..

ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن مصرفي سعودي كبير قوله: "العام المقبل ستعمل الحكومة على تحقيق ميزانية متوازنة وستركز بصورة أكبر على خلق الوظائف وتطوير المشاريع التي تساعد بصورة مباشرة في نمو الاقتصاد."

من جانبه يقول الاقتصادي السعودي البارز إحسان بو حليقة: "أحد أبرز التحديات خلال العام المقبل ستكون التحول من النمو الاقتصادي الضعيف إلى تحقيق نمو أعلى ويبدو لي أن الحكومة ستركز على ذلك خلال إعداد ميزانية 2017."

وكانت الحكومة السعودية توقعت تحقيق عجز قيمته 326 مليار ريال عندما أعلنت موازنة 2016 في ديسمبر كانون الأول الماضي. لكن يبدو أن الخفض الحاد للإنفاق والإصلاحات الاقتصادية التي أعلنها مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية الذي يشرف عليه وليّ وليّ العهد الأمير محمد بن سلمان ستنجح في خفض هذا الرقم بشكل كبير.

ويقول مازن السديري رئيس الأبحاث لدى "الاستثمار كابيتال": "واجهت المملكة سياستها المالية لهذا العام بحذر واضح ونتوقع أن تكون سياسة التقشف قد نجحت في تقليص حجم العجز المحتمل وإن كان لذلك أثر على الاقتصاد الكلي."

ويوافقه الرأي الكاتب الاقتصادي البارز فضل البوعينين قائلا: "من المتوقع أن تسهم سياسة التقشف التي انتهجتها الحكومة في خفض العجز المتوقع وهذا إن حدث فيحسب للجهود الحكومية التي تعاملت وفق الأدوات المتاحة لضبط الإنفاق وإن انعكس ذلك على مكونات الاقتصاد."

توقعات..

وتوقع البوعينين أن يبلغ العجز نحو 220 مليار ريال فيما قال السديري إن توقعات الاستثمار كابيتال للعجز تبلغ 235 مليار ريال. وتوقع السعودي الفرنسي كابيتال في تقرير تسجيل عجز قيمته 231 مليار ريال فيما توقعت جدوى للاستثمار عجزا قدره 265 مليار ريال.

ويعني ذلك أن العجز قد يبلغ في المتوسط بحسب تلك التوقعات نحو 240 مليار ريال أو ما يعادل 10% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو رقم لا يزال مرتفعا لكنه أقل كثيرا من عجز بلغت نسبته 15% من الناتج المحلي العام الماضي.

ويعود النجاح في الخفض المتوقع للعجز إلى عدد من الإجراءات "الصارمة والقاسية" من بينها مطالبة الوزارات والجهات الحكومية بخفض الإنفاق على العقود وتأجيل صرف مستحقات القطاع الخاص وشركات المقاولات لشهور وخفض مزايا وعلاوات العاملين بالقطاع الحكومي وإلغاء عدد من المشاريع وتقليص دعم الوقود والطاقة والمياه.

وأدى ذلك إلى تباطؤ النمو الاقتصادي. ومن المتوقع أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة تتراوح بين 1.2 و1.8% هذا العام مقارنة مع 3.3% في 2015.

وتتضمن خطة التحول الوطني التي أُعلنت في يونيو حزيران إنفاق الحكومة نحو 270 مليار ريال على مدى 5 سنوات على مشاريع تهدف لتنويع الاقتصاد وتحديث البنية التحتية والخدمات الاجتماعية.

لكن يبدو أن الحكومة لم تصرف سوى قدر ضئيل من هذه الأموال حتى الآن. وقال مصدر لرويترز إنه تمت مطالبة الوزارات والجهات الحكومية بخفض ميزانية مبادرات خطة التحول الوطني حتى قبل إطلاق هذه المشاريع.

يقول البوعينين: "من الطبيعي أن تطلب الحكومة خفض تكلفة المبادرات بما يساعد على تحمل أعبائها وتنفيذها بشكل سلس...إذ أن القبول بها دون تمحيص دقيق سيحمل الحكومة أعباء مالية قد لا تستطيع القيام بها."

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com