حرب غزة.. لماذا تُعد محفوفة بالمخاطر السياسية للرئيس بايدن؟
قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إن حرب غزة تعد محفوفة بالمخاطر السياسية للرئيس جو بايدن.
وأضافت الصحيفة في تقرير نشرته، اليوم السبت: "في الوقت الذي يكافح فيه بايدن لإرضاء القاعدة الشعبية للحزب الديمقراطي والمحافظة على شغفها قبل عام واحد من انتخابات الرئاسة لعام 2024، فإنه من الصعب تخيل ما هو اسوأ على صعيد السياسة الخارجية، من الحرب الدائرة الآن في غزة بين حماس وإسرائيل".
وأشارت إلى أنه "على الرغم من أن الحزب الجمهوري مؤيد بقوة لإسرائيل، نجد أن قاعدة الحزب الديمقراطي منقسمة بخصوص الطرف الذي يتعيّن عليها أن تتعاطف معه أكثر، علمًا بأنها كانت منحازة أكثر إلى الفلسطينيين قبل الحرب".
وتابعت: "بايدن كان منذ زمن - وما زال - مؤيدا لإسرائيل بقوة، ولكن المجموعات الأكثر تأييدًا للقضية الفلسطينية هي نفس المجموعات التي تعد مهمة جدًا للقاعدة الديمقراطية، وناضل بايدن كثيرًا من أجل تحفيزها وحشدها، وهي: الناخبون الشباب، والأمريكيون من أصول أفريقية، وذوو الأصول الإسبانية واللاتينية".
مشاكل لبايدن
ولفت التقرير إلى استطلاعات الرأي الجديدة التي تتنبأ بأن الوضع الحالي ربما يجلب مشاكل للرئيس بايدن.
ووجد استطلاع أجرته جامعة "كوينيبياك" الأمريكية، أن ردود الفعل على تعامل الرئيس بايدن مع إسرائيل والحرب، تنقسم بشكل متساوٍ بين معارض ومؤيد، ولكن يرجع ذلك في جزء كبير منه، إلى ارتفاع الدعم لسياساته بين الجمهوريين.
وأبدى ما نسبته 30% منهم، الموافقة على نهج الرئيس بايدن حيال الحرب، علمًا بأن هؤلاء الجمهوريين على الأغلب لن يصوتوا لصالحه في انتخابات 2024.
وبحسب التقرير، فإنه بين الديمقراطيين، اختلطت الأمور بشكل واضح، حيث انخفض معدل الموافقة على أداء الرئيس، بين الديمقراطيين من 62% إلى 36% بعد الحرب في الشرق الأوسط ، بينما 40% من الناخبين السود، و50 % من الناخبين من أصول إسبانية، لا يوافقون على طريقة تعامله مع الحرب".
وأظهر استطلاع رأي آخر اُجري بعد الحرب بفترة قصيرة، رفض الناخبين غير البيض، بهامش طفيف تعامل بايدن مع النزاع، فيما قال النصف تقريبًا منهم إن على الحكومة الأمريكية أن تدعم إسرائيل.
ولعل ما يلفت الانتباه في الاستطلاع الأحدث هو عدد الذين لا يوافقون على سياسة بايدن تجاه إسرائيل، ويدعمون المرشحين المستقلين مثل "روبرت إف.كينيدي جونيور" ، و"كورنيل ويست".
نتائج جيدة لترامب
وأشارت الصحيفة إلى أن كلا المرشحين حققا أفضل أرقامهما حتى الآن، وبمجموع ربع الأصوات، وفقًا لما تظهره الاستطلاعات، وهذا الرقم لم يحققه أي حزب ثالث في استطلاعات الرأي منذ عقد التسعينيات.
وبشكل عام، تظهر الاستطلاعات سواء التي أجريت بعد حرب غزة مباشرة أو التي أجريت، مؤخرًا، أن الناخبين المستقلين يميلون إلى رفض تعامل بايدن مع الحرب في الشرق الأوسط.
"ولعل القضية التي تلوح في الأفق الآن هل يخسر بايدن دعم المجموعات المهمة والأساسية التي يحتاجها، بسبب الحرب في غزة؟"، كما تساءلت "واشنطن بوست".
في المقابل، تشير الاستطلاعات إلى أن الرئيس الأسبق دونالد ترامب ورغم كونه مرشحًا جمهوريًا، إلا أنه يحقق نتائج جيدة على نحو ملحوظ بين مجموعات الناخبين الشباب والسود والمنحدرين من أصول إسبانية.
وقالت الصحيفة: "ربما لا يدوم ذلك، ولكنه يعكس قلة حماس تلك المجموعات تجاه الانتخابات المقبلة، وليس هذا ما يحتاجه بايدن الآن".