السعوديون يشيدون بالأمير "قارئ المستقبل" بعد تحقق نبوءة سعر "أرامكو"

توجه السعوديون إلى موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" للاحتفال ببلوغ تقييم "أرامكو" التريليوني دولار، اليوم الخميس، وليشيد أحدهم في تدوينة بولي العهد الأمير محمد بن سلمان، واصفَا إياه بـ"قارئ المستقبل".

وكتب الصحفي مساعد الزياني عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، المنصة المفضلة للتعليقات المؤيدة للحكومة في السعودية، "قلة من البشر لديهم قدرة قراءة المستقبل".

وأضاف: "قال (ولي العهد السعودي) إن تقييم أرامكو تريليونا دولار قبل سنوات، واليوم الشركة أول من تتجاوز حدود تريليوني دولار في العالم".

وتشارك السعوديون صورًا وتسجيلات مصورة لولي العهد، الذي جعل من الطرح العام الأولي حجر الزاوية لخطته الرامية لتنويع موارد اقتصاد المملكة بدلًا من الاعتماد على النفط وانفتاح مجتمعها.

ورغم أن الشركة الأعلى ربحية في العالم لم تحقق الهدف الملكي خلال عملية طرحها الأولي، الذي طال انتظاره، فقد اجتازته اليوم مع صعود الأسهم ليوم ثان.

ونشرت وسائل الإعلام المحلية عناوين مثل "الحلم أصبح حقيقة"، و"أرامكو في صدارة العالم"، بعد بدء تداول السهم.

وفي خضم حماسة وطنية عارمة قبيل الطرح الأولي، أقبل السعوديون على تملك جزء من "درة تاج" المملكة، حيثُ تجاوز عدد المكتتبين الأفراد الـ5 ملايين.

عض أصابع الندم

ألغت الرياض جولة ترويج عالمية كانت مقررة الشهر الماضي، بعد أن شكك المستثمرون الأجانب في التقييم المستهدف، وتخلت قبلها عن خطط لطرح عام أولي دولي عملاق.

ورغم ذلك، تنبأ وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان بأن يرتفع تقييم "أرامكو" بعد بدء التداول، حيثُ قال الأسبوع الماضي إن المستثمرين، الذين نأوا بأنفسهم سوف "يعضون أصابع الندم".

وقال الاقتصادي السعودي فضل البوعينين: "لا أعتقد أن تقييم أرامكو بتريليوني دولار كان حلمًا، قبلت الحكومة بالتقييم المنخفض لإنهاء الطرح وراهنت في الوقت نفسه على تقييم السوق للشركة".

بعض خبراء السوق وصفوا الطرح الأولي بأنه أكبر هجرة لأموال القطاع الخاص إلى جيوب الحكومة، لكن الحكومة تعتزم استثمار معظم الحصيلة البالغة 96 مليار ريال محليًا، حسبما قاله وزير المالية هذا الأسبوع.

غير أنه في حين تحتفي الحكومة بالإدراج كخطوة تاريخية نحو تحقيق وعود تنويع موارد الاقتصاد، فإن تراجعًا محتملًا في سعر سهم "أرامكو" قد يهز التأييد الداخلي.

وقال تشارلز هوليس، مدير "فالانكس أسينت" الاستشارية: "مبعث الخطر أنه إذا ثبت أن هذا غير مستدام على المدى الطويل وبدأ سعر السهم يتراجع، فإن الشعبية السهلة قد تختفي بنفس السرعة التي جاءت بها".

وأشار إلى أنه "من الواضح أنه شيء جيد لولي العهد لكن ينبغي أن نرى إن كان سيستمر"، مضيفًا أنه لن يحل مشاكل البطالة أو الفقر في بعض مناطق المملكة.