قوات إسرائيلية تحاول التوغل في "عيتا الشعب" جنوبي لبنان
كشف مقطع فيديو نشره الجيش الإسرائيلي عن نوعية القنابل المستخدمة في الهجوم الذي استهدف مقر حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، يوم الجمعة الماضي، والذي أسفر عن مقتل زعيم التنظيم، حسن نصر الله، وعدد من القياديين الآخرين.
وتُظهر التحليلات، استنادًا إلى الفيديو الذي نشره الجيش الإسرائيلي عبر منصتي "تيليغرام" و"إكس"، أن الطائرات المشاركة في العملية كانت تحمل 15 قنبلة، تزن كل واحدة منها 2000 رطل (حوالي 900 كيلوغرام)، وفقًا لتحليل أجراه خبراء ذخائر، ونشرته صحيفة نيويورك تايمز.
وأشار التقرير إلى أن 8 طائرات كانت تحمل هذه القنابل، التي تشمل قنابل أمريكية الصنع من طراز "BLU-109" المزودة بنظام التوجيه الدقيق JDAM، وفقًا لتحليل قدمه تريفور بول، خبير التخلص من الذخائر المتفجرة السابق في الجيش الأميركي.
وأوضح بول أن الفيديو أظهر أن بعض الطائرات، التي كانت قريبة بما يكفي لتحديد الطراز، كانت بالفعل تحمل قنابل "BLU-109"، وهي نوع من القنابل الخارقة للتحصينات المصممة لضرب الأهداف تحت الأرض، مثل الأنفاق التي يستخدمها حزب الله وحماس. ويُظهر الفيديو أيضًا طائرتين تقلعان، إحداهما كانت محملة بما لا يقل عن 7 من هذه الذخائر، قبل أن تعود إلى قاعدة جوية إسرائيلية عند الغسق دون أي قنابل على متنها.
وتعزز هذا التحليل مع تصريحات أخصائي الاستهداف السابق في القوات الجوية الأميركية، ويس براينت، الذي أكد أن هذه القنابل هي "بالضبط ما كان متوقعًا" استخدامه من قِبل إسرائيل لاستهداف نصر الله.
وتظهر الصور الملتقطة لموقع اغتيال نصر الله حفرة ضخمة ناتجة عن الانفجار. ورغم أن الفيديو لا يظهر عملية إسقاط القنابل بشكل واضح، فإن الأضرار التي لحقت بالضاحية الجنوبية لبيروت، كما أوضح تريفور بول، تتماشى مع التأثير المتوقع لهذه القنابل.
وصرح مسؤولان دفاعيان إسرائيليان بارزان لصحيفة نيويورك تايمز أن أكثر من 80 قنبلة أُلقيت خلال دقائق معدودة لاستهداف نصر الله، دون الكشف عن النوع المحدد للذخائر المستخدمة.
وفي سياق متصل، صرح عضو مجلس الشيوخ الأميركي، مارك كيلي، يوم الأحد، بأن القنبلة التي استخدمتها إسرائيل في العملية كانت قنبلة موجهة أمريكية الصنع من طراز "مارك 84"، مشيرًا إلى أن هذه القنبلة تزن ألفي رطل (900 كيلوغرام) وتُعتبر من ذخائر الهجوم المباشر المشترك.
من ناحية أخرى، أفاد مصدر طبي وآخر أمني بأن جثمان نصر الله انتُشل من موقع الهجوم "سليمًا"، فيما تتواصل الغارات الإسرائيلية على عدة مناطق في لبنان. وفي غارة أخرى استهدفت منطقة البقاع يوم الأحد، قُتل القيادي البارز في "الجماعة الإسلامية"، محمد دحروج، بحسب ما ذكره مصدران أمنيان لوكالة رويترز.