بعد أكثر من عام على إغلاقها.. ما حقيقة عودة قناة "بداية" السعودية للبث مجددًا؟

تداول عدد كبير من جمهور قناة "بداية" السعودية الخاصة، اليوم الثلاثاء، أنباءً عن عودتها للبث مجددًا بعد أكثر من عام على إغلاقها من قبل وزارة الإعلام في أعقاب انتقادات لاذعة طالتها بسبب إبلاغها أحد المتسابقين في برامجها بوفاة والده على الهواء مباشرة.

وبدأ الحديث عن عودة القناة عقب نشرها على حسابها في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، مقطع فيديو لاستديو القناة، وهو عبارة عن قرية صغيرة قرب مدينة الرياض تحتوي مجموعة من الأبنية التي يحيط بها سور، حيث كانت مقرًا لإقامة المشاركين في برنامج القناة السنوي.

ولم تعلن القناة المنضوية تحت مسمى قنوات "الواقع"، نيتها العودة للبث، لكن غالبية من شاهدوا الفيديو الذي نشرته، اعتبروه مؤشرًا على قرب عودتها للبث مجددًا بعد إنهاء التراخيص الرسمية من وزارة الإعلام.

ولم يرد القائمون على "بداية" على طلب تعليق أرسله "إرم نيوز" بالبريد الإلكتروني حول حقيقة عودة القناة للبث، كما لم يؤكد مالك القناة، رجل الأعمال السعودي، عبدالعزيز العريفي، ما يتم تداوله عن عودة قناته للبث.

ومنذُ إغلاقها في شهر أبريل/نيسان من عام 2018، يتساءل جمهورها الواسع بين فترة وأخرى عن موعد عودة بث برامجها التي تستقطب أعدادًا كبيرة من الشباب السعوديين، لاسيما الفتيات، مجددًا مستندين لاستمرار موقعها الرسمي وحساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي نشطة.

وتختلف قناة "بداية" عن قنوات التلفزة العاملة ضمن "تلفزيون الواقع"، والتي تبث برنامجًا واحدًا بشكل مباشر طوال ساعات اليوم، بكونها قناة محافظة من خلال طبيعة برامجها التي تمنع مشاركة النساء فيها، أو الأغاني.

وحقق برنامجها "زد رصيدك" بنسخه المتوالية كل عام، نسب مشاهدة كبيرة، لكنها كثيرًا ما أثارت الجدل بين مؤيدين يعتبرونها متوافقة مع طبيعة المملكة المحافظة، ومعارضين يتهمونها باستغلال الطابع الديني للقناة لجذب جمهور كبير وتحقيق أرباح كبيرة، وتجاهل الكثير من المخالفات وبعض تصرفات المشاركين.

وتقوم القناة على بث برنامج لأكثر من 15 ساعة يوميًا، يشارك فيه نحو 20 شابًا من مختلف دول الخليج العربي، يحاولون زيادة رصيدهم من خلال بضع مسابقات وفقرات متنوعة، وفي النهاية من يملك أعلى رصيد يكون هو الفائز بالمسابقة ويحصل على جائزة مالية كبيرة برفقة أصحاب المركزين الثاني والثالث وعدد من الجمهور المشارك بالتصويت أيضًا.

ويتخذ البرنامج من الإنشاد الديني للمتسابقين بديلًا لفقرات الغناء في برامج الواقع الأخرى، وتقوم مسابقاته على معلومات عامة لا يغيب عنها الطابع الديني، فيما يعد القسم الأكبر من ضيوفه من الدعاة ورجال الدين المشاهير الذين يلتقون بالمشاركين ويوجهون النصح لهم.

ومنذُ إغلاق قناة "بداية"، شهدت المملكة تغييرات كثيرة، تركز قسم كبير منها في إزالة الحواجز والقيود التي كانت تحد من مشاركة النساء في الحياة العامة، كالسماح لهن بالسفر دون شروط، وقيادة السيارات، وحضور الحفلات الفنية والفعاليات الثقافية والترفيهية بجانب الرجال.

ويعتقد كثير من السعوديين أن القناة لن تعود للبث بشكلها القديم، وأنها ستواكب التغييرات التي شهدتها البلاد في فترة توقفها عن البث.