قالت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في السعودية، الأحد، إنها فتحت تحقيقًا في حقيقة مقطع فيديو أثار جدلًا واسعًا في مواقع التواصل الاجتماعي في المملكة، بعد اتهام عضو الهيئة الظاهر فيه بالاعتداء على امرأة سعودية ومصادرة هاتفها الجوال في مدينة الرياض.
وكان مقطع الفيديو الذي صوره أحد المتواجدين في المكان قد أظهر رجلًا غاضبًا يتشاجر مع امرأة قبل أن يبتعد ويصعد في سيارة لهيئة الأمر بالمعروف بينما تصرخ هي وتطلب منه عدم التدخل وإعادة هاتفها الجوال.
ويقول مدونون سعوديون على مواقع التواصل الاجتماعي إن عضو الهيئة الدينية اعتدى على المرأة بالضرب قبل أن يتدخل عدد من المارة ويبعدوه عنها، فيما لا يمكن لـ ”إرم نيوز“ التأكد من حقيقة تلك الاتهامات.
"هيئة الأمر بالمعروف" توجه بالتحقيق العاجل واتخاذ اللازم بعد تداول فيديو مواقع التواصل ظهر في تجمهر حول دوريتين للهيئة.#الامر_بالمعروف_تضرب_فتاه pic.twitter.com/vkcVLLgs46
— هاشتاق العرب (@TheArabHash) December 3, 2017
وقال المتحدث الرسمي لفرع هيئة الأمر بالمعروف في منطقة الرياض، الشيخ محمد السبر، في تعليق له ”على المقطع المتداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي والذي تظهر فيه دوريتان للهيئة وحدوث تجمهر حول إحداهما؛ إنه تم التوجيه بالتحقيق عاجلًا في ملابسات الموضوع وسيتم اتخاذ الإجراء اللازم على ضوء ما يسفر عنه التحقيق من نتائج“.
وتصدر الحديث عن الفيديو، اهتمامات رواد مواقع التواصل الاجتماعي في المملكة بعد غياب طويل للهيئة عن نقاشات السعوديين منذ تقليص صلاحياتها العام الماضي وقلة ظهورها في حوادث مماثلة مع السعوديين.
وعلى الوسوم “ #الامر_بالمعروف_تضرب_فتاه“ و ”#رجل_هيئه_يعتدي_على_موظفة“ انقسم السعوديون كما هي عادتهم حول هيئة الأمر بالمعروف بين من يطالب بمحاسبة عضو الهيئة وبين من يدافع عنه مع وجود فريق ثالث يدعو للانتظار لحين انتهاء التحقيقات ومعرفة المذنب.
وفي أبريل/ نيسان من العام 2016، أصدرت السعودية قرارًا بتقليص صلاحيات الهيئة ومنع رجالها من توقيف الأشخاص كما كانوا يفعلون لسنوات، والاكتفاء بإبلاغ الشرطة عن أي مخالفات يلحظونها في مهماتهم الميدانية.
وكانت الهيئة قبل صدور ذلك القرار تسيّر دوريات في المناطق العامة لتطبيق حظر المشروبات الكحولية، وتشغيل الموسيقى الصاخبة في أماكن عامة، والتأكد من إغلاق المحال وقت الصلاة، ومنع الاختلاط بين الرجال والنساء من غير المحارم، وتفرض أيضًا ضوابط للحشمة في ملابس النساء، ولديها وحدة خاصة بجرائم ابتزاز الفتيات.
ومنذ ذلك التاريخ، شهدت المملكة تغييرات جذرية أخرى تتسم جميعها بالانفتاح على العالم الخارجي والسماح بإقامة الفعاليات الفنية والترفيهية التي كان رجال الهيئة في الماضي يمنعون إقامتها، إضافة لتبني تفسير آخر للشريعة الإسلامية مخالف للتفسير المتبع منذ حقبة السبعينات التي يطلق عليها فترة ظهور ”الصحوة“.