هل نفوذ السعودية يتضاءل في واشنطن؟
هل نفوذ السعودية يتضاءل في واشنطن؟هل نفوذ السعودية يتضاءل في واشنطن؟

هل نفوذ السعودية يتضاءل في واشنطن؟

"النفوذ السعودي في واشنطن ليس كسابق عهده"، هذه هي الرسالة التي وجهها السيناتور الجمهوري "بوب كوركر"، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي (الكونغرس)، للحكومة السعودية، خلال جلسة المجلس، أمس الأربعاء، للتصويت على إجراء يمنع بيع أسلحة بقيمة 1.15 مليار دولار للمملكة.

وبحسب وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية، فإن كوركر قال: "أطلعت السعوديين على الرأي العام في مجلس الشيوخ وفي أمريكا، وأنه في أدنى مستوياته، حيث يجب أن يعلموا ذلك، وأقول ذلك الأمر فقط لأكون صادقًا معهم، والأمر يعود إليهم للتغلب على ذلك الوضع".

ونوه السيناتور الجمهوري إلى أنه التقى الأسبوع الماضي وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، والذي حاول جاهدا الضغط على المُشرِّعين في الولايات المتحدة، لعرقلة مشروع قانون دعوى 11 سبتمبر، والذي ستتم مناقشته الأسبوع المقبل، حيث ترفضه السعودية بشدة.

وأشارت الوكالة الأمريكية إلى أن السعودية هي الحليف الاستراتيجي لأمريكا بمنطقة الشرق الأوسط، وصاحبة الموارد المالية الهائلة، إلا أنها تواجه حاليا انتقادات متزايدة من الحزبين الديمقراطي والجمهوري في قاعات مبنى "الكابيتول".

وأرجعت الوكالة التغير الكبير في السياسة الأمريكية تجاه السعودية إلى صادرات النفط السعودي للولايات المتحدة، والتي بلغت أدنى مستوياتها للعام السادس على التوالي العام 2015، وذاك لزيادة المعروض النفطي بأمريكا الشمالية.

وأوضحت بلومبيرغ أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، انتقد السعوديين علانية بقوله: "إنهم يمولون الاضطرابات والحروب بمنطقة الشرق الأوسط".

وأوضحت الوكالة أن كل العوامل السابقة كانت بعيدة كل البعد عما كانت عليه الأوضاع العام 2001، عندما دافع المسؤولون والمشرعون في إدارة الرئيس جورج بوش عن المملكة العربية السعودية لأسابيع وشهور بعد هجمات 11 سبتمبر.

الشروط الصحيحة

صرَّح "ديك دوربين"، السيناتور الديمقراطي البارز في اللجنة الفرعية لشؤون الدفاع، بأنه "من المؤكد أنه عندما كنا نعتمد على نفطهم كان لديهم المزيد من النفوذ علينا، ونحن ما نزال نريدهم حلفاء لنا، ولكن وفقا للشروط الصحيحة".

وقال دوربين إنه التقى السفير السعودي بواشنطن مؤخرا، وعبَّر له عن مخاوفه بشأن تصدير الفكر الوهابي على وجه الخصوص، لافتا إلى الهجمات المتطرفة الأخيرة في بلجيكا بقوله: "إنهم يُصدِرون بعض من أكثر الجماعات تطرفاً، والتي ترتبط بدينهم.. أصبحت مزعجة وتتخذ نمطًا ثابتًا.. فقد أرسلوا بعض من أكثر أتباع هذا الدين تطرفا، ولم يشكل هذا الأمر مشكلة بالنسبة ليَّ عندما تحدثت فيه مع السفير".

فيما رفض دوربين الإفصاح عن كيفية تصويته على القرار المشترك رقم 39، والذي وضعه السيناتور الديمقراطي من ولاية كنتاكي "راند بول"، والسيناتور الديمقراطي من ولاية كونيتيكت "كريس مورفي"، والذي ينص على منع بيع الأسلحة للسعودية.

تجاهل حق الفيتو

وتعهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما باستخدام حق الفيتو لنقض قانون دعوى 11 سبتمبر، الذي من شأنه أن يسمح بمقاضاة المملكة العربية السعودية بسبب أحداث 11 سبتمبر.

لكن البيت الأبيض قد يواجه تصويتا جديدا في الكونغرس الأمريكي يسمح بتجاهل حق الرئيس في النقض، ما يجعل القانون نافذا رغم اعتراض أوباما.

وتحذر إدارة أوباما وحلفاؤها، من أن أي تجريد للحصانة السيادية بسبب الهجمات الإرهابية على أراضي الولايات المتحدة، من شأنه أن يكون ذا تأثير عميق عليها في جميع أنحاء العالم، وصرَّح السكرتير الصحفي للبيت الأبيض، "جوش آرنست"، مساء الثلاثاء الماضي، بقوله إن أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين عبَّروا عن اهتمامهم بشأن المخاوف التي طرحناها.

وكان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، قد اجتمع مع كبار المُشرِّعين من الحزبين، لإبلاغهم برسالة مفادها "أن ذلك الإجراء لن يُدمر العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية فقط، بل أيضًا بلدانا أخرى في أوروبا والشرق الأوسط، والتي تعارض الإجراء المذكور"، وذلك وفقًا لشخص مطلع على جهود المملكة في مجلس الشيوخ، ويثبت ذلك الأمر الجهود الثنائية التي تبذلها الولايات المتحدة والسعودية لمواجهة تنظيم داعش والمتطرفين المدعومين من إيران.

الحلفاء الأساسيون

من المؤكد أن المملكة العربية السعودية، مازالت تملك أصدقاءً في مناصب رفيعة، بما في ذلك زعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ، "ميتش ماكونيل"، من ولاية كنتاكي، والذي صرَّح الثلاثاء الماضي بأنه سيؤيد بيع الأسلحة للسعودية، مضيفا: "أعتقد أنه من المهم للولايات المتحدة أن تحافظ على علاقتها الجيّدة مع المملكة العربية السعودية بقدر المستطاع".

ولفت ماكونيل إلى أنه ينوي إبقاء جلسة مجلس الشيوخ الأسبوع المقبل؛ لمناقشة تجاوز حق الفيتو على قانون 11 سبتمبر، ويتوقع بأن تتم الموافقة على تجاوز حق الفيتو.

كما قال السيناتور "ليندسي غراهام"، الذي من المفترض أنه من أكثر الحلفاء ولاءً للسعودية داخل الكونغرس، إن هناك العديد من المشاكل بالشرق الأوسط، وأرجع بعضا منها إلى المرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترامب، موضحا في مقابلة أن "ترامب ساهم في هذا الأمر قليلا، بدفعه لكل شيء تجاه الشرق الأوسط، وإذا أردت تدمير العلاقات مع المملكة العربية السعودية فتوخى الحذر فيما ترغب فيه".

ليس مُعجبًا كبيرًا

خلال حملته الانتخابية، وجه ترامب العديد من الكلمات القاسية للسعودية، وفي لقاء تليفزيوني معه العام 2015 على محطة "إن بي سي"، قال: "لست معجبًا كبيرًا بتلك الحكومة.. حتى المملكة العربية السعودية تحتاج للمساعدة، وسواء شئنا أم أبينا فقد دعم الناس السعودية، وما أرغب بقوله، هو أننا دعمناها بتكاليف باهظة ولم نأخذ شيئا بالمقابل، بينما هم يربحون مليارات الدولارات يوميا.. صحيح أن عددا قليلا من أعضاء مجلس الشيوخ أعربوا عن اعتقادهم ذلك".

تَوافق المصالح

وعلى النقيض، قال السيناتور الجمهوري "جون كورنين"، من ولاية تكساس- الذي قاد حملة تسمح للعائلات المتضررة بمقاضاة السعودية- إنه سيظل يدعم قرار بيع الأسلحة للمملكة العربية السعودية، موضحا: "تتماشى مصالحنا في كثير من الأحيان مع المملكة العربية السعودية، ولكن ليس في كل وقت، وموقفي العام تجاه المملكة لم يتغير".

فيما قال السيناتور الجمهوري "جيف فليك"، من ولاية أريزونا، عضو لجنة العلاقات الخارجية، إن "الكثيرين يعتقدون أن المملكة العربية السعودية من الممكن أن يكون لها دور أكثر أهمية في الحرب على الإرهاب، بينما تعتبر حليفًا مهما ومُقربًا منّا، فيمكنها فعل الكثير".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com