بنيامين نتنياهو يستمع لشرح عسكري
بنيامين نتنياهو يستمع لشرح عسكريصحافة عبرية

"الغارديان": نهج إسرائيل تجاه الفلسطينيين يجب أن يتغير

قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية إن إسرائيل تمتلك واحدة من أكثر القوات المسحلة تقدمًا في العالم، لكنها تفتقر إلى إستراتيجية سياسية متطورة بذات القدر في حربها ضد حركة حماس.

ورأت الصحيفة أن النهج الإسرائيلي خذل كلاً من الإسرائيليين والفلسطينيين، مؤكدة أنه يجب أن يتغير.

ولفتت في تقرير نشرته، اليوم السبت، إلى أن الكارثة الإنسانية التي تحدث في غزة تتخذ أبعادًا مخيفة، مشيرة إلى أن الغزيين يعانون من انقطاع الخبز، و الأمراض المختلفة، والاكتظاظ في الملاجئ، ناهيك عن نقص المياه الصالحة للشرب، حيث تتسبب المياه قليلة الملوحة بإصابة الناس بالأمراض.

وأردفت الصحيفة "المسؤولون الأمريكيون يعترفون، الآن، أن عدد القتلى المدنيين من المرجح أن يكون أعلى بكثير من الرقم المعلن عنه".

المحادثات وليس القتال

وأكدت "الغارديان" أن "لمحادثات، وليس القتال، هو ما سينهي الحرب"، مشيرة إلى أن "غياب خطة سلام مستدامة" يقسم إسرائيل وحلفاءها.

وتابعت: "عندما تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن أن القوات الإسرائيلية يمكنها أن تبقى في غزة إلى أجل غير مسمى، كانت واشنطن واضحة بهذا الشأن، وقالت إنها لا تريد إعادة احتلال دائم للقطاع، ما أدى إلى تراجع نتنياهو".

من العملية البرية الإسرائيلية في غزة
من العملية البرية الإسرائيلية في غزةAP

واستطردت بالقول: "لكن نتنياهو لم يستبعد تقليص أراضي غزة لإنشاء "منطقة عازلة" أو تهجير الفلسطينيين قسرًا".

واعتبرت الصحيفة أن نتنياهو يقود الحكومة الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل، والتي اقترح أحد وزرائها، مؤخرًا، إسقاط قنبلة نووية على غزة.

صدمة عميقة

وأشارت إلى أن إسرائيل لا تزال في "حالة صدمة عميقة" منذ هجوم حماس عليها، وبأن الأمر لا يقتصر على الخسائر في الأرواح التي تتعامل معها إسرائيل.

وشددت "الغارديان" على أن العديد من الإسرائيليين يشعرون بالخطر، بغض النظر عن المكان الذي يعيشون فيه في إسرائيل.

وأردفت: "لقد أخطأ نتنياهو عندما رفض اتفاق وقف إطلاق النار مقابل الرهائن في غزة "، مشيرة إلى "أن تحرير الأبرياء من براثن حماس لا ينبغي أن يقف عائقًا في طريق التأكد من أن المسلحين يدفعون ثمن فظائعهم".

وشككت الصحيفة في قدرة إسرائيل على الاستمرار في سياسة "العداء النشط" الذي لا هوادة فيه تجاه الفلسطينيين والذي رأت أنه "على المحك".

وقالت: "لقد سعت إستراتيجية إسرائيل السياسية من خلال القوة العسكرية الفتاكة إلى إنهاء المطالبات بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس الشرقية".

وأضافت أن "من المفارقة أن هذا يعني تعزيز العناصر المتطرفة بين الفلسطينيين، الذين رفضوا أيضًا حل الدولتين".

غياب الوسيط النزيه

وأشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو ظل لسنوات يعلن أنه لن يسمح أبدًا بإقامة دولة فلسطينية، "وقضى حياته المهنية بأكملها في القتال ضد هذه الفكرة".

وتابعت: "الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب هو من دعم نتنياهو، مما ترك 5 ملايين فلسطيني دون وسيط نزيه في الشرق الأوسط، كما تخلَّى قسم كبير من العالم عن الحل المشرف للصراع، في ضوء بناء إسرائيل المستمر للمستوطنات غير القانونية في الضفة الغربية ووجود قيادة فلسطينية منقسمة".

وأردفت: "قبل أسبوع واحد فقط، من السابع من أكتوبر/تشرين الأول، كان المسؤولون الأمريكيون يتفاخرون بأن المنطقة أصبحت، اليوم، أكثر هدوءًا مما كانت عليه خلال عقدين من الزمن"، معتبرة أن "هذه الكلمات تبدو جوفاء اليوم".

ولفتت الصحيفة إلى قول نتنياهو، في وقت سابق من هذا الشهر، إن إسرائيل تواجه "حربًا طويلة" في غزة، متسائلة عن مدة هذه الحرب والهدف منها.

فلسطينيون بين أنقاض المباني التي قصفتها القوات الإسرائيلية
فلسطينيون بين أنقاض المباني التي قصفتها القوات الإسرائيليةAP

وحذرت "الغارديان" من أنه كلما طال أمد القتال، زاد احتمال توسع الحرب وانتشارها إلى البلدان المجاورة، ناهيك عن ارتفاع عدد القتلى المدنيين الفلسطينيين.

وقالت الصحيفة إن آخر حرب طويلة خاضتها إسرائيل كانت مع "حماس" قبل 5أعوام، والتي استغرقت ما يقرب من شهرين.

ورأت الصحيفة أن تحذيرات واشنطن لنتنياهو من أن "الوقت قصير بالنسبة للإسرائيليين في غزة" لم يتم الاستماع إليها، مرجحة أن يستمع نتنياهو إلى كلمات شقيقه الأصغر، إدو، الذي قال، يوم الخميس الماضي، إن "الخوف الرهيب من قوتنا" هو وحده القادر على تهدئة الفلسطينيين، بدلًا من أن تنتظرهم إسرائيل لتخليص أنفسهم من "الكراهية السحيقة".

وختمت الصحيفة تقريرها بالقول: "إن هذا النهج وهذا التفكير خذلا كلاً من الإسرائيليين والفلسطينيين، وإنه يجب أن يتغير".

المصدر: صحيفة "الغارديان" البريطانية

بنيامين نتنياهو يستمع لشرح عسكري
تقرير: واشنطن وضعت خطوطًا حمراء أمام نتنياهو بشأن غزة

الأكثر قراءة

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com