ارتفاع حصيلة الحرب في غزة إلى 42227 قتيلاً
سلَّطت صحيفة "الغارديان" البريطانية الضوء على الأهداف النهائية التي يمكن لإسرائيل تحقيقها من حرب غزة، حيث تناولت في مقال صحفي أهداف الغزو البري الذي تنفذه إسرائيل في قطاع غزة.
وقالت الصحيفة إن إسرائيل شرعت في عملية حرب مدن معقّدة ومحفوفة بالمخاطر، بعد أكثر من 3 أسابيع من الهجوم المفاجئ الذي شنته حركة حماس، يوم 7 من الشهر الماضي، ما يثير تساؤلات حول الأهداف النهائية لإسرائيل والتحديات التي تواجهها.
وأشارت إلى أن أهداف الغزو البري الإسرائيلي لا تزال غير مؤكدة، إذ إنه يأتي ذلك بعد قصف جوي مكثف، تم خلاله إطلاق أكثر من 8 آلاف قذيفة على غزة لإضعاف مقاومة حماس.
وأشارت الصحيفة إلى المعلومات عن أن الجيش الإسرائيلي يحاول تطويق مدينة غزة، قائلة إن ذلك ربما يكون مقدمة للاستيلاء على ما كان في السابق عاصمة القطاع، فحرب المدن، رغم خطورتها، تقدم مزايا للمدافعين، كما قامت حماس بتحصين موقعها بشبكة أنفاق تحت الأرض.
ونقلت "الغارديان" عن الباحث في المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية، بن باري، أن أهداف إسرائيل تبدو متناقضة، واستشهد بما قاله رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حين أعلن أن هدف الغزو هو تدمير "قدرات حماس الحاكمة والعسكرية، وإعادة الرهائن إلى الوطن".
وعلّق بن باري على ذلك بالقول إن الهدف الأول يعني ضمنًا هجومًا عدوانيًا، وربما مع قدر أقل من الاهتمام بالخسائر البشرية، في حين يتطلب الهدف الثاني نهجًا أكثر دقة يتضمن تحديد مكان 240 رهينة تحتجزهم حماس بهدف إنقاذهم.
وقالت الصحيفة إنه على الرغم من أن "حماس" تواجه حالة من عدم اليقين بسبب القصف الإسرائيلي، فإن أمامها خيارات في كيفية الرد، لافتة إلى أن إسرائيل تقدّر حجم القوة المقاتلة لـ"حماس" بحوالي 30 ألف جندي، وفي حال قرروا القتال فإنهم سيلحقون خسائر فورية بالجيش الإسرائيلي، أو سيختارون الانسحاب الإستراتيجي إلى الجزء الجنوبي من غزة، ومن المحتمل أن يأخذوا الرهائن معهم.
وأشارت إلى أن إسرائيل تحتفظ بمزايا عسكرية كبيرة، بما في ذلك التفوق الجوي، إضافة إلى قوة قتالية حديثة ومدربة تدريبًا جيدًا، وترسانة كبيرة من الدبابات، "لكن يتعيّن عليها أيضًا أن تحافظ على الأمن في الشمال ضد ميليشيات "حزب الله" في لبنان، وأن تتعامل مع الوضع المتدهور في الضفة الغربية"، وفي مقابل ذلك، تمتلك "حماس" معدات محدودة وتعتمد على تكتيكات غير متماثلة.
وبحسب الصحيفة، فإن معركة مدينة غزة تشكل تحديًا لكلا الجانبين، إذ إن حرب المدن خطيرة بطبيعتها، وقد يقع المدنيون في مرمى النيران، نظرًا لقرب المناطق المدنية من منشآت حماس العسكرية، وهذا يثير مخاوف بشأن تدمير المناطق الحضرية واحتمال سقوط ضحايا بين المدنيين.
وأكدت الصحيفة أن أحد المضاعفات المهمة هو الخطر الكامن، وعدم القدرة على التنبؤ المرتبطين بحرب المدن، "إذ أدت الأحداث الأخيرة، مثل قصف المستشفى المنسوب إلى الغارات الجوية الإسرائيلية، إلى تصعيد التوتر في المنطقة".
وتزعم إسرائيل أن مركز القيادة الرئيسي لحماس يعمل من أسفل مستشفى دار الشفاء المكتظ في مدينة غزة، حيث يوجد آلاف الجرحى والأفراد الذين يبحثون عن مأوى.
وختمت الصحيفة مقالها بالقول إن الغزو البري الإسرائيلي لغزة يثير حالة من عدم اليقين بشأن أهدافه النهائية والتحديات التي يواجهها في إدارة حرب المدن، وتتوقف نتيجة الصراع على كيفية تكيف الجانبين مع الظروف المعقدة والخطيرة في قطاع غزة.
المصدر: صحيفة "الغارديان" البريطانية