الجيش الإسرائيلي: نتائج الهجوم على معسكر "بنيامنيا" صعبة ونجري تحقيقاً في الحادث
تتقاذف حركة حماس وإسرائيل، الاتهامات بشأن تعطيل التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى، في حين تتزايد الفجوة بين مواقف وسقوف مطالب كل منهما.
وبعد أن كان بقاء الجيش الإسرائيلي في محور فيلادلفيا بين قطاع غزة ومصر، العقبة التي تعرقل التوصل لاتفاق، قال مسؤولون أمريكيون إن حماس رفعت أعداد الأسرى الذين تطالب بالإفراج عنهم من أصحاب المؤبدات.
ومع ازدياد الفجوة بين الجانبين، تتضاءل الآمال بإمكانية نجاح جهود الوسطاء في التوصل لصيغة ترضي الطرفين، بعد تقديم أكثر من مقترح بشأن التهدئة في غزة.
ويرى أستاذ العلوم السياسية، باسم الزبيدي، أن "الوزراء اليمينيين بحكومة بنيامين نتنياهو هم الطرف المعطل بشكل أساسي"، مشيرًا إلى أن قادة حماس ونتنياهو يرغبون في التوصل لاتفاق بالرغم من اختلاف الرؤى بهذا الشأن.
وقال الزبيدي، لـ"إرم نيوز"، إن "خشية نتنياهو من انهيار ائتلافه الحكومي على إثر تهديدات الوزراء اليمينيين بالانسحاب منه في حال توصل لصفقة مع حماس، هو ما يمنعه من القبول بما يعرض من مقترحات للتهدئة".
وأوضح أن "أكثر ما يهم نتنياهو هو البقاء بمنصب رئيس الوزراء، والحيلولة دون انهيار ائتلافه الحكومي، ما سيؤدي إلى أكبر مساءلة قانونية وأمنية له بتاريخه، لكن الحرب هي فرصة نتنياهو لضمان مستقبله السياسي".
وأضاف الزبيدي، أن "نتنياهو يمكن أن يقبل صفقة للتهدئة مع حماس في حال حصل على ضمانات حول مستقبله السياسي، وعدم محاسبته سواء على ملفات الفساد التي يجري التحقيق بها منذ سنوات، أو على إخفاقات السابع من أكتوبر".
وتابع: "أما بالنسبة لحماس فهي الطرف الأضعف بتلك المفاوضات، وهي التي ترغب أكثر من أي وقت مضى بالتوصل لاتفاق تهدئة يضمن بقاء حكمها للقطاع".
ولفت إلى أن "كل ما تريده الحركة صفقة مع إسرائيل يمكنها عبرها الترويج لتحقيقها إنجازات مقابل الدمار الذي حل بغزة بسبب هجوم أكتوبر".
بدوره، يرى المحلل السياسي كمال الأسطل، أن "الشروط التي يضعها طرفا القتال في غزة من أجل التوصل لاتفاق تهدئة، هي أحد الأسباب الرئيسية في عدم تمكن الوسطاء من التوصل لاتفاق تهدئة".
وقال الأسطل، لـ"إرم نيوز"، إن "الطرفين يتعرضان لضغوط عكسية تحول دون تقديمهما تنازلات لإتمام صفقة تبادل أسرى، إذ إن الجانب الإسرائيلي لا يمكن له التوصل لاتفاق غير مرضٍ للأحزاب اليمينية في ائتلاف نتنياهو".
وأوضح أن "حماس بدورها تتعرض لضغوط من حلفائها الإقليميين والفصائل المسلحة بغزة من أجل عدم تقديم تنازلات كبيرة لإسرائيل في إطار التوصل لصفقة تبادل أسرى"، لافتًا إلى أنه "لا يمكن إنهاء القتال إلا بحل وسط".
وأضاف الأسطل: "بتقديري الولايات المتحدة والوسطاء سيعملون خلال الفترة المقبلة من أجل التوصل لاتفاق مرحلي تؤجل فيه الملفات الخلافية للمرحلة الثانية والثالثة من المفاوضات، وهو الخيار الوحيد لوقف مؤقت للحرب".
وختم: "لا يمكن لأي من طرفي القتال تقديم المزيد من التنازلات، خاصة وأنهما سيتعرضان لضغوط داخلية غير مسبوقة، ستكون بمثابة حكم مسبق بالفشل على أي اتفاق للتهدئة"، مبينًا أن التوصل لاتفاق نهائي يحتاج لمزيد من المباحثات.