تقرير: السعودية تحت مجهر الإعلام الغربي المتحيز
تقرير: السعودية تحت مجهر الإعلام الغربي المتحيزتقرير: السعودية تحت مجهر الإعلام الغربي المتحيز

تقرير: السعودية تحت مجهر الإعلام الغربي المتحيز

انتقد أكاديمي إماراتي المستوى الذي وصلت إليه تغطية وكالات الأنباء الغربية لأخبار المملكة العربية السعودية، متهماً إياها بـ "السلبية والانحياز الواضح".

ويقول الكاتب والأكاديمي عبد الخالق عبد الله، إن "المملكة العربية السعودية تتعرض لطائل يومي من القصص السلبية والمقالات الناقدة".

وفي مقاله المنشور بصحيفة جلف نيوز الإماراتية، يضيف عبد الله: "لطالما كانت تغطية وسائل الإعلام الأجنبية لهذه المملكة الجالسة على عرش من النفط متحيزة ومضللة، ولكن الهجمات الإعلامية ازدادت حدة مؤخراً".

وتواجه السعودية تحديات عدة، تبدأ بتصديها لأهداف إيران التوسعية والعمل الجاد لإجراء تعديلات داخلية ملحة مع الحفاظ على مظهر ينم عن الثقة والاستقلال. ولكن يبدو أن التغطية الإعلامية الغربية لشؤون المملكة آخذة بالتطور بشكل سلبي وحاد.

ويرى أستاذ العلوم السياسية في الإمارات عبد الخالق عبد الله أنه منذ تولي الملك سلمان بن عبد العزيز الحكم في يناير 2015، فاجأ الجميع بتعيين الأمير محمد بن نايف البالغ من العمر 57 عاما ولياً للعهد، وتعيين الأمير محمد بن سلمان البالغ من العمر 30 عاما نائباً لولي العهد، لم تتوقف وسائل الإعلام الغربية عن إثارة الأسئلة والشكوك حول الاستقرار السياسي في المملكة.

ويبدو أن مهاجمة المملكة دون أي سبب وجيه أصبح تقليداً دارجاً، إذ تستمتع وسائل الإعلام بتوجيه اللوم للسعودية، واتهامها بنشر الأصولية الدينية، وتمويل التطرف وإشعال الطائفية وكونها المصدر الأساسي لحالة عدم الاستقرار والعنف التي تعم المنطقة.

وعلى الرغم من أن هذه الادعاءات الواهية لا تستطيع تقديم أي دليل حقيقي، إلا أن الأمر لا يقف عند هذا الحد، فالكثيرون يتهمون الرياض بالتآمر لإبقاء سعر النفط منخفضاً، والوقوف مكتوفة الأيدي أمام معاناة الشعب السوري رافضة تقديم الدعم للاجئين السوريين، والعمل بخفاء لتدمير الصفقة النووية مع إيران. قصص واتهامات كثيرة ولكن الواقع واحد: جميع هذه الادعاءات من نسج الخيال، بحسب الكاتب.

ويضيف، "نعلم جميعاً أن بعض الغربيين لا يحبون أسلوب الحياة السعودي المحافظ، وكثيرون منهم غير راضين عن أسلوب معاملة المرأة في السعودية وعن منع النساء من قيادة السيارات. وآخرون لا ينفكون يشيرون إلى ملف حقوق الإنسان، والذي ليس الأفضل بكل تأكيد، ولكنه ليس أسوأ من ملفات الدول المجاورة أيضاً، وعلاوة على كل ذلك، تتعرض السعودية اليوم للكثير من الكره والسخط بسبب إعلانها الحرب في اليمن دون الانتباه إلى الخلفية الجيوسياسية للصراع في المنطقة".

لائحة الاتهامات تطول، والانتقادات تتوالى وتتضخم، كما تزداد عملية تنميط الشعب والمجتمع والعائلة الحاكمة سوءاً يوماً بعد يوم.

ويعتقد الأكاديمي عبد الخالق أنه "إذا نظرنا بتمعن إلى ما يدور هنا، سنلاحظ أن معظم هذه الانتقادات السلبية لا يتم التأكد من دقتها، وهذا الأمر ينطبق على وسائل الإعلام حول العالم. إن القصص الحديثة التي تشير إلى عدم الاستقرار في السعودية والقضايا الداخلية السعودية، والتي تم نشرها في وكالات الأنباء المرموقة، تعج بالأخطاء والتلفيقات، ولكن من المثير للدهشة، أن هذه القصص تحتل الصفحة الأولى".

ومن المدهش أيضاً أنه يمكن لأي شخص هذه الأيام أن يكتب مقالاً انتقادياً شديد اللهجة حول السياسة الخارجية السعودية، وينشره على جميع وكالات الأنباء دون توجيه أي أسئلة عن دوافع المؤلف السياسية، إن التغطية الإعلامية السلبية للمملكة تتحول إلى حملة كره ممنهج يحظى بترحيب المسؤولين في العواصم الغريبة، كما تبدو كموسيقى بالنسبة للشركات الأمريكية والأوروبية التي تتسارع لعقد صفقات عمل مع إيران بعد الاتفاق النووي.

ويشير عبد الله إلى حملة "اكرهوا السعودية" التي تنتشر مثل النار في الهشيم وتصدر من منظمات اللوبي الإيرانية الجديدة في الغرب، خصوصاً في واشنطن.

ويبدو أن المجلس الإيراني الأمريكي الدولي، والذي يحافظ على صلات وثيقة مع البيت الأبيض ونظام روحاني في إيران، مشغول في بيع صفقة ما بعد النووي للشعب الأمريكي، ولكن يبدو أنه يلوم السعودية أيضاً - وبشكل مفرط - على وجود التطرف والطائفية وعلى كل شيء سيّئ في الشرق الأوسط اليوم. إن رسالة هذا المجلس واضحة وبسيطة: أحبوا نظام روحاني في إيران وثقوا بإيران، لا الرياض، كحليفكم الرئيس المقبل في الحرب العالمية ضد الإرهاب".

سجل حافل

يقول أستاذ العلوم السياسية عبد الله عبد الخالق في مقاله، إن معسكر "أحبوا إيران" ومعسكر "اكرهوا السعودية" مرتبطان في جوهرهما بوجهي الحملة الإعلامية نفسها التي نسيت التاريخ، وتتخبط حول حقيقة السعودية وإيران، ويجب أن تتذكر مجموعات الإعلام في الغرب أن السعودية تمتلك سجلاً حافلاً يشهد على كونها شريكاً للغرب خلال الـ 65 سنة الماضية، ولطالما حافظت المملكة على وعودها فيما يتعلق بأسواق النفط والعلاقات التجارية وتبادل المعلومات الاستخباراتية والتعاون الاستراتيجي وغيرها، الرياض، لا طهران، هي التي تمتلك سجلاً ناصع البياض يثبت دعمها للغرب وحسن علاقتها معه.

ويضيف: "يجب إخبار كبار المسؤولين في وسائل الإعلام الغربية أن المملكة العربية السعودية تسعى إلى دعم استقرار الإقليم رغم المصاعب والعقبات، إن الصراع في الشرق الأوسط ما هو إلا تصادم لقوى الاستقرار بقيادة الرياض وقوى الفوضى، المرتبطة مباشرة بصناع القرار في إيران، وخصوصا المرشد الأعلى آية الله خامنئي والحرس الثوري، إذا كان الغرب يقدر الاستقرار ويهتم حقاً بالمحافظة على النظام الإقليمي، فعليه أن يدرك أن حليفه الطبيعي والمعتدل هو السعودية، وليس إيران الراديكالية والكهنوتية.

وعليه، فالتغطية الإعلامية الحالية للسعودية غير متزنة، وتستند إلى الخرافات والأكاذيب بدلاً من الحقائق. يجب على الإعلام الغربي مراعاة التاريخ السياسي، وألا يحصر أفقهم بالوضع السياسي الحالي. لابد من أن يكونوا قادرين على التمييز بين الحليف الذي أثبت جدارته مقابل سوق محتمل من الصفقات المربحة، إن الأهم من بين كل هذا أن وسائل الإعلام يجب أن تلتزم بالمبادئ التي وضعتها لنفسها والمتمثلة بالنزاهة والموضوعية، صفتين تفتقدهما التغطية الإعلامية الغربية المعاصرة للمملكة العربية السعودية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com