غارة على الضاحية الجنوبية لبيروت إثر توجيه الجيش الإسرائيلي إنذارا بإخلاء الموقع

logo
العالم العربي

ما مدى تأثير أزمة الثقة بين نتنياهو والجيش على حرب غزة؟

 ما مدى تأثير أزمة الثقة بين نتنياهو والجيش على حرب غزة؟
23 أكتوبر 2023، 11:08 ص

أزمة ثقة ضربت العلاقة بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وقادة الجيش الإسرائيلي؛ ما ألقى بظلاله على مسار اتخاذ القرارات، في وقت توشك فيه إسرائيل أن تشن حربًا برية على غزة، ولديها معضلة تتعلق بالأسرى الإسرائيليين، حسبما قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، الإثنين. 

واستعانت الصحيفة بشهادات لمسؤولين بالجيش الإسرائيلي، أكدوا لها أن "حالة من الغضب الشديد تنتاب نتنياهو تجاه القيادة العسكرية، التي يرى أنها تتحمل المسؤولية عن إخفاق السابع من أكتوبر، ويتعامل بنفاد صبر مع ما يدلون به من آراء ويَعرضونه من تقديرات للموقف، ولا يسارع إلى تبني مواقفهم". 

الناطق العسكري الإسرائيلي ذكر، أمس الأحد، أن الجيش ينتظر مصادقة الحكومة على العمل البري؛ ما دفع الصحيفة للاعتقاد بأن "تلك هي طريقة الجيش لكي ينأى بنفسه عن مسؤولية قرار بدء الحرب البرية، وإلقائها على عاتق الحكومة، ولا سيما رئيسها نتنياهو". 

ورأت أنه "بعيدًا عن الجدل حول التوقيت، ثمة أزمة ثقة حدثت بين نتنياهو وبين الجيش الإسرائيلي، وفي داخل المجلس الوزاري المصغر وكذلك المُوسَّع". 

وذهبت إلى أن أزمة الثقة الناشئة "تلحق أضرارًا إضافية تُضاف إلى ما شهدته إسرائيل في السابع من أكتوبر، وتُصعِّب مهمة التركيز على الحرب ومسيرة اتخاذ القرار، بما في ذلك القرارات المؤلمة"، وقالت "إن إسرائيل في حاجة الآن إلى قيادة فعَّالة، تُركز على المهمة فقط". 

وقدرت أن العلاقة بين نتنياهو ووزيرالدفاع، يوآف غالانت، تجعل من الصعب بمكان أن يواصلا العمل معًا، وأن رئيس الوزراء كان اعترض على عملية عسكرية في الشمال، بينما وافق عليها غالانت، كما منع نتنياهو وزير دفاعه، من تقديم إفادة حول تقييمه للأوضاع أمام الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال زيارته لإسرائيل.  

حزب الله أوَّلًا 

التقريرالذي نشرته "يديعوت أحرونوت"، على لسان ناحوم برنياع ورونين بيرغمان، أكد أن الإدارة الأمريكية "تضغط على إسرائيل لتأجيل الاقتحام البري إلى قطاع غزة؛ من أجل السماح بإحراز تقدم في قضية المختطفين، بينما تقول مصادر إسرائيلية إن إسرائيل لا تواجه ضغوطًا من هذا النوع".  

وبحسب الصحيفة، تضع واشنطن ملف الرهائن الأمريكيين على رأس أولوياتها، مقدمة ذلك على أي تحرك آخر، بما في ذلك الحرب البرية، وفي المقابل "تريد إسرائيل فصل قضية الاقتحام البري عن ملف الرهائن". 

وكشفت الصحيفة أن وزير الدفاع الإسرائيلي أبلغ وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن، خلال زيارته الأخيرة، أنه يريد أن يبدأ الحرب بعمل عسكري ضد حزب الله أوَّلًا، وأن نتنياهو قوَّض فكرته، مشيرة إلى أن من بين أسباب الصراع بين نتنياهو ووزير الدفاع ما يتعلق بالمستوى الشخصي. 

وكان نتنياهو منع اتخاذ قرار بشأن عملية استباقية على صعيد الجبهة الشمالية، رغم توصية وزير الدفاع وقادة الجيش، قبل أن يصدر مكتب نتنياهو نفيًا، بحسب ما أشارت إليه الصحيفة. 

وأفادت الصحيفة بأن ضغوطًا أمريكية مورست من أجل تجنب ضربة استباقية إسرائيلية ضد حزب الله، وأن تلك الضغوط شكلت أساس الجدال الدائر بين القيادتين السياسية والعسكرية، لافتة إلى أن واشنطن عرضت حزمة مساعدات عسكرية سخية لإثناء إسرائيل عن الحرب مع حزب الله، ونشرت حاملتي طائرات قبالة سواحل لبنان وأعلنت أنها تلتزم بدعم الجيش الإسرائيلي إذا بدأ حزب الله الحرب.  

الحلقة الضعيفة 

ووصفت الصحيفة الحكومة الإسرائيلية بأنها "الحلقة الضعيفة"، ناقلة عن مسؤولين سياسيين وعسكريين، أن الحكومة "تجد صعوبة في اتخاذ قرارات متفق عليها بشأن القضايا الرئيسة المطروحة على جدول الأعمال". 

وأضافت أن 17 يومًا مضت منذ بدء الحرب، "وهي فترة طويلة للغاية بالنسبة للعائلات التي تحتجز حماس أبناءئها، وكذلك بالنسبة للجنود في الوحدات العسكرية شمالًا وجنوبًا والذين ينتظرون صدور الأوامر بالتحرك، وللمجتمع الإسرائيلي بأسره". 

ونوهت إلى أن وزراء أكدوا لها أن نتنياهو يقف خلف إرجاء الاقتحام البري إلى القطاع، منهم وزير وصفه بأنه "جبان"، وطلب منها عدم ذكر اسمه. 

وعلى عكس ما قالت إنه اجماع إسرائيلي على مستوى المجتمع نجم عن الحرب، "لكن الوضع في رأس السلطة ليس كذلك"، على حد قولها. 

وكشفت"يديعوت أحرونوت" أن نتنياهو، الذي يتأنّى قبل تبني توصيات قادة الجيش، لم يلتق مع الخبير العسكري يتسحاق بريك (لواء متقاعد) مرتين في غضون أيام معدودة بمحض الصدفة، والأخير لا يدخر جهدًا لانتقاد قدرات القوات البرية ويعارض القيام بعمل بري في قطاع غزة". 

ويتبنى بريك رأيًا مفاده أن "حياة الجنود الإسرائيليين ينبغي أن تأتي في المقام الأول، وأنه لا يتعين القيام بعمل بري حاليًّا، إلا بعد تدمير غزة من الأسفل (أي الأنفاق) عبر الضربات الجوية". 

الصحيفة رأت أن وجهة نظره تلك تُعد افتراضية فقط؛ لأن هناك خبراء في ملف أنفاق غزة على قناعة بأنه بالنظر إلى نظام أنفاق حماس"سيتعيَّن وقتئذٍ إلغاء خطط الحرب البرية بأسرها، وببساطة لا يمكن تدمير تلك المدينة الهائلة بأنفاقها وطوابقها من الجو".  

 المصدر: "يديعوت أحرونوت" 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC