قصص السعوديات تفقد بريقها في الصحافة العالمية.. والإيرانيات بديلات‎
قصص السعوديات تفقد بريقها في الصحافة العالمية.. والإيرانيات بديلات‎قصص السعوديات تفقد بريقها في الصحافة العالمية.. والإيرانيات بديلات‎

قصص السعوديات تفقد بريقها في الصحافة العالمية.. والإيرانيات بديلات‎

حتى وقت قريب، لم تكن قصص السعوديات المثيرة تغيب عن صفحات كبريات الصحف وبرامج التلفزة الغربية، حيث القيود المفروضة على اللباس والسفر وحتى قيادة السيارة، لكن ذلك الاهتمام الغربي بنساء المملكة بدأ يفقد بريقه يوماً بعد آخر مع التغيير الحاصل وغير المسبوق الذي تعيشه البلاد المحافظة.

فبعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على تولي العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، سدة الحكم في السعودية، قطعت المملكة، خطوات متقدمة نحو منح النساء مزيداً من الحقوق التي تتمتع بها غالبية النساء في دول العالم، لتضفي تلك الخطوات طابعاً إصلاحياً على الحكم في المملكة.

كما عزز تولي الأمير محمد بن سلمان، منصب ولي عهد المملكة، قبل نحو عام، وهو ثاني أرفع منصب في البلاد، من الطابع الإصلاحي لمؤسسة الحكم الحالية في المملكة التي اتخذت عدة قرارات كان مجرد تخيل حدوثها أمراً صعباً، إذ يقود الأمير الشاب مشروعاً عملاقاً للتغيير والانفتاح.

وبعد أيام تستعد المرأة في السعودية لقيادة السيارة بعد أن رفعت الرياض الحظر المفروض على قيادة النساء في سبتمبر/أيلول الماضي، وأمهلت الجهات المختصة أشهراً للاستعداد لتلك اللحظة التي وصفتها الصحافة العالمية بالتاريخية كونها أخرجت السعودية من قائمة الدولة الوحيدة في العالم التي تمنع نساءها من قيادة السيارة.

وقبلها سمحت السعودية لنسائها بدخول ملاعب كرة القدم وتشجيع فرقهن المفضلة، فيما استبقت كل خطواتها الإصلاحية قبل أكثر من عامين بتقليص صلاحيات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهي أشبه بالشرطة الدينية التي تجول الأسواق والأماكن العامة للتأكد من التزام النساء بالزي المحتشم وإقفال المحلات التجارية وقت الصلاة وغيرها من القوانين ذات الصبغة الدينية.

وبات إلقاء القبض على فتاة لأنها ترتدي تنورة قصيرة في مكان عام، أو ملاحقة أخرى لأنها نشرت صورتها من دون حجاب بمكان عام، أمراً يصعب تصديق حدوثه في المملكة، وهي قصص واقعية شهيرة كانت تفاصيلها حاضرة في واجهة كبريات الصحف العالمية قبل سنوات قليلة.

وغالبية التقارير والأخبار التي تنشر اليوم في الإعلام الغربي عن نساء السعودية، إيجابية، وتتحدث بالمجمل عن نجاحات تلك النساء في العمل والدراسة، أو عن إزالة قادة السعودية لقيود رسمية من طريقهن، ظلت سارية لعقود استناداً لتفسيرات دينية تراجعت عن تطبيقها المملكة أخيراً وتبنت تفسيرات مطبقة في غالبية بلدان العالم الإسلامي.

ووجد أحدث خبر عن نساء السعودية، طريقه للصحافة العالمية قبل أيام قليلة، عندما فازت تماضر الرماح، وهي أكاديمية تشغل منصب نائب وزير، بعضوية اللجنة المعنية بالقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة (سيداو) في الأمم المتحدة.

وتعكس طبيعة المنصب الأممي الذي فازت فيه الدكتورة تماضر، والتي تكثر التكهنات عن قرب تعيينها في منصب أول وزيرة في تاريخ السعودية، الخطوات التي قطعتها الرياض في تحقيق مساواة بين الجنسين بزمن قياسي بعد أن كانت حتى الأمس القريب تشارك إيران ذيل قائمة الدول بحسب ترتيب مساواتها بين رجالها ونسائها.

ووجد الإعلام الغربي في قصص الإيرانيات، بديلاً وحيداً لا يوجد سواه للحديث عن معاناة النساء في الشرق الأوسط من القيود الرسمية المفروضة عليهن، حيث تتمسك طهران بسلسلة قوانين تلزم النساء بالزي المحتشم وتغطية شعر الرأس وتمنعهن من دخول الملاعب وغيرها من القوانين المقيدة للإيرانيات.

وقلما تغيب قصص مثيرة من داخل إيران عن صفحات "نيويورك تايمز" الأمريكية أو "ديلي ميل" البريطانية، وغيرهما من الصحف الشهيرة التي طالما نشرت قصصاً مشابهة عن السعوديات في الماضي، فيما تجد الإيرانيات أنفسهن وحيدات في اهتمامات الصحافة العالمية بعد أن غادرت السعوديات دائرة الضوء المثيرة.

فقبل يومين فقط، نشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فيديو يوثق صراخ امرأة إيرانية داخل محطة مترو في طهران في وجه شرطة الآداب التي تحاول إلزامها بارتداء ملابس محتشمة، حيث تخوض الإيرانيات منذ أشهر ما يشبه النضال النسوي ضد القوانين التي تقيد حريتهن بارتداء الملابس وتغطية الشعر.

وتلك الحادثة المثيرة بين المرأة الإيرانية وشرطة الآداب، هي جزء من سلسلة قصص وأخبار عن حياة الإيرانيات يوليها الإعلام الغربي والعالمي اهتماماً لعدة اعتبارات بينها تسليط الضوء على معاناة الإيرانيات بجانب الغرابة والإثارة للحوادث التي تقع لهن، ولا يوجد لها شبيه في باقي دول العالم.

ففي الشهر الماضي، تم تصوير سيدة أخرى وهي تتعرض للضرب المبرح على يد مجموعة من الشرطيات اعتبرن تغطية رأسها "غير كافية"، وقبله اعتقلت الشرطة الإيرانية 29 امرأة لظهورهن في الأماكن العامة دون ارتداء الحجاب؛ احتجاجًا على قواعد اللباس السارية منذ ثورة الخميني عام 1979.

وبينما تواصل الإيرانيات حضورهن في اهتمامات الصحافة العالمية، كأن تتنكر إحداهن بزي رجالي بعد وضع الشوارب اللاصقة للسماح لها بدخول ملعب كرة قدم، وتشجيع فريقها المفضل، تراقب السعوديات ذلك الواقع المرير للإيرانيات المجاورات لبرهة، ثم يواصلن احتفاءهن بالتغيير الحاصل لصالحهن ويتطلعن للمزيد منه.

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com