هل تسير السعودية نحو مقاطعة رسمية للسياحة والاستثمار في تركيا؟
هل تسير السعودية نحو مقاطعة رسمية للسياحة والاستثمار في تركيا؟هل تسير السعودية نحو مقاطعة رسمية للسياحة والاستثمار في تركيا؟

هل تسير السعودية نحو مقاطعة رسمية للسياحة والاستثمار في تركيا؟

زادت السعودية خلال الأيام الماضية من عدد تحذيراتها لمواطنيها بشأن السياحة والاستثمار في تركيا، بشكل غير مسبوق دفع كثيرًا من المراقبين للتنبؤ بإمكانية إقدام الرياض على إعلان مقاطعة رسمية لأنقرة على خلفية التوتر غير المعلن في علاقة البلدين.

وقدمت بضع جهات سعودية حكومية، منذ الأسبوع الماضي نصائح لمواطني أكبر بلد خليجي حول الاستثمار والسياحة في تركيا، تدعو جميعها لاختيار وجهة بديلة لتركيا من بين عدة خيارات متاحة وذات ميزات وتسهيلات.

وظلت الدعوات السعودية لمقاطعة السياحة والاستثمار في تركيا خلال الأشهر الماضية، مقتصرةً على مواقع التواصل الاجتماعي دون أي تبن رسمي لتلك الدعوات رغم الزخم الكبير الذي تظهر فيه مع تأييد نخب سعودية بارزة لها.

وكسرت السفارة السعودية في تركيا الأسبوع الماضي، حاجز الغياب الرسمي عن التحذير من الاستثمار والسياحة في تركيا، قبل أن تنضم جهات شبه حكومية أخرى، بينها غرفتا التجارة والصناعة في كل من منطقتي الرياض والشرقية، وتحذر جميعها من مخاطر أمنية واقتصادية.

وقال رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الرياض، عجلان العجلان، إن الغرفة "خاطبت مكاتب السفر والسياحة في السعودية لحثهم على تقديم تسهيلات للراغبين في تعديل حجوزاتهم وتغيير وجهة سفرهم من تركيا إلى أي بلد من البلدان الشقيقة والصديقة التي تتمتع بالأمان وباحترام حقوق السائح، في ظل ما يتعرض له السعوديون من مضايقات في تركيا" على حد وصفه.

وظهر العجلان وهو رجل أعمال سعودي معروف، في لقاء تلفزيوني عبر قناة "العربية"، يوم أمس الاثنين، وقال إن السياح والمستثمرين السعوديين في تركيا يتعرضون لابتزاز وضغوط تسعى الغرفة لحلها لكنها لا تريد أن يتم تسجيل حالات جديدة، في دعوة لمقاطعة السياحة والاستثمار هناك واختيار وجهات بديلة.

وكان العجلان  دعا يوم الأحد الماضي بالتزامن مع دعوة مماثلة من رئيس غرفة الشرقية، عبدالحكيم الخالدي، "قطاع الأعمال السعودي إلى التريث وأخذ الحيطة والحذر عند ممارسة الأعمال في تركيا، لكونها بيئة استثمارية "غير مستقرة وغير آمنة".

وقال الخالدي في تحذيره لمواطنيه، إن المستثمر السعودي في تركيا يواجه مخاطر محدقة في ظل ما تشهده من أداء مترد لعملتها فضلاً عن استمرار الهزات الاقتصادية التي خلفها المناخ الجيوسياسي المضطرب في الداخل التركي، وما أسفر عن ذلك من حالات النصب والسرقة للزوار السعوديين والتي يتعرض لها الإعلام بين وقت وآخر".

وقال العجلان في تحذيره "ما يتعرض له السعوديون في تركيا كمستثمرين وسياح سيفقد الثقة بالاستثمار والسياحة التركية لسنوات طويلة مقبلة، واليوم المستثمر والسائح السعودي مرحب به في كثير من الدول الشقيقة والصديقة، واستقبلنا كثيرًا من الوفود الأجنبية التي زارت غرفة الرياض، ولمسنا مدى حرصهم على استقطاب السعوديين“.

وتكتسب نصائح الاستثمار التي تصدر عن الغرف التجارية والصناعية، أهمية كبيرة في عالم المال والأعمال، لكونها صادرة عن رجال أعمال بارزين، ولدور الغرف الكبير في قطاع الاستثمار.

ويتوقع كثير من المراقبين أن تجد دعوات المقاطعة للسياحة والاستثمار في تركيا، استجابة في الفترة المقبلة بعد أن بدأت بضع جهات رسمية وموثوقة بالدعوة إليها والتحذير من مواصلة التوجه نحو تركيا، ويذهب البعض لأبعد من ذلك، ويتحدث عن إمكانية إعلان مقاطعة رسمية من قبل الرياض لأنقرة.

وكانت السفارة السعودية في تركيا، أصدرت الأسبوع الماضي بياناً نبهت فيه رعاياها المستثمرين في البلاد من المشاكل المتعلقة بالعقار، قائلةً: ”ورد للسفارة الكثير من شكاوى المواطنين المستثمرين والملاك، حول المشاكل التي تواجههم في مجال العقار في تركيا، مثل: عدم حصولهم على سند التمليك أو الحصول على سندات تمليك مقيدة برهن عقاري، بالإضافة إلى منعهم من دخول مساكنهم رغم تسديد كامل قيمة العقار وتهديدهم من قبل الشركات المقاولة“.

وأوصت السفارة في أنقرة والقنصلية السعودية في إسطنبول: ”المواطنين السعوديين ممن لديهم مشاكل مع أصحاب العقار أو الراغبين في الاستثمار بالتواصل أولًا مع السفارة، لمعرفة الإجراءات القانونية الواجب اتباعها، ولمعرفة مصداقية الشركات العاملة في هذا المجال“.

وتحولت تركيا في السنوات العشر الماضية إلى وجهة مفضلة لكثير من المستثمرين والسياح السعوديين بالفعل، سيما بعد تدهور الأوضاع الأمنية في بضع دول عربية في أعقاب ثورات "الربيع العربي"، حيث كانت تلك الدول تستقطب عددًا كبيرًا من السياح والمستثمرين السعوديين.

وتأثر ذلك التوجه الاستثماري والسياحي السعودي نحو تركيا في الأشهر الأخيرة، بالتوتر بين أنقرة والرياض في أعقاب مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول وخلاف البلدين حول طريقة التعامل مع تلك الحادثة.

وقال العجلان في لقائه التلفزيوني، إن تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المتواصلة عن السعودية هي من حرضت الأتراك ضد السياح والمستثمرين السعوديين وأوجدت جوًّا من الكراهية، في إشارة لسيل من التصريحات الرسمية في أنقرة عن حادثة مقتل خاشقجي وتشكيكهم في تحقيقات الرياض بالحادثة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com