رثاء وذكريات.. هكذا ودع السعوديون الريال الورقي بعد 6 عقود من التداول (فيديو)
رثاء وذكريات.. هكذا ودع السعوديون الريال الورقي بعد 6 عقود من التداول (فيديو)رثاء وذكريات.. هكذا ودع السعوديون الريال الورقي بعد 6 عقود من التداول (فيديو)

رثاء وذكريات.. هكذا ودع السعوديون الريال الورقي بعد 6 عقود من التداول (فيديو)

ودّع السعوديون، يوم الخميس، الريال الورقي الذي بدأت مؤسسة النقد العربي السعودي "ساما"، بسحبه من التداول، وإحلال الريال المعدني بدلًا عنه، بتأثر عاطفي واضح انعكس في تدويناتهم بمواقع التواصل الاجتماعي وبوسائل إعلامهم التي أفردت صفحاتها للحديث عن ستة عقود قضاها الريال الورقي بين أيادي السعوديين.

وبدأت "ساما" وهي تقابل البنك المركزي في باقي الدول، بسحب الريال الورقي من التداول بشكل تدريجي بالتزامن مع بدء توزيعها للريال المعدني الذي حل بديلًا، ليجد السعوديون فئة العملة الأشهر في حياتهم وقد تحولت للمعدن  لأول مرة في تاريخ البلاد.

وقبل بدء تداول الريال المعدني، كانت الفئات المعدنية من العملة السعودية، تقتصر على فئات أقل من ريال، وفي الغالب لم يكن لها تداول لافت، ويتجاهلها السكان في حساباتهم، فيما يعد الريال الورقي هو الفئة الأولى والأكثر تداولًا مقارنة بباقي فئات العملة.

ويتيح الريال السعودي لحامله، في الوقت الحالي، حيث تبلغ قيمته أكثر من ربع دولار أمريكي بقليل، شراء أي من حاجيات الأطفال من أنواع العصائر والبسكويت، كما أنه مصروف يومي لطالب المدرسة، ويمكن إعطاؤه كإكرامية لعامل النظافة، ويعد العملة الأكثر استخدامًا في حملات التبرعات.

الضيف غير مرحب به

ورغم أن الريال المعدني لا يقل قيمة عن سابقه الورقي، إلا أنه بدا غير مرحب به، في تدوينات السعوديين على مواقع التواصل الاجتماعي، وخشيتهم أن يفقد قيمته في تداولاتهم شأن باقي فئات العملة المعدنية.

وتقول مؤسسة النقد: "إن دورة حياة الريال المعدني أطول بكثير من الريال الورقي كثير الاستخدام وسريع التلف، وأن خطوتها تحمل كثيرًا من الإيجابيات الاقتصادية التي تدفع دول العالم للاستمرار في استخدام العملات المعدنية".

ومن المبكر الحديث عن نتائج خطوة سك الريال المعدني في أول يوم تداول له، فيما تتباين التحليلات الاقتصادية المتداولة حاليًا بين من يعتبر الخطوة تراجعًا لقيمة الريال الشرائية وبين من يرى فيها قوة للريال وإحياء للفئات المعدنية الأقل منه.

رثاء الريال الراحل

ورغم حداثة عهد الريال المعدني ودخول عدد محدود منه في التداول يوم الخميس، بينما لم يشعر السعوديون بأي نقصان في تداول الريال الورقي، رغم كل ذلك أفردت الصحف السعودية الرئيسية ومحطات التلفزة في المملكة، مساحات واسعة لرثاء الريال الورقي.

وكتبت صحيفة "عكاظ" مودعة الريال الورقي تحت عنوان رمزي قالت فيه "الريال المعدني يشيع الورقي من الجيوب.. (وداع الذكريات) "لم يكن الريال الورقي مجرد عملة تداول يقايض مقابلها السعوديون شيئًا معينًا من البائع، بعد أن شاركهم كثيرًا ذكريات المقاصف المدرسية، وتبرعات فلسطين في المدارس، والثروات الكبيرة التي تحقق أحلام الصغار، بصوت فرقعة إصداراته الجديدة كل عام، ورائحتها التي كثيرًا ما كانت ترافق الشهيق العميق لترسل خيالات الصغار إلى مفازات أحلام الثراء عند الكبر".

وأضافت الصحيفة في نصها المليء بالعاطفة "حاملًا (الريال) ذكريات طوابير المقاصف والمخابز والفوالين، وطاويًا معه أحلام ثراء الصغار من أولى ريالات العيدية إلى أخواتها التي كانت تضبط إيقاع الصرف اليومي المصروف اليومي الموزع بين فسحة المدرسة ومدخرات العام المودعة في (الحصالة)، أصدرت مؤسسة النقد العربي السعودي شهادة وفاة الريال الورقي، وإحلال المعدني وعائلته عوضاً عنه.

وتتضمن العملة المعدنية الجديدة التي تم تداولها يوم الخميس، الريال المعدني ومضاعفاته وأجزاؤه من فئة (هللة واحدة – 5 هللات – 10 هللات – 25 هللة – 50 هللة) وفئة ريالين.

ولم  تختلف باقي وسائل الإعلام السعودية عن "عكاظ" في وداعها للريال الورقي كثيرًا، فيما تعددت آراء السعوديين ومشاعرهم تجاه الريال الورقي وبديله المعدني.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com