غارة إسرائيلية تستهدف حي الأمريكان بالضاحية الجنوبية لبيروت
أكدت إسرائيل مجدداً عزمها لتحقيق ما تعتبره أحد أهم أهدافها، "القضاء على حماس" وهو ذات الهدف الذي لطالما سعت إليه منذ عقدين من الزمن إلا أنه بقي على حاله دون أن يتحقق، بحسب تقرير نشرته صحيفة "لوموند".
وتشير الصحيفة إلى أنه وبعد هجوم 7 أكتوبر، "اتجهت الأنظار صوب استكشاف حل للوضع الذي بات معقداً في غزة".
ونقلت الصحيفة تصريحات قديمة لـ"دان هاريل" عندما كان نائبا لرئيس أركان الجيش الإسرائيلي في عام 2008، التي كشف فيها عن نيته "ليس فقط استهداف الإرهابيين ومطلقي الصواريخ، بل أيضا حكومة حماس بأكملها"، مبينة أن الهدف الذي أطلقه سابقاً كان يتعلق بتغيير قواعد اللعبة.
ولفتت الصحيفة إلى أنه بالمضي قدمًا حتى عام 2023، لا تزال إسرائيل تتصارع مع نفس الهدف الاستراتيجي المتمثل في القضاء على حماس.
وتلفت الصحيفة الأنظار إلى تطور الصراع المستمر في غزة إلى دائرة من العنف والتدابير المضادة، حيث شنت إسرائيل بشكل متكرر هجمات ضد حماس في الأعوام: 2008، و2012، و2014، و2021.
وأكدت أنه على الرغم من التقدم التكنولوجي الذي حققته إسرائيل ونشر نظام القبة الحديدية المضاد للطائرات، إلا أن صواريخ حماس ظلت تشكل تهديدا.
وتصف الصحيفة النهج الإسرائيلي بأنه "غير استراتيجي"، حيث يرتبط هذا النهج بإضعاف العدو بشكل منتظم، وهو تكتيك ثبت أنه غير كاف، كما يتضح من أعمال العنف الأخيرة، مشيرة إلى أن "الحملات العسكرية الإسرائيلية قد تمتد، لكن عليها أن تتعامل مع صراع عالمي ورأي عالمي، الأمر الذي يمكن أن يكون له عواقب وخيمة على إسرائيل من حيث الأزمات الإنسانية والتداعيات الدبلوماسية".
وتشير إلى أن التحدي الرئيسي الذي يواجه إسرائيل هو الطبيعة المعقدة لتضاريس غزة، الأمر الذي يجعل أي عملية عسكرية تستهدف قوة حرب عصابات مندمجة بين السكان المدنيين أمراً بالغ الصعوبة، موضحة كيف أدى انسحاب إسرائيل من غزة عام 2005 إلى القضاء على الخيارات الأخرى لمكافحة التمرد، مثل "السيطرة" و"البناء"، كما هو واضح في كتيبات الدليل العسكري الحديثة.
مضيفة أنه "حتى ولو تمكنت إسرائيل من تحقيق أهدافها العسكرية، فإنها تتجاهل سيناريو اليوم التالي، الذي يشهد باستمرار استعادة حماس لقدراتها العسكرية".
وتناولت الصحيفة نقطة حاسمة، وهي الانفصال بين الوضع في غزة والتوترات المستمرة في القدس الشرقية والضفة الغربية، فبينما يفصل الإطار الأمني الإسرائيلي بين هذه المناطق، فإنه يفشل في معالجة المكونات السياسية والإقليمية للقضية الفلسطينية، وقد تكرر هذا الانفصال خلال رئاسة بنيامين نتنياهو، الأمر الذي أسهم بإدامة الصراع.
وتختم الصحيفة بأن سعي إسرائيل المستمر إلى إيجاد حل عسكري للصراع في غزة، هي الاستراتيجية التي أثبتت مرارا وتكرارا عدم فعاليتها، مؤكدة الحاجة الملحة إلى نهج جديد يأخذ في الاعتبار الجوانب السياسية والإقليمية الأوسع للقضية الفلسطينية، فضلا عن الديناميكيات المتغيرة في المنطقة.
كما حذرت من أزمة إنسانية محتملة وتداعيات دولية إذا استمر المسار الحالي على ما هو عليه، مسلطة الضوء على ضرورة وجود استراتيجية أكثر شمولاً واستدامة.
المصدر: صحيفة لوموند الفرنسية