محمد بن سلمان لقناة CBS: النفط سيصل لأسعار خيالية إذا لم يتخذ العالم موقفًا قويًا لردع إيران
قال ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، تعقيبًا على الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها منشأتا النفط التابعتان لأرامكو السعودية، نأمل في أن لا يكون الرد العسكري ضد إيران ضروريًا فالحل السياسي أفضل بكثير، مشيرًا إلى أن أسعار النفط ستصل إلى أسعار خيالية إذا لم يتخذ العالم موقفًا قويًا لردع إيران.
جاء ذلك في حوار على قناة CBS الأمريكية، أجرته المذيعة نورا دونيل، مراسلة برنامج "60 دقيقة"، في جدة، الثلاثاء الماضي، وهو ثاني حوار تجريه القناة مع الأمير محمد بن سلمان بعد لقاء 2018.
وأضاف بن سلمان أنه يتفق مع وزير الخارجية مايك بومبيو، بأن الهجوم على منشأتي النفط السعوديتين من قبل إيران هو عمل حرب، مشيرًا إلى أنه عمل أحمق لأنه استهدف 5% من إمدادات العالم النفطية، فالهجوم ضرب قلب إمدادات الطاقة في العالم وليس فقط السعودية.
وعن وقوع هذا الهجوم رغم أن المملكة هي المستورد الأول في العالم للأسلحة والمعدات العسكرية، قال بن سلمان: "السعودية بحجم قارة تقريبًا، فهي أكبر من أوروبا الغربية كاملة.. ونحن محاصرون بالتهديدات من كل اتجاه، لذلك من الصعب تأمين كل هذه المساحة بشكل كامل.. وتشمل الدفاعات الجوية السعودية أنظمة صواريخ باتريوت وصواريخ هوك الأمريكية التي لم تكن مصممة لإسقاط الطائرات المُسيرة".
وبسؤاله ما السبب الاستراتيجي وراء استهداف إيران لأرامكو، أجاب قائلًا: "أعتقد أن الهجوم كان مدفوعًا بالغباء.. لا يوجد هدف استراتيجي فالأحمق هو الذي يهاجم 5% من الإمدادات العالمية.. الهدف الاستراتيجي الوحيد هو إثبات أنهم أغبياء وهذا ما فعلوه".
وقال ولي العهد السعودي إن حربًا بين المملكة العربية السعودية وإيران ستؤدي إلى انهيار الاقتصاد العالمي، مشيرًا في الوقت ذاته إلى ضرورة ردع إيران، قائلاً "إذا لم يتخذ العالم موقفًا قويًا لردع إيران فسنرى المزيد من التصعيد، كما سيصل النفط لأسعار خيالية".
وأضاف "على الرئيس ترامب الاجتماع بالرئيس روحاني وصياغة صفقة جديدة، وهذا ما يطلبه ترامب، وهذا ما نسعى إليه جميعًا.. ولكن الإيرانيين هم الذين لا يريدون الجلوس على طاولة المفاوضات".
وفيما يتعلق بالملف اليمني، أكد بن سلمان أن الحل السياسي سيكون متاحًا وأسهل في حال أوقفت إيران دعمها لمليشيات الحوثي.
"نريد التفاوض على إنهاء الحرب في اليمن، نحن نفعل هذا كل يوم، نحاول تحويل هذه المناقشة إلى تنفيذ فعلي على أرض الواقع، هذا وأعلن الحوثيون قبل بضعة أيام وقف إطلاق النار، من جانبهم، ونحن نعتبر هذا خطوة إيجابية للدفع باتجاه حوار سياسي أكثر جدية ونشطًا".
وبسؤاله لماذا بعد خمس سنوات من القتال يتفاءل الليلة بإمكانية استمرار وقف إطلاق النار ومن ثم إنهاء الحرب في اليمن، أجاب قائلًا: "كزعيم، يجب أن أظل متفائلاً كل يوم.. فإذا كنت متشائمًا، يجب أن أترك منصبي وأعمل في مكان آخر".
وأشار بن سلمان، في معرض حديثه عن جريمة مقتل الصحافي جمال خاشقجي، إلى أنها جريمة مؤلمة جدًا وسيحاسب كل من كان مسؤولاً عنها، فالعدالة ستأخذ مجراها.
وقال ولي العهد السعودي "كانت هذه جريمة بشعة، لكنني أتحمل المسؤولية الكاملة كقائد خاصة لأن من ارتكبوها كانوا يعملون لصالح الحكومة السعودية".
وأوضح: "عندما ترتكب جريمة ضد مواطن سعودي من قِبل المسؤولين الذين يعملون لصالح الحكومة السعودية، كزعيم، يجب أن أتحمل المسؤولية.. فقد كان هذا خطأ، ويجب عليّ اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لتجنب مثل هذا الأمر في المستقبل".
وعن كيفية حدوث الجريمة دون علمه بها، أجاب: "هل يعتقد الناس أنني أستطيع معرفة ما يفعله 3 ملايين شخص يعملون لحساب الحكومة السعودية يوميًا؟ من المستحيل أن يرسل 3 ملايين تقاريرهم اليومية إلى الزعيم أو ثاني أعلى شخص في الحكومة السعودية".
وتابع: "اليوم لاتزال التحقيقات جارية.. وبمجرد إثبات التهم الموجهة إلى أي شخص بغض النظر عن رتبته، سيتم رفعها للقضاء، دون استثناء".
وفي الحديث عن الشأن الداخلي، دحض ولي العهد السعودي جميع المزاعم التي تتحدث عن وجود حملة "قمع" للمرأة في المملكة قائلاً : "هذا التصور يؤلمني.. أتألم عندما ينظر بعض الناس إلى الصورة من منظور ضيق للغاية، آمل أن يأتي الجميع إلى السعودية ليروا الواقع، ويلتقوا بالنساء والمواطنين السعوديين والقضاة بأنفسهم".
وعن إمكانية الإفراج عن الناشطة لجين الهذلول التي طالبت بحق المرأة في قيادة السيارات، أجاب: "هذا القرار لا يعود لي.. الأمر متروك للمدعي العام، وهو مدع عام مستقل".
وعن الدروس التي تعلمها وهل ارتكب أخطاء طوال الفترة الماضية، رد بن سلمان مختتمًا حديثه: "حتى الأنبياء ارتكبوا أخطاء.. كيف يُتوقع منا كبشر ألا نخطئ؟ الشيء المهم هو أننا نتعلم من هذه الأخطاء لتجنب تكرارها".
