أكاديمي إماراتي: زيارة أوباما تؤكد أن الرياض عاصمة العرب السياسية بدل القاهرة
أكاديمي إماراتي: زيارة أوباما تؤكد أن الرياض عاصمة العرب السياسية بدل القاهرةأكاديمي إماراتي: زيارة أوباما تؤكد أن الرياض عاصمة العرب السياسية بدل القاهرة

أكاديمي إماراتي: زيارة أوباما تؤكد أن الرياض عاصمة العرب السياسية بدل القاهرة

قال الدكتور عبد الخالق عبد الله أستاذ العلوم السياسية بدولة الإمارات، إن مشهدي بداية رئاسة باراك أوباما للولايات المتحدة ونهايته على الطاولة العربية يظهران مفارقة طامح لصفحة جديدة من التقارب انقلب ليصبح شكاكًا وغير متعاون.

وذكر عبد الله في مقال له، نشرته صحيفة "نيوزويك" الأمريكية قبل يوم من انتهاء القمة الأمريكية الخليجية، أن تصرف أوباما بلطف لن يكون كافيًا لإنقاذ سجله "الحرج" في منطقة الخليج العربي.

وقال إن أوباما في بداية ولايته الأولى، استهدف مصر بجولته الإقليمية في العام 2009، أي قبل عام واحدة فقط من اندلاع الربيع العربي، حيث كان يطمح خلالها لفتح أبواب الحوار في العالم العربي ظنًا منه أن القاهرة كانت المكان الأمثل للقيام بذلك حينها.

وأوضح أن السكرتير الصحفي للبيت الأبيض روبرت جيبس، أقر بأن مصر اختيرت "لأنها البلد الممثل لقلب العالم العربي من نواحي عديدة"، وبلا شك كانت مصر تلعب دورًا أساسيًا في عملية السلام في الشرق الأوسط، كما أنها أحد المتلقين الأساسيين للمساعدات العسكرية والاقتصادية الأمريكية.

ولفت عبد الله في مقاله إلى أن أوباما بدأ رئاسته طامحًا للسلام في الشرق الأوسط، فأثناء ذهابه إلى مصر، مكث ليلاً في مزرعة الملك السعودي الراحل عبدالله خارج الرياض، ليناقشه في شؤون المنطقة سياسيًا واقتصاديًا، ثم ألقى خطابه بجامعة القاهرة في اليوم التالي تملؤه الإرادة السياسية لإنهاء 65 عامًا من الصراع العربي مع إسرائيل.

وأشار الكاتب الإماراتي إلى أن لأوباما رسالة واضحة كانت تنبئ ببداية جديدة، ليس فقط للعالم العربي، بل أيضًا لأكثر من مليار مسلم حول العالم، لكن مع اقتراب فترة رئاسته من النهاية، يبدو أن القضية تغيرت، وأن نواياه الحسنة تبددت، فأوباما الآن لا يحمل رسالة واضحة لرؤساء وشعوب المنطقة أثناء زيارته الرئاسية للشرق الأوسط هذا الأسبوع.

ونقلت الصحيفة عن كاتب المقال قوله إن ما يمكن تأكيده - على الأقل - هو أن زيارة أوباما يومين للسعودية تعتبر دليلاً قاطعًا على أن الرياض، وليس القاهرة، هي العاصمة السياسية الجديدة للعالم العربي.

ورجّح الكاتب الإماراتي أن أوباما ربما يحاول إخبار الرؤساء العرب أن الوقت حان للثقة بإيران ومباشرة الحوار معها كقوة إقليمية، أو ربما يود الدفاع عن حقوق المرأة، ونشر الديمقراطية، وكبح جماح الأفكار المتطرفة وما إلى ذلك.

وقال: "في الواقع قام أوباما بتكرار أغلب تلك المفاهيم في العديد من مقابلاته السابقة التي أظهرت شكه تجاه حلفائه العرب، كما أنه تجاوز شكه بمرحلة عندما نعت حلفاءه العرب وتحديدًا السعودية بـ (الراكبين بالمجان)".

وتابع مكملاً: "يظن أوباما أنه يعرف الإسلام والعالم الإسلامي أكثر من أي رئيس سابق للولايات المتحدة، ففي نهاية المطاف، والده مسلم، واسمه إسلامي، وعاش فترة من حياته في إندونيسيا، إحدى أكثر الدول الإسلامية اكتظاظًا بالسكان، لكنه على ما يبدو استخف بتعقيد الأزمات التي تعاني منها المنطقة الممتدة من باكستان إلى المغرب وهي ربما الأكثر عنفًا على وجه الأرض اليوم.

وأورد المقال أيضًا أن أوباما يفعل كما فعل رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية السابقين، الذين قادوا العالم الحر أمامهم، فهم مساهمون في العنف الذي عانت منه المنطقة بشكل رئيس، نتيجة لعدم تدخلهم، فالإرث الذي سيخلفه أوباما ليس مثيرًا للإعجاب لرئيس يعتقد أنه يفهم المنطقة أكثر من أغلب الرؤساء السابقين.

ورأى عبد الله أن زيارات أوباما رئيس الولايات المتحدة، المنتهية ولايته قريبًا، مع العاهل السعودي الملك سلمان في الرياض في 20 نيسان، بالإضافة لزيارة بقية رؤساء مجلس التعاون الخليجي بعدها بيوم، تهدف إلى تغطية المسائل المتعلقة بالدفاع وتحديدًا مكافحة الإرهاب ومحاربة "داعش"، لكن الملك سلمان ونظراءه الخمسة من الخليج العربي غير راضين عن أوباما، إلا أن ذلك لن يقف في طريق سعي الرياض للقيام بكل ما تستطيعه لجعل زيارته الأخيرة ناجحة، في حين أن الطرفين يدركان أهمية ثبات العلاقة بينهما في المرحلة القادمة.

ورى الكاتب أن زيارة أوباما في الوقت الذي يعتبر فيه الملك سلمان في مكان مناسب من حيث الوضع في الشرق الأوسط، الذي اختار في أقل من عام فريقه الحاكم بدقة عالية، ليتسنى له صنع خطواته القادمة دون أي أخطاء، ولم يعد باستطاعة أوباما القيام بشيء سوى الاعتراف بأنه يتعامل الآن، ليس فقط مع قائد المملكة العربية السعودية وحدها، بل أيضاً مع صانع القرار في المنطقة.

ويلمح الكاتب إلى أن أوباما سيكون بعيدًا عن الواقع إن كان يظن أن باستطاعته القدوم ببساطة وإقناع الملك سلمان بفكرة وجود إيران معتدلة، أو إقناعه بتقبل الاتفاقية النووية مع طهران كما هي، فستكون نتائج محاولة كهذه غير مشجعة وسيعود أوباما إلى دياره، خاوي اليدين.

ومن جانب آخر، يشير عبد الله، إلى أن الملك سلمان تمكن، في أقل من سنة، من فرض وقف لإطلاق النار في اليمن، واكتسابه للسيطرة على المعارضة السورية، والحفاظ على علاقات مستقرة مع القاهرة وأنقرة، وكذلك كان الشخصية البارزة خلال القمة الإسلامية الأخيرة في إسطنبول. لذلك، سيكون من الصحيح القول إن الملك يتحكم بالعالم العربي، بالإضافة لدول مجلس التعاون الخليجي. لكن الأمر الأكيد هو أن الملك سلمان لا يشعر أن الوقت مناسب الآن لبدء الحوار مع طهران.

ويستدرك الكاتب قائلاً: "لكن الرياض لن تبدي أي اهتمام لأوباما إن كانت زيارته تهدف لحثها على الانفتاح على طهران، أو إذا كان أتى لإلقاء محاضرة للملك حول فوائد العمل مع إيران من أجل حل مشاكل الشرق الأوسط أو إعادة إحياء السياسات الثنائية، كما كان قائماً في السبعينيات من القرن الماضي قبل ثورة الخميني، حيث كان شاه إيران تحت صيغة السياسة المزدوجة، يتصرف باعتبارها الشريك الأصغر للولايات المتحدة مهمشاً دور الرياض معتبراً إياه دوراً غير محوري، مرجحاً أن طهران لا تمانع العودة التي تتيح لها القيام بدور شرطي على الشرق الأوسط بالنيابة عن واشنطن، لكن هذا بعيد كل البعد عما تخطط له الرياض .

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com