بعد موسم "تاريخي".. سعوديون يطالبون بمنع الإيرانيين من الحج العام المقبل
بعد موسم "تاريخي".. سعوديون يطالبون بمنع الإيرانيين من الحج العام المقبلبعد موسم "تاريخي".. سعوديون يطالبون بمنع الإيرانيين من الحج العام المقبل

بعد موسم "تاريخي".. سعوديون يطالبون بمنع الإيرانيين من الحج العام المقبل

ترتفع أصوات السعوديين المطالبين بمنع الإيرانيين من أداء مناسك الحج، في الأعوام المقبلة، أسوة بالعام الحالي، الذي غاب عنه حجاج إيران بسبب خلاف على الإجراءات بين الرياض وطهران، إذا يعزي كثير من السعوديين نجاح الموسم الحالي لغياب الإيرانيين عنه.

وأنهى الحجاج، أمس الثلاثاء، أصعب مناسك الحج التي شهدت في أعوام سابقة حوادث تدافع مأساوية، كان آخرها العام الماضي، عندما لقي مئات الحجاج مصرعهم في تدافع بشارع في مشعر منى، ما زالت أسبابه غير معروفة لحد الآن.

وتقول السعودية إن نتائج التحقيق في تلك الحادثة لم تعلن بعد، لكن إيران تتهم السعودية بالوقوف خلفها، وتطالب بأن تكون إدارة المشاعر المقدسة من هيئة تمثل الدول الإسلامية.

وسيواجه البلدان الخلاف ذاته، العام المقبل، مع تمسك الطرفان بمواقفهما، رغم أن السعودية تقول إن "الشروط التي تضعها تحظى بموافقة كل دول العالم باستثناء إيران"، وتتهم طهران بتسييس الحج.

ويطالب سعوديون بمنع الإيرانيين من أداء الحج نهائيًا، خوفًا من أن يتسببوا في حوادث تدافع أخرى، ويقولون إن "نجاح موسم الحج الحالي خير دليل على ذلك".

ودعا رئيس تحرير صحيفة "مكة" الإلكترونية، عبدالله الزهراني، بشكل صريح إلى عدم السماح للإيرانيين بأداء مناسك الحج العام المقبل، وقال إن "الإيرانيين لا يريدون الأمن للحج، حتى وإن وقعوا فيما بعد على محضر الاتفاق الخاص بترتيبات ومتطلبات شؤون حجاجهم، فهم لن يلتزموا بالتعليمات.. وتوقيع المحضر إن تم سيكون من أجل إعادة الحرس الثوري للإضرار بالحج فقط"، على حد تعبيره.

وقال الزهراني في مقال نُشر في الصحيفة التي تغطي أعمال الحج بشكل مفصل: "تأكد بما لايدع مجالا للشك أن إيران تسعى للإضرار بأمن الحج، وتعمل من خلال بعثاتها السنوية على إقامة الندوات والمجالس الدينية في المشاعر المقدسة لتشويه مبادئ الدين الإسلامي الحنيف، وتوزع منشورات سياسية ليس لها علاقة بالحج".

والزهراني واحد من كتاب وإعلاميين ورجال دين سعوديين كثر، يحملون إيران المسؤولية عن حادثة التدافع العام الماضي، التي قتل فيها نحو 400 حاج إيراني، ويطالبون بعدم التهاون مع طهران في هذا الملف كونه يتعلق بسلامة وأمن الحجاج.

وتلقى تلك الدعوات صدى واسعًا بين عامة السعوديين الذين يحبذون فكرة منع الإيرانيين من الحج، في تجذر شعبي للخلاف السياسي القديم بين الرياض وطهران.

كما أنها دعوات تتجاوز السعودية نحو دول خليجية وعربية أخرى، يقول مؤيدوها إن إيران هي المسؤولة عن حادثة التدافع العام الماضي، مستشهدين بحوادث سابقة لحجاج إيرانيين انتهت إحداها قبل نحو ثلاثة عقود، بمواجهات مسلحة مع قوات الأمن السعودي.

من جانبه، قال الكاتب الكويتي ناصر العليمي، في تغريدة له على "تويتر": نبارك للمملكة العربية السعودية نجاح موسم الحج بفضل الله، وندعو للحجاج بالقبول والعودة سالمين".

بدوره، علق الكاتب القطري حسن حمود في السياق ذاته، قائلًا: "غياب حوادث الحج هذا العام يثبت بأنها كانت مفتعلة ونسأل الله أن يشغل من خطط لها في نفسه ويجعل تدبيره تدميرًا له".

ومن الصعب على السعودية اتخاذ قرار بمنع الحجاج الإيرانيين من أداء الحج في العام المقبل ما لم تتمسك طهران بشروطها الخاصة ذاتها. وترفض الرياض إقحام الخلافات السياسية بين الدول في موسم الحج.

نجاح تاريخي

وتستعد السعودية لإعلان واحد من أفضل مواسم الحج في تاريخها، بعد أن أنهى العدد الأكبر من حجاج بيت الله الحرام المشاعر المقدسة، وأدوا مناسكهم بيسر وسهولة.

وغادر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، أمس الثلاثاء، مشعر منى في مكة المكرمة، متوجهًا إلى جدة، في مؤشر على اطمئنان الملك على نجاح الموسم الحالي.

ومن أصل 1.8 مليون حاج من مختلف دول العالم، دخل نحو 1.3 مليون حاج، منشأة الجمرات وغادروها، أمس الثلاثاء، دون تسجيل حوادث تدافع شهدها الموقع قبل سنوات وانتهت مع تطوير الجسر وتوسيعه.

كما عبر حجاج من مختلف دول العالم، الشارع 204 في منى بيسر وسهولة، وهو الشارع الذي شهد حادثة تدافع العام الماضي وأدى لوفيات وإصابات بين الحجاج فيما لاتزال نتائج التحقيق في تلك الحادثة غير معلنة.

وأظهرت صور نشرتها وسائل الإعلام المحلية، العاهل السعودي يتابع حركة الحجاج من مروحية تحلق فوق المشاعر المقدسة، فيما يشرف كبار قادة المملكة على أعمال الحج من الأرض.

وظهر الملك سلمان مبتسمًا وهو يستقبل مسؤولين ومشرفين على موسم الحج وشخصيات إسلامية بارزة أدت مناسك الحج هذا العام، قبل أن يغادر مشعر منى ويتجه إلى مدينة جدة.

ومثل كل المواسم السابقة، اتبعت السعودية هذا العام إجراءات جديدة تم اعتمادها بعد انتهاء موسم الحج الماضي، وكان البارز بينها السوار الإلكتروني الذي تم توزيعه على الحجاج، وتقسيم الحجاج إلى مجموعات تفصل بينها مسافات أثناء التنقل.

وعادة ما يتم الإعلان عن انتهاء موسم الحج بشكل رسمي بعد انتهاء طواف الوداع وبدء الحجاج بمغادرة أراضي المملكة، لكن غالبية المسؤولين السعوديين المشرفين على موسم العام الحالي يقولون إنه من أنجح مواسم الحج في تاريخ السعودية.

كما أطلق نشطاء سعوديون على "تويتر" وسماً بعنوان "#مبروك_نجاح_موسم_الحج1437"، يعتبر بمثابة إعلان شعبي عن نجاح الموسم الحالي مع انضمام عشرات آلاف السعوديين إليه وتقديمهم الشكر لكل القائمين على إدارة الموسم.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com