مقاتل بكتائب القسام
مقاتل بكتائب القسامأ ف ب

5 أسباب وراء استمرار قدرة حماس الصاروخية بعد قرابة شهر من الحرب

تساءلت مصادر إسرائيلية عن الأسباب التي تقف وراء بقاء قدرة حماس على مواصلة إطلاق الصواريخ إلى العمق الإسرائيلي، على الرغم من القصف المكثف من جانب الطيران الحربي الإسرائيلي منذ قرابة الشهر.  

وذكر تقرير لموقع "كالكاليست" العبري، أن هناك خمسة أسباب تقف وراء استمرار وابل الصواريخ اليومي من جانب حماس، في وقت يستهدف فيه سلاح الجو بـ "أمطار من القنابل" مواقع الحركة وبنيتها التحتية وعناصرها وقادتها، ضمن ما سمّاها "حملة القصف الأكبر في الشرق الأوسط منذ حرب الخليج".  

مقاتل بكتائب القسام
مسؤول في حماس: هنية التقى خامنئي في إيران

وتنطلق صافرات الإنذار في العمق الإسرائيلي بشكل يومي، ويضطر الإسرائيليون للتوجه في غضون ثوان معدودة إلى الملاجئ، ما يطرح تساؤلات بشأن نتائج الحملة العسكرية التي تشنها إسرائيل على القطاع. 

الصحيفة أشارت إلى أن الوضع الميداني الحالي هو أن حماس "جريحة" ومن ثم يصعُب عليها مباشرة نشاط قتالي، وشبَّهت الأمر وكأن "العدو أصيب في فخذه"، على حد قولها، ومن ثم تلجأ حماس فقط إلى الصواريخ.    

ولفتت إلى أن الجيش الإسرائيلي يستهدف القضاء على القوة النيرانية للحركة وإعادة الهدوء إلى الجبهة الداخلية في إسرائيل، واستطردت: "حماس ليست جيشًا مُعاديًا طبيعيًّا، وتشكل تحديًا أكبر مما يعتقد البعض". 

وحددت الصحيفة خمسة أسباب تقف وراء استمرار القدرات الصاروخية لحماس على الرغم من الهجمات الإسرائيلية التي لا تتوقف، مشيرة إلى أن حماس كانت تعتمد منذ عام 2001 على صواريخ القسام، وهي صواريخ محلية الصنع يتكون محركها من مواد كيميائية سهلة المنال. 

وذهبت إلى أن شهر نيسان/ أبريل 2001 شهد أول رشقة صاروخية لحماس صوب إسرائيل، ووقتها نُظِر إلى عمليات إطلاق صواريخ القسام على أنها تتطلب مهارات عالية ولديها جودة فريدة، مع أن العديد من الحوادث وقعت خلال التصنيع، كما كان نقلها إلى نقاط الإطلاق محفوفًا بالمخاطر. 

السبب الأول 

رأت الصحيفة أن السبب الأول لمواصلة حماس إطلاق الصواريخ رغم الضربات الإسرائيلية "يعود إلى منظومتها الصاروخية الموزعة على مساحة هائلة، وبُنِيت بصورة لا تدع مجالًا لكشف مواقع الإطلاق؛ إذ حفرت حماس قنوات تضع فيما قضبان، وبداخل كل منها قذيفة مُعدَّة بزاوية جاهزة لضرب هدف بعينه. 

الصواريخ مثبَّتة بالفعل بزاوية الإطلاق ولا يتورط المطلقون أو يضطرون للتواجد قرب القاذف فيُكشَفون

وتابعت أن الصواريخ قصيرة المدى موجهة إلى غلاف غزة وعسقلان، أمَّا متوسطة المدى فهي موجة صوب "غوش دان" ومحيطها، فيما يتم الإطلاق عبر استخدام جهاز للتحكم عن بعد، أو ساعة ميقاتيه؛ ما يعني أن عناصر حماس تستطيع تنفيذ الإطلاق من بعيد، ومن داخل حصون قريبة، دون الاقتراب من المنطقة التي سيُطلَق منها الصاروخ.  

في المقابل، يمكن إطلاق الصواريخ بعيدة المدى، التي تصل إلى حيفا على سبيل المثال من مجمعات تحت الأرض. 

وما يعيب تلك المنظومة، كما تقول الصحيفة، هو أن كل وحدة إطلاق تُستخدَم مرة واحدة ولا يمكن إعادة شحنها بصواريخ إضافية بعد ذلك.  

ووفق الصحيفة، وجد الجيش الإسرائيلي أن الحل الأمثل لذلك هو الاستعانة بنظام "القبة الحديدية" لاعتراض الصواريخ قبل سقوطها، عوضًا عن الذهاب للبحث عن مواقع الإطلاق.  

السبب الثاني 

يكمن السبب الثاني في طبيعة بنية منظومة إطلاق الصواريخ الخاصة بحماس (البنية البشرية)، والتي صُمِّمت بحيث يمكنها العمل بشكل ذاتي ومستقل عن منظومة القيادة والسيطرة. 

ومن أجل قيام خلية تابعة لحماس بإطلاق صاروخ صوب الجبهة الداخلية الإسرائيلية، لا تحتاج عناصر الحركة سوى صدور أمر ووجود قاذفة الصواريخ؛ ما يعني مرونة في عملية الإطلاق منذ صدور القرار إلى الإطلاق النهائي، دون الحاجة إلى منظومة تسلسل من القيادة العليا إلى تلك الميدانية إلى العناصر المنفذة. كما لا يوجد تقيُّد بدقة التصويب أو هدف محدد.  

مقاتل بكتائب القسام
هل تجبر حماس إسرائيل على التراجع عن أهدافها؟

وبحسب الصحيفة، فإن الصواريخ مثبَّتة بالفعل بزاوية الإطلاق ولا يتورط المطلقون ولا يضطرون للتواجد قرب القاذف فيُكشَفون، مضيفة أن كل ذلك يعني أنه لو قامت إسرائيل بتصفية كبار الضباط والقادة في بعض القطاعات، يبقى بإمكان العناصر الميدانية إطلاق الصواريخ، ولو كانت تلك المنظومة تخضع لهرم قيادة وتسلسل أوامر لكن تنسيق القصف الصاروخي أكثر تعقيدًا.  

السبب الثالث 

هو سياسة إدارة القوة النيرانية، كما تقول الصحيفة؛ إذ شنت حماس هجومها في السابع من أكتوبر وهي على علم بأنها ستنزلق إلى الحرب مع الجيش الإسرائيلي، ومن ثم كانت على علم بأنها خلال تلك الحرب، لن تتمكن من الحصول على تعزيزات ولن تصلها إمدادات من الذخائر، وأنه ينبغي عليها أن تُرشِّد ما لديها من ذخائر بحكمة حتى نهاية القتال. 

وتعتقد الصحيفة أن هذا أحد الأسباب التي دفعت حماس إلى حفر أنفاق عميقة وطويلة، وبناء مخابئ تحت المستشفيات، وإنشاء بنية تحتية تسمح له بالبقاء لفترة طويلة، مشيرة إلى أن حماس تتبع سياسة إطلاق نار تقوم على "الاقتصاد في القصف"، وأن هدفها الحالي ليس إلحاق أكبر قدر من الأضرار والخسائر بالجيش الإسرائيلي والجبهة الداخلية بقدر ما تهدف إلى مواصلة إطلاق الصواريخ لأطول فترة ممكنة. 

وذهبت إلى أن الوضع الميداني يؤشر على هذه السياسة، فحماس تختار توقيت القصف وتعلم على سبيل المثال، أن ثمة بضع محطات إنذار في أسدود وريشون ليتسون وعسقلان، ويكفي أن تُطلَق قذيفة واحدة لتكتظ شاشات التلفزة في إسرائيل بالتحذيرات.  

السبب الرابع 

تقول الصحيفة إن السبب الرابع يتعلق بمنظومة العلاقات العامة، وتفسر ذلك بأن إطلاق الصواريخ في النهاية يعد "استعراضًا"، يخدم هدفًا حيويًّا لحماس، التي تحاول أن تظهر للعالم العربي أنها تقف بثبات ضد الجيش الإسرائيلي، ومن ثم الحفاظ على فكرة المقاومة السُنيَّة المسلحة، مضيفة: "لكن عمليًّا الأمر مختلف؛ إذ يتم تصفية تشكيلات حماس، وتتعرض من يوم إلى آخر إلى ضغوط إسرائيلية كبيرة". 

مقاتل بكتائب القسام
حماس تحتفي بقطع بوليفيا علاقاتها مع إسرائيل وتشكر تشيلي وكولومبيا

وذكرت أن أنفاق حماس التي تعد تحديًا "يمكن في النهاية الوصول إليها، وأن ما تبقى للحركة لكي تثبت أنها على قيد الحياة هو إطلاق الصواريخ صوب الجبهة الداخلية، وهنا سيعتقد الرأي العام العربي أنها تقاتل وتؤثر على إسرائيل".  

لكن الصحيفة أقرت بأن إطلاق الصواريخ يبق مخيفًا ويتسبب في دخول الملاجئ، وتجد البلاد صعوبة في الحفاظ على تدفق العمل والروتين اليومي، لكن الصواريخ لا تؤثر على سير الحرب ذاتها.  

السبب الخامس 

السبب الخامس يتعلق بالجيش الإسرائيلي، ووفق الصحيفة، هناك موارد تُخصص لكل حرب، في وقت يمتلك فيه الجيش الإسرائيلي احتياطيات محدودة من الوقود والذخائر، وعددًا محدودًا من الجنود المؤهلين، هذا بخلاف احتمالات تبدد الدعم والشرعية، سواء على الصعيد الداخلي في إسرائيل أو خارجها، ومن ثم يركز الجيش الإسرائيلي على ما يمكن أن يقوده للحسم بأسرع ما يمكن وبأقل الموارد. 

وأوضحت أنه من غير الممكن توجيه ضربة واحدة حاسمة، ولكن يعمل الجيش على تحقيق أهداف تتطلب جهودًا، منها على سبيل المثال استئصال هيكل السيطرة بحماس، بما يدفع الحركة للعمل بطريقة غير منظمة وبما يعني تسريع الحسم، ضاربة مثالًا بالنتائج التي يمكن أن تتحقق لو قامت مقاتلة إسرائيلية بقصف زعيم الحركة يحيى السنوار وقتله.  

الأكثر قراءة

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com