بمناسبة اليوم الوطني.. السعودية تستعد لأضخم احتفالات بتاريخ المملكة

تضع عدة مؤسسات حكومية وخاصة في السعودية لمساتها الأخيرة على استعداداتها للاحتفال بذكرى اليوم الوطني للمملكة الذي يكتسب زخمًا ومشاركة شعبية متزايدة عامًا بعد آخر، فيما يبدو أن احتفال العام الحالي سيكون الأضخم في تاريخ البلاد.

وتصادف ذكرى اليوم الوطني التي ترمز لإعلان توحيد المملكة بحدودها الحالية قبل 89 عامًا على يد الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود، هذا العام، يوم الإثنين المقبل، لكن الاحتفالات بالمناسبة ستبدأ مبكرًا هذا العام، حيث منحت الحكومة موظفيها يوم الأحد المقبل إجازة كي يمتد تعطيلهم من يوم الجمعة إلى الإثنين.

أربعة أيام ستكون مليئة بفعاليات فنية وترفيهية وثقافية تشمل مناطق المملكة الـ 13 التي يبدي قاطنوها السعوديون حماسًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يعكس مدى تعزز الانتماء للدولة بعد سنوات من هيمنة خطاب ديني يحرم ذلك التوجه لصالح الانتماء لاصطلاح "الأمة الإسلامية".

وتنتشر عبارات من قبيل "دام عزك يا وطن" و"دمت شامخ يا وطني" و"عاشت بلادي" بشكل كبير في مواقع التواصل الاجتماعي التي تجمع ملايين السعوديين، في مؤشر على تفاعل الكثير منهم مع المناسبة الوطنية.

وحضر العلم السعودي بلونه الأخضر في تدوينات آلاف المدونين السعوديين، بينما اختار آخرون نشر صور ولي العهد السعودي الشاب الأمير محمد بن سلمان، الذي يقود خطة تغيير جذرية وغير مسبوقة في المملكة بدأت ملامحها تظهر بالفعل في حياة السكان على الرغم من أن موعد انتهائها في العام 2030.

ودعت إحدى الشابات السعوديات مواطناتها عبر "تويتر" إلى التزين في يوم المناسبة، وارتداء فساتين باللون الأخضر والأبيض، وهو أمر بات يتكرر في احتفالات السنوات القليلة الماضية مع رفع كثير من القيود التي كانت تعيق مشاركة النساء.

وكل ذلك التفاعل والحماس بمناسبة اليوم الوطني السعودي يسبق حلوله بنحو أسبوع، ما يعكس مدى ضخامة الاحتفالات التي ستشهدها البلاد في ذروة المناسبة يوم الإثنين المقبل وسينقل كثير منها على الهواء مباشرةً.

ويشارك كبار نجوم الفن في العالم العربي بالحدث الوطني عبر حفلات غنائية في مدن البلاد بدءًا من يوم السبت المقبل، حيث يغني محمد عبده في جازان، وداليا المبارك وماجد المهندس في حائل، وأصيل أبو بكر وعبدالله الرويشد في تبوك، وخالد عبدالرحمن ونبيل شعيل في الجوف، وحسين الجسمي وعبادي الجوهر في الرياض، ورابح صقر ووعد في جدة، وراشد الماجد وبلقيس في بريدة، ونوال الكويتية وعايض في الدمام.

فعاليات المناسبة

وتشمل فعاليات المناسبة هذا العام احتفالات الألعاب النارية، حيث سيتم إطلاق أكثر من 700 ألف ومضة نارية على ارتفاع يصل إلى 300 متر، وسط أنغام الأغاني الوطنية، حيث سيشهد كورنيش الحمراء في مدينة جدة المطلة على البحر الأحمر فعالية "مملكة النجوم"، التي سيطلق فيها آلاف الألعاب النارية من عرض البحر في وقت واحد، مع المؤثرات الصوتية والضوئية وعروض الليزر.

وقالت هيئة الترفيه الحكومية التي تنظم غالبية احتفالات المناسبة: إن جميع مناطق المملكة ستشهد "احتفالات الهمة" التي اشتق اسمها من شعار المناسبة هذا العام "همة حتى القمة"، حيث سيشاهد الزوار "مجموعة متنوعة وفريدة من الأنشطة التي تعكس وحدة الوطن وتلاحم الشعب والقيادة".

وللعام الثاني على التوالي، سيقدم سيرك "دو سوليه" الكندي الشهير عروضًا في "معرض الظهران اكسبو" في المنطقة الشرقية، بعد مشاركته العام الماضي في مدينة الرياض بالذكرى ذاتها.

الاستعدادات للمناسبة تشمل وسائل الإعلام المحلية التي ستغطي عددًا كبيرًا من الفعاليات التي ستقام في وقت واحد، فيما أعدت وزارة الداخلية خطتها الأمنية الخاصة بالمناسبة لتأمين المشاركين وتنظيم حركة السير.

واقتبس القائمون على الفعاليات شعار المناسبة هذا العام "همة حتى القمة" من جملة قالها ولي العهد السعودي في حديث صحفي أشاد فيه بهمة مواطنيه في خطة التغيير التي يجري العمل عليها، وقال حينها "همة السعوديين مثل جبل طويق".

وقبل سنوات ليست ببعيدة، كانت ذكرى اليوم الوطني تمر دون احتفالات صاخبة أو اهتمام رسمي لافت، عندما كان علماء الدين يجاهرون بآرائهم التي تحرم الاحتفال باليوم الوطني، وترى في الانتماء إلى "الأمة الإسلامية" أولوية على الانتماء للسعودية، لكن السعودية تخلت في السنوات القليلة الماضية عن ذلك الخطاب الذي تضمن فتاوى وآراء محافظة حرّمت الاحتفالات الفنية والفعاليات الثقافية من سينما ومسرح ومعارض رسم بشكل عام، وقيدت مشاركة النساء في الحياة العامة.

وأصبحت السعودية في غضون ثلاثة أعوام قبلة ثقافية وفنية عالمية، فيما تستعد قبل نهاية العام الحالي لمنح تأشيرات للسياح من مختلف دول العالم، وهي جزء فقط من تغييرات كثيرة يصفها السعوديون المتحمسون للاحتفال باليوم الوطني بالقول إنها "السعودية الجديدة".