رئيسة المكسيك تدعو للاعتراف بدولة فلسطين مثل إسرائيل لتحقيق السلام في الشرق الأوسط
مع استمرار التصعيد بين إسرائيل و"حزب الله"، تتوالى في لبنان قصص النزوح التي فاقمت من معاناة السكان، في ظل أزمة "مركبة" في البلاد، نتجت عن الآثار التراكمية للأزمات السياسية والاقتصادية.
وفي حصيلة مرشحة للارتفاع، كان وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب، أعلن، الثلاثاء، أنّ عدد النازحين اللبنانيين بسبب التصعيد الراهن "يقترب من نصف مليون"، بحسب "فرانس برس".
وذكر بو حبيب أنّ عدد النازحين في لبنان قبل الغارات الإسرائيلية الأخيرة بلغ نحو 110 آلاف نازح.
وفي إحدى قصص النزوح وصل علي عبد الحسين بري مع عائلته إلى مركز إيواء في بيروت بعد رحلة مضنية من صور في جنوب لبنان امتدت لـ 14 ساعة في السيارة.
ويقول بري "استغرقت الطريق معنا من العاشرة صباحًا حتى الثانية عشرة عند منتصف الليل. كانت زحمة السير خانقة وشعرنا بالإذلال".
وتشهد الطرق من جنوب لبنان إلى العاصمة وكذلك إلى الحدود السورية اكتظاظًا وطوابير من مركبات النازحين في سيارات وحافلات صغيرة تتحرّك ببطء شديد بسبب الزحام، محمّلة بأطفال ونساء ومسنين، وببعض الأمتعة.
ويقول برّي "ما نتمناه هو أن تهدأ الحرب حتى نعود إلى منازلنا؛ لأن ما عشته وعائلتي هو حرب شاملة بالفعل".
وتجمّعت مئات العائلات على الطريق من الجنوب وصولًا إلى بيروت. وكان العديدون يبحثون عمّا يسدّ جوعهم.
ويروي محمّد، وهو مدرب كرة قدم من بلدة حاروف في قضاء النبطية التي تبعد 15 كلم عن الحدود مع إسرائيل، العناء الذي تكبده وعائلته للوصول إلى بيروت.
ويقول لفرانس برس: "اشتدت وتيرة القصف الاثنين، وخرجنا من المنزل لنجد أن الجميع يغادرون. بعد أن طال القصف مكانًا قريبًا، قرّرنا أن نفعل الأمر ذاته، ولم يكن لدينا من خيار إلا أن أستقل مع زوجتي وابنتي الدراجة النارية" في رحلة استغرقت "سبع ساعات".
وتصل تباعًا إلى المكان وجبات غذائية وعبوات مياه بلاستيكية يوزّعها على العائلات عناصر كشافة ومتطوعون.
داخل إحدى قاعات التدريس، تجلس زينب دياب (32 سنة) برفقة طفلتها التي لم يتجاوز عمرها العام الواحد، بعد نزوحها وعائلتها المكونة من زوجها وأطفالها الأربعة من بلدة عبا في قضاء النبطية الواقعة على بعد 18 كلم من الحدود.
وتقول بتأثر "لم نعرف كيف غادرنا، تضرّرت القرية كلها تقريبًا، ولم نكن نعرف من أين يأتي القصف. نشعر كأنهم يقصفون بوحشية أكثر هذه المرة"، في إشارة إلى ضراوة الغارات الإسرائيلية.
وتضيف "أتمنى في هذه اللحظة أن أعود إلى قريتي، حتى لو كان منزلي قد سوّي بالأرض. أن أسكن في خيمة هناك أفضل من النزوح".
ومن جهتها تجتهد السلطات اللبنانية في محاولة للاستجابة للظروف الطارئة، في ظل التصعيد العسكري وموجات النازحين.
وبحسب الوكالة الوطنية للإعلام (اللبنانية الرسمية) قالت جمعية المستهلك اللبنانية إنه "تأكد عجز السلطة عن إدارة البلاد وتأمين أمن النازحين وحاجاتهم الأساسية، بدءًا من الدفاع والملاجئ إلى الطرق والمسكن والمحروقات والغذاء".
وتساءلت الجمعية: "أين هي خطة الطوارئ التي تحدثت عنها السلطة منذ أشهر؟ مشهد حشد النازحين على الطرق والسيارات أمام محطات المحروقات كانت أبلغ صورة عن غياب السلطة".
وأشارت إلى أنه سبق ذلك "منذ أشهر ممارسات كثيرة لاستغلال مآسي النازحين من ناحية رفض إسكانهم بدواع طائفية أو رفع بدلات الإيجار بشكل كبير في مناطق عديدة. ولم يدفع كل ذلك السلطة إلى ممارسة واجباتها وحماية مواطنيها من جشع التجار واستغلال مواطنين آخرين للفرصة".
وعلى الصعيد الصحي، أعلنت مديرية العلاقات العامة في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي إصدار تعميم "طلب بموجبه من كافة المستشفيات استقبال مرضى غسيل الكلى من النازحين وإجراء جلسـات غسيل الكلـى اللازمة لهم".
وأكدت أنه سوف يتم اتخاذ "كافة القرارات والإجراءات اللازمة لتأمين طبابة واستشفاء جميع النازحين في ظل الأوضاع الصعبة التي تمرّ بها البلاد".